بقلم:
الاستاذة الجازية الهمامي
المسرح أب الفنون منذ الإغريق ومايزال..
وقديما قيل “أعطني مسرحا أعطك شعبا عظيما”
كدأبه وعاداته في الاهتمام بالفعل المسرحي الهادف وتوسيع دائرته بين الناشئة والشباب والكهول، نظم مركز الفنون الدرامية والركحية بسليانة بالشراكة مع المركب الثقافي بالجهة تربصا مسرحيا في فنون المهرج تحت مسمى jeux et relations تحت إشراف المكون الدولي toph enany .
امتد التربص على مدار ثلاثة أيام (27/26/25) من الشهر الحالي في حصص مسائية مسحت أربع ساعات من السادسة الى العاشرة مساء. جمهور متنوع اقبل على هذا التربص، وحدت بينه الدافعية لتعلم ابجديات الفن المسرحي ممثلة في أعتى تعبيراتها:فن المهرج، إذ نجد فئة التلاميذ ومنشطي نوادي الاطفال، ناهيك عن عناصر “المختبر المسرحي للكهول”الذي يعتبر ثمرة من ثمار المركز.
هذا التنوع يترجم بلا شك المدى البعيد الذي بلغه الحراك الثقافي المسرحي في الجهة، و من هنا كان تزايد عدد المقبلين على الانخراط في نوادي المسرح ،والأجمل من ذلك تزايد وعيهم بدور المسرح في تركيز ثقافة فاعلة تحقق للذات توازنها وتبني للمجتمع ركائز نهضته الثقافية التي هي أصل كل نهوض.
نأتي إلى مضمون التدريبات التي مدارها “فن المهرج”:
_من هو المهرّج؟
_ما الفرق بينه و بين الممثل ؟
_كيف يتفاعل المهرج مع الجمهور ؟و كيف يسهم ذلك في تطوير آدائه ؟
_ماهي للمشكلات التي تجعل لعبه منقوصا؟
_ماهي الشروط الضامنة لتطوير لعبه؟
_ هل نحتاج فن التهريج في مسارات حياتنا؟
هذه الأسئلة كانت محورا لجملة من التدريبات و التمارين التي اتخذت اشكالا مختلفة تدرجت بنسق مدروس من اللعب الجماعي الى اللعب الثنائي فاللعب الفردي .
وكانت تتوج دائمابحلقة نقاش تفاعلية يشرح فيها المؤطر الهدف من التمارين، و يعلق على لعب المشاركين بدقة تبرز الايجابيات والسلبيات، ثم يحيل الكلمة لكل مشارك حتى يعبر عن وجه استفادته من الحصول التدريبية. لأن لكل عمل وجهين، مَهارِيًّا عمليا وقيميا إنسانيا، فمن الموضوعية الإشادة بجو الانضباط الذي ميز نشاط المشاركين، وايضا ما ساد بين الجميع من روح حماسية تعاونية.
نعم، انتهت أيام التربص في الزمن الموضوعي ،لكن أثرها سيظل راسخا في الذهن، فقد خرج كل مشارك بعبء فكري جميل: كيف يمكن الذهاب أكثر في تطوير مسارات الفن المسرحي؟ / الجازية الهمامي، أحد المشاركين في التربص .