full screen background image
   الجمعة 22 نوفمبر 2024
ر

ورد القيروان: أو  قصّة الورد الدمشقي المميز

يتميّز ورد القيروان برائحة زكيّة وفريدة من نوعها. وتنتمي وردة القيروان إلى فصيلة الورد الدمشقي وهي أكثر الأنواع  المطلوبة  في العالم في مجال إنتاج الزيوت المخصصة للعطور. وتنمو بالأخص في  منطقتي  ” الخزّازية” و”درع التمّار”  من ولاية القيروان.

وقد تم اختيار هذه الزهرة ضمن المنتجات المحلية المميزة  في القيروان التي يتم الترويج لها كجزء من تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتثمين و تطويرالمنتجات المحلية، وهي  خطّة تم إطلاقها سنة  2022 وتشرف على تنفيذها كل من الإدارة العامة للإنتاج الفلاحي بوزارة الفلاحة ووكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية بالتعاون مع العديد من المؤسسات والهياكل ذات الصلة.

وفي هذا الإطار  تم يوم الخميس 4 ماي  2023 تنظيم يوم ترويجي بالقيروان تحت شعار: “ورد القيروان، رمز التميز “.

ويهدف هذا اليوم إلى  اكتشاف  القيروان  كواحدة من المناطق  الرئيسية لإنتاج الورد الدمشقي في تونس  وإلى  مزيد الترويج لهذا المنتج  المعروف بعطره الساحر االذي نال استحسان مختلف صانعي العطور في العالم. كما يهدف  أيضا إلى تعزيز جاذبية القيروان كوجهة أساسية للسياحة البديلة.

وقد  افتتح ممثلو الصحافة الوطنية والجهوية هذا اليوم الترويجي بزيارة أسواق الورود بالقيروان. وهي أسواق  يومية  تنتصب حول أسوار المدينة  مع  كل  فصل ربيع للعرض والبيع بالجملة والتفصيل  للورود الطازجة المعدة للتقطير.

وإثر تلك الزيارة  تم تنظيم حلقة للنقاش حول ” بوفيه ” بنكهات الورد تناول فيها المشاركون بالنقاش واقع قطاع الورد بالقيروان وآفاق تثمينه و تطويره. وبهذه المناسبة   أوضح  السيد فاروق بن صالح الخبير في مشروع  ”  Pampat ”  أن: “المنتجات المحلية تمثل  عنصرا هاما وحيويا لدفع التنمية المحلية من خلال تطويروتنويع العرض وخلق مواطن شغل بمواقع الإنتاج بالإضافة لتعزيزالجاذبية السياحية للمنطقة عبر الترويج والتسويق وتنويع المنتوج السياحي “.

 خلق 15000 موطن شغل محلّي على المدى القريب والمدى البعيد

ومن جهته   صرّح  والي القيروان محمد بورقيبة  قائلا : ” إن منطقة القيروان تنتج كميات كبيرة من الورد الدمشقي بجودة عالية جدا تلبي متطلبات الحرفاء. ونحن نشجع على نشر هذه الزراعة في إطار الإدماج  الاقتصادي والاجتماعي نظرا لآفاقها الواعدة بالنسبة إلى المنطقة ولتونس عموما .  وإضافة إلى ذلك   هناك  العديد من المستثمرين  المهتمّين بتطوير هذا القطاع الذي يمكن أن يخلق  أكثر من 15 ألف فرصة عمل محليّا  على المدى المتوسط ​​و والمدى الطويل”.

وأكّد الوالي أيضا في هذا الخصوص قائلا: ” هناك جهود  كبيرة تبذل من أجل  تطوير وتثمين هذا المنتج الرائد وغيره من المنتجات  بمنطقة القيروان “.

أما منسّقة مشروع ” PAMPAT “، السيدة لمياء ثابت فقد صرّحت قائلة: “نهدف من خلال هذا اليوم الترويجي لورد القيروان إلى التعريف لدى التونسيين بثراء المنطقةو بالإمكانيات والفرص التي  يقدمها هذا القطاع من حيث تطوير مشاريع جديدة وخلق فرص العمل للشباب  إضافة إلى  الجاذبية  السياحية”.

