هناك، بين ضفتي المتوسط٫ حسناء باذخة الكبرياء، حالمة الملامح، ذاٸعة الصدی، خضراء الاكف، ملاذ لكل من فاته الفرح بقدمين أو أكثر فكان الهدوء وفي كل الهدوء ضجيج وبعضه يحسب علينا كلاما ۔۔۔ ساحرة الجمال وبعض الجمال نقمة وأغلبه يوقظ سوادا في نفوس من قصدير۔
ليومين كانت علی موعد مع التاريخ كما عهدناها ۔۔ هي ازاء تحدي ولطالما كسبت التحدي بسواعد لا تهدأ ولا تترك شيٸا للصدفة وهامش الخطأ ممنوع۔
أروقة الوزرات خلية نحل لا تهدأ تنظيما برتكوليا وتنسيقا محكما واعدادا امنيا بقبضة من حديد وبحجم وطن وجاهزية اعلامية سيما علی مستوی التلفزة الوطنية كما لم نرها من قبل۔
كل شي يوحي أن تونس علی موعد مع تلك اللحظة التي يعد استثمارها مكسبا، لحظة أُختبرت فيها الادارة التونسية وأكدت أنها لازالت تقاوم رغم هجرة الادمغة وحالة الاحباط التي سيطرت لسنوات۔
تونس التي اشتدت التجاذبات السياسية حولها خلنا حبها قد خفت في قلوب ابناٸها لكن حين تعلق الامر بصورة ومصلحة وطن علت اصوات غير الاصوات وارتفعت اكف غير الاكف كل ما فيها بدا جديا وفيه مافيه من الضوء والحقيقة والحلم ، حتی من غرد خارج السرب كان نشازا فتوانی۔
ليومين كانت بلادنا قبلة الدول الافريقية ووفود يابانية ورجال اعمال وصحفيين فعقدت لقاءات ماراطونية ،اجتماعات، وابرمت اتفاقيات ومباحثات مخرجاتها كانت مطمٸنة وبحجم المساعي التي جرت لبناء اقتصاد تونس والخروج من الازمة الخانقة۔
مشهد أثار حفيظة البعض وأربك ملكة التروي والاتزان المفترضة بين الدول والشعوب وأدی الی افتعال أزمات ممن اعتقد ان نجم تونس قد أفل وأن شعبها قد فقد رصيده من الحلم۔
وحيث ان الاوطان لا تبنی بالاحلام والاوهام او التمني۔۔۔ وحدها مصلحة تونس هي نبراس الرحلة وعنوانا للحسم قد من ياسمين وسعي ومثابرة أبهرت العالم بعنوانين في الصحافة العالمية بالبند العريض۔۔۔ وكان التحدي وكان غدنا۔
قالوا ليلنا طويل نحتاج فيه طقوسا ودعاء للعتق ولحياة كالحياة۔۔۔ وقلنا صبحنا قريب ومجدنا عادة وحب تونس عبادة۔
وجع المرحلة كان ثقيلا وطويلا تحمل وزرها جيلا رای الخلاص بكل العالم الا وطنه ولا زالت الحصيلة مكلفة ندفعها فرادی وجماعات لكن تونس أخری ممكنة ونجاحات أخری مشروعة۔
نحن شعب تونس، شعب المفارقات العجيبة ونحن ايضا في الضفة الاخری ذاك الشعب المسكون بوجع وطن يبحث عن خلاصه بين كل فرصة وأخری۔
نحن الشعب التونسي لسنا بعضا من الامة بل كل الامة صبرنا وصابرنا مع كل المبشرين ولازلنا نبحث عن خلاصنا في كل امة دون ملل ولازلنا نبحث في أمة اليوم عن حلم مغاير وواقعا غير الواقع نتحسس بداية الطريق ولن نظل السبيل وسننجح۔