نظم مركز الدراسات المتوسطية والدولية في إطار برنامجه معهد تونس للسياسة بالشراكة مع موقع”Blue Tn” المختص في البيئة بتونس لقاء ” الكسكسي السياسي ” خلال أمسية رمضانية حول ” حرائق الغابات في تونس :أي تداعيات ؟ ” وذلك مساء الأربعاء 27 مارس 2024 بتونس العاصمة وبمشاركة حمدي حشاد المهندس والمختص في المجال البيئي وبحضور عدد من قدماء معهد تونس للسياسة من المجتمع المدني والأحزاب السياسية.
وتم خلال اللقاء عرض شريط وثائقي قصير حول الحرائق في تونس وتداعياتها على البيئة في محاولة لإبراز الأسباب الحقيقية لتفشي الحرائق في السنوات الأخيرة والتعرف على نتائجها الوخيمة على البيئة والإنسان.
المهندس والمختص في الشأن البيئي حمدي حشاد أكد في مداخلته خلال هذا اللقاء أن التغيّر المناخي الناجم عن النشاط البشري يعد سببا رئيسيا في زيادة نشاط حرائق الغابات في تونس ،وأن مختلف النتائج الميدانية تجعلنا نطرح التساؤل حول مدى الصلة بين الزيادة الحالية في نشاط حرائق الغابات وبين التغيّر المناخي الناجم عن النشاط البشري مقابل التغيّرات الطبيعية في المناخ.
وأوضح الخبير في الشأن البيئي أن بلادنا تشهد ارتفاعا متواصلا في حرائق الغابات على مدى العقود الأخيرة الناتجة عن التغيّرات المناخية والارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة على غرار حادث حريق ” عين ملولة ” في شمال تونس في صائفة 2023 والتي فقدت على إثره المنطقة نحو 450 هكتارا من أشجار الصنوبر البحري الذي يغطي مساحة إجمالية تقدر بحوالي 5000هكتار على الحدود الجزائرية التونسية ، وأخرى مرتبطة بالحرائق المفتعلة نتيجة لأفعال بشرية مشبوهة خلال السنوات الأخيرة ، وهو ما يشكل تهديدا للتراث الغابوي والبيئة والاقتصاد المحلي في تلك المناطق.
هذا وتمحورت أغلب مداخلات وأسئلة المشاركين في هذا اللقاء ” الكسكسي السياسي” من قدماء معهد تونس للسياسة من المجتمع المدني والأحزاب السياسية حول تعزيز العمل الاتصالي للحكومة وتحسيس المواطنين بأهمية الحفاظ على الثروة الغابية ونشر ثقافة حماية البيئة وتنقيح مجلة الغابات والذهاب نحو اعتماد وتعميم استعمال آلية الاستشعار عن بعد فضلا على ضرورة تنقيح التشريعات ذات العلاقة بقطاع الغابات والتصدي لمختلف التجاوزات التي تهدد البيئة والملك الغابي العمومي.