يعيش العالم بأسره تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية واجمع الخبراء أن الصراعات السياسية والتدهور الاقتصادي والاجتماعي هي أسباب شكّلت دافعا لموجات هجرة غير نظامية مكثفة باتجاه أوروبا وحسب تقارير منظمة الهجرة الدولية، تشير الإحصائيات في العام 2010 فقط وصلت نسبة المهاجرين إلى أكثر من 214 مليون إنسان .
في هذا الإطار تتنزل مسرحية “المهاجران” التي يستعد المخرج حافظ خليفة لوضع اللمسات الأخيرة قبل تقديمها للجمهور بفضاء دهليز دار الثقافة ابن رشيق أيام الجمعة 21والسبت 22والاحد23 أكتوبر 2022 حيث يستعيد الدهليز الشهير بريقه ويعود من جديد بعد اكثر من عشريتين لاحتضان عرض مسرحي متكامل العناصر هو بدعم من الصندوق الوطني للتشجيع على الابداع الادبي
والفني وبشراكة مع المنظمة الدولية للهجرة و ديوان التونسيين بالخارج,و المركز الثقافي التونسي بروما وبالتعاون مع دار الثقافة محمد عبد العزيز العقربي بدوّار هيشر و دار الثقافة ابن رشيق بتونس
“المهاجران ” مسرحية كوميدية ساخرة من تأليف أصلي للكاتب البولندي سلافومير مروجيك واقتباس الكاتب لسعد بن حسين وسينوغرافيا
و اخراج:حافظ خليفة وبطولة كل من المبدعين صلاح مصدق و جلال الدين السعدي
تنطلق الحكاية ليلة رأس السنة الميلادية بين مهاجرين يعيشان في قبو تحت عمارة والأحاديث الدائرة بينهما لا معنى لها، بل هي مجرد ثرثرة واتهامات متبادلة وسوء فهم متبادل بين مثقف غادر الوطن خشية القمع والاعتقال والموت غير مهتم بالنقود وغارق في الكسل ، وبين عامل كادح جاهل في السياسة، جاء إلى المهجر على أمل أن يعمل وأن يجمع المال ليعود إلى زوجته وأطفاله ليبني لهم داراً ويعيش عيشة مرفهة، ولتوفير المال اضطر إلى التقتير والتقشف الذي تحول عملياً إلى بخل مقيت وجشع مدمر لصحته دون أن يعي ذلك حتى بدأ يأكل معلبات منتجة خصيصا للحيوانات الأليفة كالكلاب.
والمسرحة جزء من الأدب المسرحي الساخر الذي يطلق عليه “الكوميديا السوداء”، باعتبارها تصور حياة البؤس والفاقة الفكرية والضياع والخواء التي تعاني منها شخصيات المسرحية وتعرضها بروح الساخرة اللاذعة التي لا ترحم وترفض التعاطف مع مثل هذه النوعيات من البشر بهدف محاربة هذه الأخلاقيات والسلوكيات.
ويمكن القول أن هذا العمل ذو خصوصية تجريبية فريدة على مستوى الأداء
واللعب و حتى الإطار السينوغرافي الذي سيكون داخل قبو ارضي حقيقي تملاه الرطوبة وتم الاختيار على أشهر قبو او دهليز بدار الثقافة ابن رشيق