بدعم من وزارة الشؤون الثقافية، وتحت إشراف مندوبيتها الجهوية بمنوبة، وفي إطار فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين للمهرجان الصيفي بدوار هيشر التي تنظمها هذه الصائفة جمعية أفاق النجاح تحت شعار “حلمة”، احتضنت المدرسة الإعدادية “أبو القاسم الشابي” بالمكان عرضا بعنوان “ذكريات النجع” للفنان أحمد السعيداني، وكان ذلك في سهرة افتتاح الدورة التي حضرها معتمد الجهة والمندوبة الجهوية للشؤون الثقافية بمنوبة وعدد من الإطارات والمسؤولين، إضافة إلى ممثلين عن بعض الجمعيات والمنظمات والمؤسسات الثقافية والتربوية والشبابية.
قبل البدء
توافد الجمهور بكثافة على ساحة المدرسة الإعدادية “أبو القاسم الشابي” بدوار هيشر، لدرجة أن الكراسي المخصصة لهم عجزت عن استيعاب كل ذاك العدد من الحاضرين، وقد تم في بداية السهرة بث ومضات تحسيسية بضرورة الطموح والتعويل على القدرات الذاتية وعلى مكونات المجتمع المدني، وهي فقرة خصصت لصاحبات مشارع صغرى تم تأطيرهن ودعمهن من قبل جمعية آفاق النجاح ذات الصبغتين الثقافية والاجتماعية، ليتم بعدها تقديم لوحات فنية راقصة لمجموعة “دريم سبور”، تلتها كلمة رئيسة جمعية آفاق النجاح السيدة فاطمة الدريدي فكلمة المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية بمنوبة الأستاذة صلوحة الإينوبلي، كما تخلل الحفل عرض مسرحي بعنوان “أنشودة الحطام” لنادي المسرح بالمدرسة الإعدادية “ابن رشيق” بدوار هيشر، علما هذه السهرة نشطتها باقتدار الشابان أحلام السعيدي واسكندر بوبكري. عرض “ذكريات النجع”
افتتح العرض الشاعر الشعبي شريف العرفاوي بقصيدة تحدث في عن “النجع” قبل أن يقدم عازفو الايقاع بالمجموعة معزوفة ايقاعية (فزعة) بأسلوب فيه الكثير من التجديد، قبل أن ينضمّ لهم بقية عناصر المجموعة الموسيقية ليقدم الفنان الشعبي محمد بن هنية باقة من أروع الأغاني التراثية مصحوبا بباليه راقص متكون من راقصتين وراقصين، وقد تفاعل معه الجمهور تفاعلا كبيرا، حيث غنّى وصفّق ورقص.
وإضر ذلك صعدت الفنانة خولة الفرجاني التي قدمت باقة من أروع أغاني المرحومة صليحة، إضافة إلى أغان تراثية أخرى، وقد تفاعل معها الجمهور تفاعلا كبيرا ترجمه بالغناء والتصفيق والرقص، ليعود بعدها الفنان الشعبي محمد بن هنية الذي غنّى فأمتع وكان مصحوبا بنفس الباليه الذي رافقه في البداية.
لقد استطاع عرض “ذكريات النجع” أن يحقق نجاحا كبيرا ورهيبا في سهرة افتتاح الدورة الثالثة والثلاثين للمهرجان الصيفي بدوار هيشر، فهو عمل كبير ركّز على الموروث الغنائي التونسي بأسلوب فيه الكثير من البحث والتجديد في توظيف ذكيّ للآلات الشعبية والغربية فتمّ خلق فسيفساء إبداعية عرف الفنان أحمد السعيداني كيف ينحتها تصوّرا وإخراجا، علما أن هذا العمل الذي حضر في المهرجان الصيفي ببرج العامري، سيكون حاضرا بامتياز في عدد من المهرجانات الصيفية والابداعية وفي الفضاءات الثقافية ، لاسيما أنه عرض كبير وجدير بالبرمجة وبالمشاهدة وبالمتابعة الإعلامية.
كلمة لا بدّ منها
استطاع هذه الدورة في سهرة الافتتاح أن تحقق نجاحات كبرى على مستويات البرمجة والتنظيم والحضور، إضافة إلى حسن الاختيار على عرض “ذكريات النجع”، وكل هذا رغم أن رئيسة جمعية آفاق النجاح السيدة فاطمة الدريدي تضطلع لأول مرة بخطة مديرة المهرجان الصيفي بدوار هيشر، ولعل مردّ كل هذا النجاح هو كونها متمرسة على العمل الجمعياتي، كما أنها فتحت ذراعي التظاهرة لمختلف مكونات المجتمع المدني بالإضافة إلى حرصها وحرص بقية أعضاء هيئة الجمعية على تشجيع المرأة والشباب وتمكينهم من فرصة المشاركة، والأكيد أننا سنعود إلى ذات المهرجان لاحقا لنشمل بعض سهراته بالتغطية.