full screen background image
   الأحد 8 ديسمبر 2024
ر
شعر-التيماء

قراءة في المجموعة الشعرية ” القطار “للشاعر بوبكر العموري السيرة الذاتية 

من تلك الجبال والربوع الممتدة تشبع بالنسيم العليل.. عاش بين رفرفة الاشجار والمروج الخضراء يناجي الطيور.. يحاكي الزهور.. وبين الطرافة والأصالة.. وعمق الحضارة… هو الشاعر بوبكر العموري القادم من مدينة الكاف الواقعة في الشمال الغربي من بلاد تونس المجاورة للحدود الجزائرية… هو ناشط سياسي ونقابي سابقا.. وناشط ثقافي في الساحة الثقافية التونسية.. بدأ رحلته منذ الشباب عاصر العديد من الشخصيات الأدبيةوالشعرية والفنية.. له قناعاته وله قراراته.. يفعل ما يحب ويذر ما لا يريد…
وهاهو في مجموعته الشعرية برزخ 2 والتي اختار لها عنوان القطار يحملنا معه في جولاته..  متهاته.. ذكرياته بحلوها ومرها وفرحها و ترحها…
تقديم الكتاب :
يتألف الكتاب من 14 قصيدة من ضمنها خمسة قصائد تحمل نفس العنوان ” القطار ” وقصيدتين  تحت عنوان ” موال 1 و 2 . عدد صفحات الكتاب 117
القطار: ج. قطُر وقُطُرات . عربات السكة الحديد المتتابعة وبهذا المعنى تذهب كل الأذهان .. فحالما تذكر هذه الكلمة أو تقرأها أو تكتبها تظهر في شاشة عقل الإنسان صورة القطار الطويل الذي على السكة يسير ويحمل في عرباته الركاب .. ينقلهم من مكان لآخر..
القطار رمزيا يختلف معناه ووصف صوره من شخص لأخر بحسب الثقافة والمعرفة والنوايا والتجارب والمعاناة.
هنالك من الأشخاص من يعتبر القطار وسيلة نقل عمومية يسير في طريق ممتدة  لا نهاية لها والرحلة فيه تطول وتطول… وهناك من يعتبر القطار العُمْر الذي يسوقنا ويقودنا في رحلة بلا نهاية فلا ندري متى يتوقّف بنا و كيف ينتهي أو أين ينتهيوالقطار…  بل العُمْر..
آخرون يفسّرون القطار أنه الموت وقابض الأرواح فهو عزرائيل الذي ينتقل ويطوف البلدان في رحلة مستمرّة لامتناهية يقطف من البشر حيث مرّ أرواح من شاء منهم ليلقي بهم في عربته التي يجرّها و ليواصل رحلة السّفر دون كلل أو ملل…
القطار هو أيضا الزّمن .. هو الوقت الذي يجري .. يمرّ بسرعة ولا يعود ولا يلتفت ويغدو مافات ملك الماضي وما هو عليه هو الحاضر وما سيأتي وسيحدث هو الغد والمستقبل..
القطار هو الإنسان بما يحمل على أكتافه من أثقال وما يخبّئ في صدره من أوزار وأسرار وما يشغل باله من هوامش أفكار وأوهام..أحزان وآلام…
القطار هو الوطن بانتصاراته وانكساراته بعظمته وانحطاطه بقوّته وضعفه .. بحكامه وأقزامه..  بققافته وجهله .. برخائه وفقره.. هو قطار من الهموم وتاريخ حضارات تعاقبت على مر الدّهور.. صراعات ونزاعات منذ الأزل وحتى الأبد..
القطار هو الكون.. السماء والاجرام.. الشمس  القمر.. الأرض والنجوم..جميعهم سائرون في رحلة دون وجهة في حركة دوران وفي تتابع حول مدار ثابت ولا احد يعلم متى تنتهي حياة هذه المخلوقات والكائنات  ومتى ينتهي ركضها وجريها…
القطار… قطر.. جمع قطرة….قطرة ماء…  ندى..دمع ينهمر ينسكب.. يسيل.. يجفّ…
باختصار… القطار  هو الحياة…
وماذا عن قطار الشاعر بوبكر العموري ” ماذا يعني به..
