طوال فترة حملها كان يمضي معها أغلب أوقاته ويهتمّ بها كثيرا ويذهبان مرارا وتكرارا لمحلاّت ليشتريا لطفلهما الملابس ويجهّزا له غرفة غاية في الجمال والرّوعة، كانا يتجولان ويمرحان معا ويأكلان ويتمازحان و ينامان معا، بل ويبكيان معا…باتا لا يفترقان أبدا حتى يبدو للنّاظر من بعيد أنّهما عاشقان ينعمان بالسّعادة أو رُبّما هما يتصنّعان السّعادة.
في ساعة متأخّرة من احدى اللّيالي جاء اليوم الموعود الذي ستلد فيه سارّة طفلها ومؤيَد لم يكن قد عاد بعد. نقلها والداه على وجه السّرعة إلى المستشفى وظلاّ هناك يحاولان الاتّصال به لينقلا إليه الخبر المفرح، ولكن لا مجيب فهاتفه كان مغلقا.
في اللّحظة الصّعبة نفسها التي كانت تتحمّل فيها ألم الولادة وتصرخ بأعلى صوتها دون توقّف وتتمنّى وجوده بجانبها كان زوجها ينامُ في حضن امرأة أخرى، امرأة لا يعرف اسمها حتّى وبماذا كان سيهمّه اسمها ! فهي بالنّسبة له لا تتعدّى كونها مجرّد محاولة تعويض بائسة أخرى لملء الفراغ الكبير في حياته ذاك الفراغ الهائل الذي تركته حبيبته السّابقة في أعماق روحه حين هجرته…ألا يُجيد الرّجل تغيير امرأة بأخرى ؟! حتّى وان كان عاشِقا لتلك الأخرى ! أما المرأة إن خُذلت في الحبّ فعليها أن تبكي لأنّ دموعها وحدها هي التي ستتكفّل بجبرِ الضّرر الحاصِل في قلبها.
مُحاولات تعويض