وأضافت السيدة لمياء ثابت : ” يتم تسويق الزيت الأساسي لورد القيروان في حول العالم لتحضير العطور. كما يمكن تثمين هذا المنتج في عديد المجالات الأخرى وتنويع المنتجات  بالإعتماد على الورد كمادة أساسية. ومن شأنها أن تخلق أيضا هوية للمنطقة في مجالات مستحضرات التجميل والطهو …”.

وختمت  منسّقة المشروع قائلة:  هذه الخطوة   تندرج في إطار  مشروع تعزيز نفاذ الممنتجات المحلية و الغذائية للأسواق  (PAMPAT)  الذي تنفذه   منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (ONUDI  )  بتمويل من  كتابة الدولة السويسرية للاقتصاد. وفي هذا الإطار  وضعت وزارة الفلاحة استراتيجية تونسية للنهوض بالمنتجات المحلية وتثمينها.

وقد تم اختيار ولايتي القيروان ونابل كمنطقتين  نموذجيّتين  للشروع في تنفيذ محاور  التدخل المختلفة. وفي منطقة القيروان   تم اختيار ثلاثة منتجات محلية منها الورد الدمشقي. وفي هذا السياق تم تنفيذ عديد الأنشطة لدعم مكانة هذا القطاع وتعزيز النفاذ إلى السوق “.

 مجمع السّبري : نحو إنتاج 25 ألف طنّ من الورود موسميا

وقد أتيحت الفرصة  في هذا اليوم لممثلي وسائل الإعلام  مرفوقين بوالي القيروان   وممثلي الهياكل الجهوية والوطنية وممثلي مشروع PAMPAT للقاء المنتجين المحليين للورود الطازجة والمنتجات  المستخلصة من الورد في  منطقة “الخزازية”  حيث قاموا بزيارة لحقل  من الورد.

وتواصل اليوم الترويجي من خلال زيارة للوحدة الجديدة لتقطير الورد التابعة لمجمع “السبري” الكائنة بمنطقة “الباطن” من معتمدية القيروان الشمالية.

وفي هذا الإطار  قال  الرئيس المدير العام  للمجمع حبيب السبري والمدير المركزي محمد زياد الشورابي  : ” إن هذه الوحدة المخصصة للتقطير  تضم 16 وحدة تقطير وهي موزعة على مساحة 4500 متر مربع وبطاقة تقطير إجمالية تقدربـ 25 ألف  طنّ من الورود في الموسم.  وهي الوحدة الأولى من نوعها في إفريقيا وأوروبا. ونهدف من خلالها إلى خلق 250 موطن شغل مباشر (بصدد الانتداب ) و 5000 موطن شغل موسمي غير مباشر ( خلال مدة 60 يوما بموسم التقطير).

وأوضح المسؤولان  قائلين : ” قبل حوالي أسبوع استقبلنا بعثة ألمانية مكوّنة من 24  مؤسسة تعمل في مجال العطور والزيوت الأساسية ومواد التجميل  والمنتجات شبه الطبيّة. و على إثر تلك  الزيارة   اتصلت بنا إحدى  المؤسسات لتوقيع اتفاقية  مبدئية لشراء منتجاتنا . وهو ما يساهم فعليا في  تثمين  ورد القيروان والجهود التي تبذلها مجموعتنا “.

وأضاف السيدان السبري والشورابي قولهما : “مشروعنا  الذي يغطي  1000 هكتار من الورود  و بتكلفة استثمارية إجمالية  قدرها 60 مليون دينار  هو  ثمرة  تعاون فني مع الصين وكذلك مع ألمانيا وكندا وفرنسا . وهو  يهدف إلى إنتاج مجموعة واسعة من المنتجات القائمة على ورد القيروان “. واختتم المسؤولان بالقول : ” نحن نستهدف في المستقبل القريب تثمين نباتات أخرى ومنها بالخصوص زهر البرتقال وإكليل الجبل و نبتة  الياس ” myrte “.

واختتم اليوم الترويجي لورد القيروان بزيارة معرض للبيع  شارك فيه العديد من المنتجين الذين  أبرزوا  مختلف المنتجات المستخلصة من ورد القيروان سواء في قطاع مستحضرات التجميل أو في الزراعة الغذائية.

وسيتم وضع برنامج عمل متكامل خلال الأشهر المقبلة بهدف تثمين ورد القيروان  بالتعاون مع جميع الجهات المعنيّة  العمومية والخاصة من أجل جعل هذه الوردة  المنتج الاستراتيجي بامتياز لمنطقة القيروان.