إن قطار الشاعر في قصائده أخذ مساحة كبرى وهامة ونظرا لأهمية هذا القطار جعل له خمسة قصائد بهذا العنوان  …  فهل قطار الشاعر هو تلك العربات الضخمة العديدة التي تسير فوق سكة الحديد لتنقل الركاب من محطة الى أخرى  وصفيره يعلو الفضاء كلما اقترب من محطّة أو همّ بمغادرة  محطة. ؟
أم أن قطاره يعني الزمن الذي يأخذ العباد دون استشارتها..
..دون عودة.. دون توقّف..
فإذا كان  القطار الحقيقي يستريح في المحطات ويقف حين يبلغ النهاية ليعود من جديدة في رحلة ذهاب واياب…
القطار يعود والعٌمْر ، هل يعود ؟
الشاعر بوبكر العموري أطلق على قصائده في أول الصفحات
” موسيقى الاعوام الماضية” أو ” قطاريات “إذ نجده يسرد محطّات من حياته.. لقشات من عمره أطلق عليها” موسيقى  الأعوام ” … فهل للأعوام موسيقى تعزفها ؟
في كل الحالات الموسيقى أنغام وألحان تؤدى بكل الوسائل والطرق ..وتكون بكل الحالات..صامتة وهادئة.. صاخبة و مزعجة.. ممتعة وعذبة.. مملة ومقلقة..حزينة و كئيبة..
الموسيقى ألوان إذن .. فعن أيّ لون يحدّثنا الشاعر بوبكر العموري ؟ وما لون هذه الأعوام التي يذكرها في قصائده.. هكذا جعل موسيقاه مضافة إلى الأعوام (موسيقى الأعوام) ثم يثريها بوصف (نعت) الماضية فهو يشير الى ما مرّ وفات ولابدّ أنّه يستعرض محطات هامة من ماضيه من خلال استرجاع بعض الذكريات أطلق عليها ” القطار “
* القطار 1:
نلاحظ أن الشاعر في هذه القصيدة يعبر عن حالة وجودية يعيشها عن قلق معشش في ذاته وينتظر الفرج لكنه لا يأتي برغم محاولاته في الانتصار على هذه المصاعب وقبل مداهمة الزمن له الذي يمرّ كعادته سريعا وقبل فوات الأوان.. فكل شيء يمضي إلا عو ثابت في مكانه لا يتزحزح لأن الفرج لم يأت والهموم لم تنجل فبقي وحيدا في محنته يعتصر جبنة المستحيل عسى أن يُفتح له باب ويدرك طريق اليقين ويجد الدّليل ويقول في ص 40~41~42
أرشف الشاي
من شفّة الوقت
مرّ القطار
ولكنني بانتظار المحطة
أرشف البحر وحدي
أعتصر
جبنة المستحيل
ثم يعيد نفس اللازمة فيقول:
مرّ القطار
والمحطات مرّت…
بانتظار المحطة علّني
أمسك وجه المستحيل
القطار هنا في نظري يقصد به الزمن والعمر والوقت وما الشاي والبحر سوى كثرة المشاكل والهموم ومرارتها أما المحطة فهي الفرج والانفراج.. وفي كل هذه الظروف الشاعر مكبّل و ساكن في مكانه ( وحيد – واقف – واجف – راجف..) وبدل أن يتحوّل هو إلى المحطة ويقصدها جعل المحطة هي المتحركة والمتنقلة .. إذ يصور نفسه هو بانتظار المحطة التي لا تأتيه..
* القطار 2
في هذا القصيد الثاني الذي يحمل عنوان القطار 2 لا أظنّ القطار إلا الفرح والسعادة.. فالشاعر كرّر في قصيدته عدّة عبارات بل جملا وحتى مقاطع جاعلا إياها لازمة يعيدها في مطلع كل مقطع اذ يقول :
هل ترغبين في الحب؟
هذه الجملة تكرّرت خمس مرّات ثم كرر المقطع الآتي ستّة مرات :
قطاري
يمرّ سريعا
ولا وقت لي..
