أسدل الستار على دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الثانية والثلاثين طوكيو 2020 ، وهي المشاركة الخامسة عشرة لتونس منذ ألعاب روما 1960.
حصيلة تونس في هذه الاولمبياد اقتصرت على ميداليتين إحداهما من المعدن النفيس توشّح بها صدر السّبّاح الشّاب أحمد أيوب الحفناوي فجر عيد الجمهورية، في حين كانت الثانية فضية من نصيب محمد خليل الجندوبي لاعب التايكوندو.
مشاركة تراوح تقيمها بين الايجابي والسلبي حيث كانت الآمال معلّقة على العديد من الأسماء للظفر بميداليات اولمبية على غرار كارم هنية في رفع الأثقال ونهال شيخ روحه في الجيدو ومروى العامري في المصارعة الحرة وإيناس البوبكري في المبارزة بالسيف وانس جابر في كرة المضرب.
ولئن غابت هده الأسماء عن منصة التتويج الأولمبية فإن اغلب المتفائلين ومعظم المتشائمين لم يتوقعوا الذهب من رياضة السباحة التي هيمن عليها الأمريكيون والأستراليون طولا وعرضا كيف لا وهي التي تعرف تهميشا متواصلا فغابت الصيانة عن المسابح ولعل حالة المسبح الأولمبي بالمنزه خير دليل على الوضع المتردي التي آلت إليه البنية التحتية الرياضية بصفة عامة وضحالة النتائج في عدد من الرياضة الجماعية والفردية يحتم على سلطة الإشراف وضع تصور جديد من أجل تطوير الرياضة التونسية والعمل على إشعاعها.
تصور يجمع بين الإشراف المباشر للدولة وتشجيع الشراكة بين القطاع العام والخاص والنموذج الصيني خير دليل على نجاح هذا الخيار، والعمل على بثّ الروح من جديد في الرياضة المدرسية والجامعية التي لطالما كانت منجما لاكتشاف الأبطال وصقل مواهبهم وذلك اقتداء بالمنوال الأمريكي وما تمثله الرياضة الجامعية من أهمية في صناعة أبطال أولمبيين في عديد الاختصاصات.
حصاد البعثة الأولمبية التونسية إيجابي في ظل ما تعيشه الرياضة من تهميش طال جميع القطاعات الرياضية باستثناء كرة القدم التي تشهد طفرة من حيث الإنفاق لتغطية المنح والأجور الخيالية، مئات الملايين قادرة على إعداد بطل أولمبي جديد في عديد المجالات، فهل ستتحرك سلطة الإشراف لوضع حد لهذا النزيف وتوجيه المصاريف لما هو أجدى وانفع للرياضة التونسية؟
تصورات وأسئلة عديدة يطرحها محبي الرياضة بتونس تبقى بدون إجابة في ظل هيمنة كرة القدم إعلاميا وتجاريا على جميع الرياضات الأخرى هيمنة لا تتناسب مع النتائج مقارنة ببقية الرياضات سواء كانت جماعية أو فردية.
وخلاصة القول صناعة الأبطال هي إرادة دولة قبل كل شيء فإن توفرت هذه الإرادة حضرت النتائج وإن غابت حضرت الخيبات، نودع “طوكيو 2020” على أمل أن يكون العمل قد ابتدأ مبكرا من أجل “باريس 2024 عوض تصفية الحسابات والبحث عن كبش فداء لتعليل النتائج السلبية.
محمد أيمن النـفزاوي