باحترام تام للبروتوكول الصحي، احتضن مسرح الجهات بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي في سهرة الأحد 27 فيفري 2022 عرض “الخلد للفنان” انتاج وألحان الفنان عادل بندقة بالاشتراك مع مسرح أوبرا تونس وبدعم من الصندوق الوطني للتشجيع على الإنتاج الأدبي والفني، وبمصاحبة الأوركستر السمفوني التونسي بقيادة فادي بن عثمان.
غص مسرح الجهات بجمهور كثيف العدد حجز أماكنه منذ ساعات المساء الأولى لحضور مغناة “الخلد للفنان” وهو عرض فرجوي يجمع الموسيقى والغناء بالرقص والرسم في إطار احتفالي يسلط الضوء على عوالم ابداعية مختلفة يلتقي فيها الموسيقي بالشاعر والرسام بالسينما والمسرحي بالنحات والشاعر بالتعبير الجسماني. عرض من انتاج وألحان عادل بندقة، نص الحبيب الأسود، توزيع فادي بن عثمان، كوريغرافيا آمنة بوناب وغناء كل من الفنان منير المهدي، المطربة نهى رحيم، السوبرانو أمينة بقلوطي وسيف الدين التبيني، و بمشاركة أصوات أوبرا تونس لهيثم الحضيري وقراءة شعرية لحاتم الغرياني و اضاءة يوسف بوعجاجة و كوريغرافيا لآمنة بوناب و ملابس نوال لسود و رسم على الرمل لعلي اليحياوي.
قرابة 100 فنان اعتلوا الركح، من عازفين وراقصين وفنانين وكورال وشعراء، قدموا عرضا فريدا من نوعه، تراوحت أجزاءه بين الرقص البدوي والفالس وألحان العود وآلات الإيقاع والناي والكمان وغيرها، لتنتج مزيجا فنيا مختلفا. افتتح العرض بلوحة كوريغرافية صممتها الكوريغراف آمنة بوناب، بلمسات افريقية بدوية، لتفسح المجال للسوبرانو أمينة البقلوطي لتقدم أغنية “المجد للإنسان” صحبة كورال أصوات أوبرا تونس ترافقها ألحان آلات الإيقاع التي تخيّل للسامع وكأنها ألحان عسكريّة تمهّد لما سيأتي لاحقا في العرض، تلاها مقطع شعري بعنوان “فوق حدود الدهر والأوطان” قبل أن يعتلي الفنان منير المهدي الركح ويقدم أغنيتي “النور والسلام” و”من كبرياء”.
وما ان تبدأ الغوص في عالم الأغنية الطربية حتى تعود السوبرانو أمينة البقلوطي لتقدم مقطوعة ” حضارات” صحبة كورال أصوات أوبرا تونس في مزيج أركسترالي فريد تللاه الصوت القوي للفنانة الشابة “نهى رحيم” التي قدمت عديد الأغاني منها “تعالت” و “قبصية” وغيرها ليقدم اثرها الفنان سيف الدين التبيني أغنية “يا شوموانا” وغيرها من الأغاني التي كتبت وانتجت بشكل خاص لهذا العرض ووزعها المايسترو فادي بن عثمان.
عرض “الخلد للفنان” هو نتيجة لجهد متواصل وبحث دؤوب لينتج أيقونة إبداعية متكاملة وشاملة أخذت تقريبا بكل الفنون بطرف لتنتج ملحمة فنية كتبت في تناغم مع كلمات تعبّر عن قيمة الفنان في محيطه وتأثيره في نحت معالم الحضارة الإنسانية وفي شكل فنّي معاصر يخاطب النّاس بما يفهمون وبلغة العصر.