والمقطع :
كل ما قد عرفت من الحب مات
كل ما سوف يأتي احترق
تكرر مرتين
القطار هنا كما ذكرت أرجّحه للفرح .. الفرح المنتهي القصير السريع الذي لا يدوم ولا تطول فترته الزمانية  المدة الكافية كي يشعر صاحبها بالسعادة والهناء الكافي ليتمتع ويستمتع.. ويقول أن كل ما عرف من الحب قد مات ويذهب به التشاؤم الى حدّ القول :
كل ما سوف يأتي احترق
وقد كررها مرتين.. فالشاعر يسأل ويتساءل ولا ينتظر إجابة على أسئلته ( هل ترغبين في الحب.. ) لأن الإجابة معلومة عنده مسبقا بحكم التّجربة وتكرار نفس الخيبة ونفس الفشل  وعجز الفرح عن الدخول الى قلبه .. فالبلاد صارت غنيمة والعباد صارت كالحجر ويقول: (بلادي دم..) مرتين .. فمن أين سيعرف الفرح طريقه إليه والأحزان تملأ جيوب الوطن .. وينهي الشاعر قصيدته تأكيدا على إحساسه بالمرارة وأن سعادته مقترنة بسلامة الوطن يقول :
فآخر هذا القطار
الوطن..
* القطار 3
يهدي الشاعر قصيدته هذه لزوجته ” حبيبة السعيدي ”  يقول: (بثلجها ودفئها ونارها ) ويبدؤها بالمقطع التالي:
كيف أجدّد دمعي
بعدما اهترأت عيوني
وقد أعاد هذا المقطع ثلاثة مرات ورغم أنه عنون قصيدته ب “القطار3”  إلا اننا لا نجد كلمة واحدة ذكرت لعبارة القطار لكنه تعرض  إلى مفردات تتعلق بالسفر وتدل على الرحلة فما القطار سوى وسيلة نقل..(رحلتي.. السفر.. سفينة.. الاغتراب.. عودتي.. مرفإ .. أمتعة السفر.. )
على ما يبدو أن الشاعر في هذه القصيدة يسرد اعترافات لمحطات عديدة مرّ بها كان فيها الكثير من الانكسارات والزلاّت والهفوات والتقصير والتنهيد بسبب متاهات الحياة وهمومها والصراع فيها من أجل غد أفضل ويوم أسعد .. إن هذا التيه سبب لصاحبه  إحساسا وشعورا بالذنب فربما يعود إلى حبيبته ليخبرها أنها الأصل والجذور التي دونها لا توجد الشجرة وأن الكائن مهما تغرّب لا يتخلّى عن أصله وعرفه ولذلك نراه يطلب من حبيبته أن تتحمّل شقاوته وتمحو ذنوبه وتغفر له اخطاءه وزلاّته فتراه يخاطبها قائلا:
من يا ترى تمحو ذنوبي ؟
من يعيد الماء بعدك بعد أن قتلوني ؟ ص -66~67
كيف أراك مرةأخرى وأخرى وأنتِ على جفوني؟
كيف أراك مرة أخرى وأخرى وأنتٍ من كانت عيوني ؟
ثم يقول مؤكدا ص 65 :
إني أحبك/هل تفهمين/ براءتي وقصيدتي / أقولها الآن/ أحبك/رغم ما خط الزمان / على الضلوع/ من الحروب/ أحبك برغم..
* القطار 4
كم أشتهيك وكم تشتهيني
ولكنني لا أريد
مرة أخرى لا أجد أثرا لمفردة القطار في هذا القصيد ولكن هنالك من الدّلالات ما يوحي بالسفر  ووجود الرحلة والمضي في الزمن والقطار هو أعظم دليل على رحلة الإنسان وسفره  معنويا ومحسوسا.. ومن هذه المفردات نجد ص 84 :
أرسو- امتطائي- طريقنا – الرحيل – بلاد – المسافات – دودة السفر- على سفر..
