ببادرة من منتدى التجديد للفكر المواطني والتقدمي وبدعم من مؤسسة فريديش ايبرت الألمانية انتظم بتونس العاصمة صبيحة السبت 15 جوان لقاء حواري أثثه مجموعة من الخبراء ومن المسؤولين و من ممثلي المجتمع المدني تناول بالدرس موضوع الآليكا. وقد تابع أعمال الندوة جمهور غفير ومتنوع المشارب لم تستطع القاعة المخصصة احتضانه. وفي بداية اللقاء الذي أدراه الأستاذ هشام سكيك -رئيس المنتدى- قام بالتعريف بالمولود الجديد باعتباره فضاء للتفكير المعمق والحوار الرصين والاقتراح المسؤول ذاكرا أن الذين بادروا ببعثه هم مجموعة من المناضلين السياسيين والنقابيين والمثقفين المنتمين لليسار الوطني المعروفين بمشاركتهم المتنوعة منذ عقود في الحياة العامة وان هدفهم هو توفير فضاء للحوار حول أهم القضايا الراهنة والمستقبلية التي تعيشها تونس في هذه المرحلة من تاريخها كما أن رئيس المنتدى لم يستثني امكانية مشاركة أعضائه -كلما توفرت لهم الفرصة في ذلك- في الاسهام في تطبيق المقترحات التي ستفرزها مثل هاته الندوات الحوارية التي انطلقت اليوم بموضوع الآليكا الذي كثر الجدل حوله في ألآونة الأخيرة.
وقد احتوت الندوة على حصتين تم تقديم في كل مرة مداخلتين تلاهما نقاش شارك فيه عدد هام من الحضور. و من أهم ما جاء في مداخلة السيد عفيف شلبي رئيس مجلس التحاليل الإقتصادية التابع لرئاسة الحكومة “إن أي حكومة تونسية لن تقبل توقيع الصيغة الحالية لمشروع اتفاق التبادل الحر الشامل والمعمق “الأليكا” مؤكدا ضرورة أن تتبع جولات المفاوضات الحالية المبادئ الأساسية ذاتها التي تم اعتمادها سابقا و من ضمنها اعتماد نسق متدرج والتقسيم بين القطاعات والمنتوجات و إدراج اجراءات الحماية واستبعاد بعض المنتوجات ذات الحساسية بالنسبة لاقتصادنا من الاتفاقية.
أما المتدخل الثاني وهو اسيد عبد الجليل البدوي الخبير الاقتصادي فقد اشار إلى أن “الأليكا” تعد معركة بين الخاسرين والفائزين في اتفاقية الشراكة السابقة، المبرمة سنة 1995، مضيفا أنه لم تسبق المفاوضات أي دراسة تقييمية لاتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي والتي من شأنها أن تعزز موقف تونس في المفوضات الحالية . وأعلن الخبير الاقتصادي عن معارضته مبدأ الفصل بين الجزء التجاري، وتنقل الأشخاص والاستثمارات، خلال المفاوضات بشان اتفاق الاليكا مؤكدا أنه لا مفر لتونس من خوض مثل هذه المفاوضات لكن علينا أن نسعى جميعا كل من موقعه لضمان مصلحة تونس.
أما الحصة الثانية فقد تدخل فيها في البداية الأستاذ الجامعي بوبكر الكراي وهو يشغل حاليا خطة رئيس ديوان السيد وزير الفلاحة والذي سبق له أن اشرف على جولة من هذه المفاوضات فيما يتعلق بالقطاع الفلاحي. وقد طرح المتدخل مجموعة من الأسئلة معتبرا ان توفير الأجوبة المتكاملة حول كل منها تمثل المدخل الأساسي لضمان مصلحة تونس وضمان أمنها الغذائي وتقوية قدرة انتاجها الفلاحي في اكتساح الأسواق الخارجية. ومن جهته تناول السيد الصادق الزقرني وهو دكتور في الصيدلة وصاحب مؤسسة تصنيع أدوية حيث اكد ‘لى ضرورة الاستئناس بالمقترحات التي قام ببلورتها المهنيون في هذا القطاع الحيوي لضمان صحة المواطن على ضوء الظروف الخاصة التي يمر بها هذا القطاع وما يجب على المفاوضين طرحه من مقترحات تضمن مصلحة تونس في هذا المجال.
وتجدر ألإشارة الى أنه عقب كل جولة من المداخلات حوار ثري طرحت فيه أسئلة هامة من قبل عدد هام من الحضور الذي تميز بنوعيته ومعرفته الدقيقة بالإشكاليات التي تطرحها هذه المفاوضات ومن بين الشخصيات التي تابعت الندوة نذكر السيد سمير الطيب وزر الفلاحة والسيد فرحات الحرشات وزير الدفاع الوطني سابقا والسيدة لطيفة لخصر وزيرة الشؤون الثقافية سابقا الى جانب عدد من كبار المسؤولين في الادارة وأعضاء في عدة نقابات مهنية وقطاعية ومنظمات المجتمع المدني وألاحزاب السياسية. هذا واختتمت الندوة بتقديم تلخيص موجز لأهم ما جاء في المداخلات وفي النقاش تولى تقديمها كل من السيدة نوال جباس والدكتور عبد العزيز المسعودي.