بقلم:
الإعلامي محمد الفرجاني
من ليبيا
أصبحت سلطة الإعلام تتضخم وتزداد قوة ونفوذا يوما بعد آخر وتحول معها الخطاب الإعلامي إلى أداة فعالة للتحكم في الوعي والسلوك بالتزامن مع التطور فائق السرعة للمجتمعات المعاصرة حيث أصبح الوسيلة الأمثل للتحكم والتوجيه وإحكام قبضة السيطرة والهيمنة.
إن مرمى بحثنا هذا أن يساعد على فهم آليات إنتاج السلطة عبر الخطاب عموما وبواسطة الخطاب الإعلامي خاصة، وغايتنا منه أن نظفر بأجوبة شافية عن أسئلة ملحة ومؤرقة من قبيل: ما الخطاب؟ وما السلطة؟ ما المقصود بالخطاب الإعلامي؟
ما موقع الإعلام من شبكة السلطة؟
كيف يسخر الإعلام إمكانيات الخطاب من أجل تكريس الهيمنة والسيطرة؟
هل اللغة وحدها تكفي؟
إن كان للخطاب من تأثير؛ فما مظاهره؟
هل النفاذ إلى منابر الخطاب حر أم متحكم فيه؟
أيهما أقوى؛ خطاب السلطة أم سلطة الخطاب؟
ولأجل هذه الغاية فقد قسمنا، إلى جزء نظري تناولنا في مبحثه الأول المقاربة المفهومية للمفاهيم الثلاثة :
الخطاب والإعلام والسلطة، وفحصنا في مبحثه الثاني علاقة الخطاب بالسلطة، من خلال أعمال أعلام في فن تحليل الخطاب ورواد في علم الاجتماع، تزودنا مما خلفوه جميعا بما نستقصي به الموضوع، ونبلغ به المراد. وأما في الجزء التطبيقي فقد عملنا على رصد مظاهر التدافع والصراع بين خطاب السلطة وخطاب المعارضة، من خلال مقاربة تحليلية للبنية اللغوية والفكرية لنماذج مختلفة من الخطابات الإعلامية المستقلة من واقع المجتمع، وقد حرصنا على أن نخص بالدراسة قضايا راهنة استأثرت باهتمام الجمهور وحظيت بتفاعله الواسع عبر الفضاءات المفتوحة لمواقع التواصل باعتباره نموذجا مثاليا لوسائط الإعلام الجديد
بعد كل هذا اصبح اليوم إيجاد الحلول المناسبة للدفع بدماء جديدة تواكب التطور الإعلامي الجديد .