في ختام برمجته الرّمضانيّة المتعلّقة باللّقاءات الخاصّة، استضاف بيت الرّواية “حسونة المصباحي” لتسليط الضوء على تجربته والتوقف عند بعض وجوهها يوم الجمعة 31 ماي 2019 بمكتبة البشير خريف بمدينة الثقافة.
“تنقلت بين فضاءات مختلفة وعشت أزمنة مختلفة لكن تبقى قريتي “الذهيبات” مكاني الأول ومصدر إلهامي التي كتبت فيها أول مجموعة قصصية بعد عودتي إليها محبطا من تجربة سجنية قاسية” بهذه الكلمات افتتح الروائي “حسونة المصباحي” لقاءه الذي تحدث فيه
عن أول إصداراته وهي مجموعة قصصية بعنوان “حكاية جنون ابنة عمي هنية” التي كتبها باللهجة العامية ليفهمها الجميع لان كتاباته موجهة لكل الاطياف سواء في المدينة او في الريف على حد تعبيره والتي حاز من خلالها على جائزة وزارة الثقافة للقصة القصيرة سنة 1986 و التي اعتبرها جائزة الاعتراف بالجميل في تلك الفترة.
كما أشاد “حسونة المصباحي ” بالدور الكبير الذي لعبه صديقه “خالد النجار” الذي أعاده إلى عالم الكتاب و الآداب وهو الذي كان يملك مكتبة كبرى في بيته في عمر لا يتجاوز العشرين عاما ومنه تعلم كيف يشعر باللغة و بالثقافة و اتبع نصيحته بالسفر خارج البلاد و التعرف على ثقافات أخرى لتطوير ثقافته الأدبية.
وتطرّق الروائي “حسونة المصباحي” الى تجربته في الغربة وفي مدينة “ميونيخ” الألمانية بالتحديد حيث وصفها بالرحلة للتعلم و الابتعاد عن السائد والمالوف وتعمد عدم الكتابة لا عن ألمانيا ولا عن تاريخها معللا أنها تزخر بالأدباء العالميين الذين كتبوا عنها ولن تضيف كتاباته شيئا لكن عودته الى تونس سنة 2004 لم تكن سهلة لان الناس اعتبرته فاشلا بما انه عاد محملا بالكتب لا بالسيارات كبقية المغتربين لتكون رواية “حكاية تونسية ” اول رواية يصدرها بعد العودة التي تروي احباط ومعاناة الشباب التونسي في بلد انعدمت فيه كل مقومات الأمل للعيش الكريم.
كما اكد “حسونة المصباحي” ان دور الكاتب يتمثل في كشف المستور و توضيح الرؤية للجمهور ولا يتبع السائد على ان يأخذ مسافة من الجميع كما اعتبر ان الاستبداد يبدأ من المثقفين الذين يحاولون فرض آرائهم على الناس ولا يتقبلون الراي المخالف وفق تعبيره.
و“حسونة المصباحي” كاتب، روائي، مترجم وصحفي، من مواليد قرية “الذهيبات” بريف القيروان درس الاداب الفرنسية في جامعة تونس وامضى اكثر من عشرين سنة في مدينة ميونخ الألمانية له العديد من المؤلفات ك “حكاية جنون ابنة عمي هنية“، “ليلة الغرباء“، “السلحفاة“، ” وداعا روزالي” وغيرها كما ترجمت اعماله الى الفرنسية والانقليزية والألمانية كما تحصل على جائزة محمد زفزاف للرواية عن مجمل اعماله سنة 2016 .