احتضنت منطقة البرامة بولاية سليانة فعاليات تظاهرة عيد القرش التي نظمتها جمعية جبل وسلات للتراث والتنمية بهدف تثمين حرفة صناعة الطين التقليدي التي تتميز بها المنطقة.
الطين حرفة الجدود والأبناء
لا تزال أنامل النسوة في منطقة البرامة تشكل كرات الطين و تحولها إلى أواني مختلفة كانت و لا تزال تستخدم على نطاق واسع في البيوت التونسية…
في احد المستودعات التي تحولت إلى ورشة لصناعة الفخار تجلس السيدة محبوبة التي اتخذت من هذه الحرفة مورد رزقها و رزق عائلتها ، بين الأواني التي ترصفت في انتظار الحريف و هي تعجن الطين حينا و تشكله احيانا مستخدمة بعض الأدوات البسيطة.. السيدة محبوبة أكدت ان “طين البرامة يتميز بجودته الا ان سعر المنتوجات تظل متدنية و هو ما يهدد هذه الحرفة التي لم تعد تستهوي الشباب” و تضيف محبوبة :”هذه الحرفة متعبة لكني تعودت منذ اكثر من نصف قرن على ممارستها و لن اتخلى عنها رغم كل شيء”.
و أضافت محبوبة ان نساء البرامة تشبثن بهذه الحرفة و حافظن عليها رغم ما تحمل في طياتها من معاناة لتكون مصدر رزق مئات العائلات و هي تراث تتوارثه الاجيال جيلا بعد جيل حتى أضحت فتيات الجهة تبدعن في هذه الحرفة …
مبادرات جمعياتية لتثمين هذا الموروث
في مبادرة تهدف إلى تثمين هذا الموروث الثقافي و الاسهام في التعريف به و ترويجه نظمت جمعية جبل وسلات للتراث والتنمية يوم القرش بالبرامة تحت شعار “فخار البرامة يجمعنا” والذي يهدف كذلك إلى ادراج هذا المخزون الثقافي والموروث الشعبي ضمن المسالك السياحية بالجهة.
وقد أكد رئيس جمعية جبل وسلات للتراث والتنمية ياسين الوسلاتي “السعي بالاشتراك مع مختلف الأطراف المتدخلة إلى ادراج طين البرامة ضمن لائحة التراث العالمي على غرار فخار سجنان بما من شأنه ان يسهم في منحه قيمة مضافة على الصعيدين الوطني و الدولي”.
وتضمنت فعاليات هذا اليوم أجواء تنشيطية ولوحات من الفروسية و عرضا لمنتوجات نساء البرامة، إضافة إلى حضور الاكلات الشعبية التي عملت النساء المشاركات على تحضيرها على عين المكان.
ولئن ارتبط تاريخ هذه المنطقة المنسية بإطلاق الصندوق الوطني للتضامن 26/26 في عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي يظل أهالي البرامة ياملون في ان يكون طين الجهة نقطة جذب سياحي واقتصادي و تنموي خاصة وانه يعد مورد الرزق الأساسي في المنطقة وهو ما يمكن أن يتحقق بفضل هذه المبادرات الجمعياتية.
ابو الانوار