بقلم: إيناس المي
استحقاقات انتخابية عديدة مرت على بلادنا بعد الثورة لكن الملفت هنا هو عزوف فئتي الشباب والنساء في عدد من الجهات وبصفة ملحوظة عن المشاركة في الحياة السياسية رغم أن الحاجة للتغيير وتطوير الأوضاع نحو الأفضل في ظل ظرف اقتصادي واجتماعي صعب صار ضرورة ملحة. ومن هذه الجهات منطقة الشمال الغربي وتحديدا ولاية جندوبة.
فماذا تقول الأرقام بخصوص ولاية جندوبة عن نسب إقبال النساء والشباب على الحياة السياسية؟
وماذا وراء هذا العزوف؟ وما الحلول الممكنة لدفع فئتي النساء والشباب للإقبال على الحياة السياسية؟
بعد القانون الإنتخابي الجديد ضعفت حظوظ المرأة في الظفر بمقعد بالبرلمان حسب المنظمات النسوية وعدد من المتابعين للشأن العام وهذا ما أكدته فيما بعد نتائج الانتخابات البرلمانية. نبقى في ولاية جندوبة حيث أكدت الأرقام وجود تراجع ملحوظ في نسب المشاركة السياسية لدى النساء والأطفال فـ32.63% فقط من النساء و4.85% من الشباب تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة شاركوا في الانتخابات البرلمانية لسنة 2022 و10 نساء مترشحات فقط على 5 دوائر بولاية جندوبة من أصل 48 مترشحات. جندوبة ولاية تزخر بالكفاءات والطاقة النسائية والشابة فما مرد هذا العزوف؟
اتصلنا بجمعية أشبال خمير بولاية جندوبة وطرحنا عليها جملة التسائلات السابقة وقد اجابنا عضو الجمعية عدنان جماعي كالتالي: “ولاية جندوبة عرفت فعلا اقبالا ضعيفا في نسب المشاركة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ومن بين الاسباب انعدام الثقة في صفوف الشباب والنساء مع غياب التأطير والحملات التحسيسية لهاتين الفئتين داخل الأرياف مقارنة بالمدن التي تزخر بكثير من المنظمات والجمعيات التي تشتغل على هذا الملف.”
وتابع قائلا: “نسبة مشاركة الشباب تشمل الفئة بين 18و 25 سنة ثم تليها الفئة بين 25 و35 سنة وبالنسبة للنساء تعتبر مشاركة ضعيفة خاصة الفئة بين 18 و25 سنة تليها الفئة بين 25 و40 سنة.
وقال الجماعي: “المتطوعين المشاركين مع الهيئة العليا المستقلة الانتخابات لم يقوموا بتحيين أسماءهم للمراكز التي استغلوا فيها يوم الانتخابات وهذا ما حرمهم من حقهم في التصويت واعتقد انه على مستوى ولاية جندوبة وعلى مستوى وطني فالنسبة محترمة لا بل كبيرة لو احتسبنا أعضاء مكتب الاقتراع والملاحظين مع الجمعيات.”
وأضاف: “اعيدها واكررها هناك غياب واضح للتأطير والتكوين اوصلنا لهذه الأرقام وهذه النتائج إضافة الى طبيعة المنتخبين وعدم تغيير العقليات وذهاب عدد من المنتخبين لإختيار الذكور على حساب الإناث. وعليه من مطالبنا هو الإشتغال أكثر على جانب التأطير والتكوين خاصة لفئتي الشباب والنساء وتعميم الحملات التحسيسية حتى في الأرياف.
أما بالنسبة لانتظاراتنا في ما يخص نسب للاقبال في الانتخابات البلدية القادمة فأعتقد ان شعبية الأشخاص المترشحين هو الفيصل في جلب الأصوات وما عدى ذلك وفي ظل غياب التأطير والحملات التوعوية فإن النتائج ستبقى على حالها في جندوبة.”
جندوبة ليست الا نموذجا لعدد من الجهات التي نلمس فيها عزوفا ونسجل ارقاما مشابهة وحان الوقت لضخ دماء جديدة داخل الحياة السياسية. و أن يقتلع الشباب مكانته وان تأخذ الإناث حظوظها كاملة أمام الذكور وما السبيل إلى ذلك الا مراجعة عدد من القوانين واعطاء الثقة فهاتين الفئتين خدمة لمصلحة البلاد.