احساسا منه بالمأساة التي يعيشها زملائه النواب، اختار أستاذ التربية المسرحية بالمدرسة الإعدادية حي الواحة بالعقبة محمد البرهومي أن يعبر ويصف الوضع الكارثي الذي بعيشه زملائه، فكتب ما يلي:
يَمّا متسالينيش وعلاش رامي روحي في البحر، يَمّا وليدك موش مسيّس، وما دار بحتّى حزب، هذاكا علاش مطيّش وليدك بطّال…
يَمّا راني كبرت، شعري بياض وصلُعت، وحاشم بجنبك مطيّش كي الجلد، لا نهار خدمت…
يَمّا ما عنديش المعارف، عندي جرد شهادة، حروفها بهتت، وألوانها شحبت، واسمي معادش باين فيها…
يَمّا بجنبك ميّت حيّ ونمشي، عاد خليني نشڨّ البحور، يا نموت على قاعدة مسبول، يا ننقذ بدني وترجع فيّا الروح…
يَمّا وآش سنين غابت عليّا التبسيمة والضحكة، وكلّ باب ندڨّو نرجع دمعتي على خديا…
يَمّا الڨلب معبّي، محنجر، وحبل المشنڨة يستنى فيا…
يَمّا ريتهم بعينيا في التلافز يقسموا، ويتعاركوا على قوانين خاطيتنا…
يَمّا عمرهم ما حسّوا بينا، وآخر همّهم الزوالي….
يَمّا وليدك آش عدّا سنين نايب (نائب) يقرّي، ضحّى بعمرو، وتلميذ يفطر خير منّو، نمنِّي في روحي سنين، بالك ينتدبوني…
يَمّا صرفت من جيبي أكثر ملّي عطوني، وخدمت بڨلب وربّ، ونجّحت قرون موش سنوات دراسية…
يمّا لا فهمت روحي لا أستاذ، لا بطّال… آش من أمّ وبو توفّاو، ووليدك مازال نايب…
يمّا ما تلومينيش، لومي زهري، لومي شرفي، لومي قدري، لومي خشمي، لومي هِمّتي، لومي كي نعطي راسي عالوسادة نعطيه متهنّي…
يمّا لومي عزّتي وصراحتي، وجهدي…
يمّا لومي حلمتي، آش دخّلني يمّا راني فدّيت، لا سرقت، لا خطفت، لا هزيت متاع الغير، نويت الحلال عكست، وجماعة الحرام يمّا غوّصت، ناس رفست الملاين، وأحنا مازلنا نلوّجوا على عشاء ليلة….
يمّا نصّي لولاني مازلت ندعثر فيه، آش من مرا؟؟ آش عملت المغبونة غير تزيدني همّها ونزيدها همّي؟! يَمّا ذيوبة دايرة بينا، جالسة وتفتي علينا، وراعينا راڨد هازّو النّوم، تحت شجرة مڨيّل، ونحنا عدنا كي النعاج الي نڨرها الدمّ ومروشها الذيب…
حتى كان كنت كبش فحل، الذيوبة ياسر، وذيب ياكل ذيب، وقليل الذيوبية يموت….