حصل وانتظم من 8 الى 20 ديسمبر 2020 معرض الفنانة التشكيلية المربية والباحثة المستقلة ريم سعد تحت عنوان “شمعدان الورشات المتنقلة” للصناعات التقليدية بالمركز الدولي للثقافة والفنون قصر العبدلية بالمرسى. وقد اختارت ريم سعد عرض اعمالها الفسيفسائية المائية بهذا الفضاء لدلالاته التاريخية والرمزية، بعد اكتشافها له منذ ما يقارب عشر سنوات، والفنانة شخصية تبحث عن ذاتها من خلال أعمالها التشكيلية وترقص على أنغام ألوانها الفسيفسائية بعزف أناملها الجامحة بإرادة قوية كملاح يشق عباب أمواج بحر المرسى ليرسو على شواطئها في مأواها الامن والكلوم بفعل الزمن لتترجم أسرار روح عصرها بما يختلج في أعماقها من معارف وعطاءات، وعلى زائري أعمالها الحكم والتأويل والسفر في بحر الوانها المتناغمة وتفسير معاني أشكالها.
تقول ريم سعد المتأثرة بنظرية يونانية قديمة تعتمد على طريقة الاستجواب حتى تجعل الروح تعبر عن معارفها المخبأة، أنه على الفنان في عصرنا هذا الشروع في إعطاء معارفه لكافة الناس وجعل الفنون تستهدف كل الناس، وتعتبر أن ألوان فسيفسائها المائية تقنية جديدة لا تنفصل عن الفكرة بل تلازمها، فهي تعطي اكثر من ذاتها ومن روحها ومن جسدها، ليرتقي حسها الى مصالحة داخلية ومصالحة مع محيطها والوانها وأضواء لوحاتها المنقسمة الى أبيض وأسود فالأبيض الباهت الذي يوحي للناظر اليه بتوقف الأشياء عند رتابتها ونمطيتها، أما اللون الأسود فهو مصدر الالهام وسر ابداعها في بعث الروح للشخوص التي خلقتها من وحي رسومات وهياكلها الجسدية المجردة للفنان أيمن المباركي الذي آمنت بتلاقي روح الابداع بينها وبينه فجعلت من هذه الرسومات التي يخطها بالقلم مولدا للوحات تحييها كما تتصورها عندما يلتقي النور مع تطريزة فسيفسائها المائية الدقية والمبهرة لتقدم لنا طبقا مضيئا بشموع صناعاتها التقليدية الخلاقة.
تواجه ريم سعد الكثير من التحديات وتعطي الكثير من وقتها كي تنجز أعمالها التي تتطلب الكثير من الصبر والبحث والمصالحة مع ذاتها ومحيطها، وهي واثقة من المناهج التي اعتمدتها وتعتمدها وتكرسها فقط في سبيل فنها الذي تعتبره مصدر رهاناتها.
الشاذلي عرايبية