ونراه بدأ قصيدته بذلك المقطع (كم أشتهيك- وكم تشتهيني.. ولكنني لا أريد) وجعلها لازمة يكررها عند بداية كل مقطع فقد ذكرت عشرة مرات او أكثر … ترى ماذا أو من يشتهي الشاعر ومن التي تشتهيه وكم تبلغ نسبة الشهوة هذه بينهما مادامت مشتركة.. ويأتي الرد؟ سريعا  منه بالاستدراك (لكن .. لا أريد ) فبرغم الشهوة العارمة التي تجتاحهما يقول… لا أريد… مرة أخرى عن أي شهوة يتكلم الشاعر ؟
يرجع الشاعر بذكرياته باستحضار صورة الوطن وعدة أوطان عربية استبد فيها الخوف وسكنها الظلم والاستبداد وكثر فيها النهب والاستغلال إلى حد أصبح فيه المواطنون جياعا..عراة.. حفاة.. فيقول :
هل نبني خيامنا في البحر ؟
أم نمضي إلى روما
ونمشي في مسارحها
وحوشا
تروضنا العبيد
الشاعر في حيرة واضطراب إن كان الغد يحمل بشرى لهذه الأوطان التي سرقت وقسّمت وفتّتت وذبحت وقتلت.. وان كان الكهان سيفرج عنها فتنفرج المعاني وكم يتمنى لو يحدث ذلك حقا كي يخسر الرهان إذ هو يشك في أن ترى البلدان العربية النور و العزة والفخر يوما كما رأتهم في العصور السابقة عندما بلغ صيتها بلاد الإفرنج والإسبان والغجر ويخشى ان تتحول شعوبها وحوشا تروضها عبيد الغجر.. فالشاعر يشتهي وطنه كما يشتهيه وطنه وأن يعود الوئام بينهما..ولا يريد ان يتحول إلى سفاح وطاغية في قومه وبين اهله…
* القطار 5
يعود الشاعر إلى قطاره ليركبه ولكنه قطار واحد أوجده في هذه القصيدة ص 100 فوجدت عبارة واحدة للقطار فيها وكذلك عبارة واحدة ” المحطات ” و على ما أظن أنه يشير بالقطار إلى العمر والزمن الذي يعبرنا ويمر بسرعة فيقول :
منذ عشرين عاما
وهذا القطار
يعجل بي
وتكررت عبارة ” عشرين عاما ” ثلاثة مرات … هكذا مرت عشرون عاما على الشاعر سريعة لم يتفطن لها ولا إليها وما عرف خلالها سوى التعب والانهاك والشقاء والوهن والصراع.. فقد كان يخوض البحار ويجوس المحطات محاولا ان يوجد الحق والنور والضياء مدافعا عن الضعفاء باحثا عن العدالة والكرامة ” يفرك شمسا ” ” يزرع نجما ” محاولا تبديد المخاوف والهموم  ولم ينثن عن ثنايا همومه ولن ينثني.. ونسي أن له قلبا من حقه أن يعرف الفرح .. نسي أن له قلبا يمتلكه فلم يدرك ذلك إلا بعد فوات ومضي عشرين عاما .. حين جاءته… هي ..أثارت فيه المشاعر والأحاسيس  فأحس أن  له قلبا… ويحب.. وإشارة إلى ضياع عمر الشباب منه عمر الحياة.. عمر الهناء..
يقول ص 104:
وما كنت أعلم
أني أملك قلبا
ولكنكِ جئتٍ
في آخر الدرب
جئتٍ
وجاء السؤال
ماذا سيفعل
هذا الشقي
بقلب يحبّ؟
الجزء الثاني:
من القصائد التي لفتت انتباهي في المجموعةالشعرية القطار  للشاعر بوبكر العموري هي التي تحمل نفس العناوين فبعد القطار الذي تكرر خمسة مرات وفي خمسة قصائد نرى العنوان ” موال ” قد جعله عنوانا لقصيدتين ص 52 و 106
عادة الموال هو بيت القصيد … يقع التغني به وترديده بمعنى تكراره عند بداية كل مقطع جديد وللحفاظ على الإيقاع و نقول في عاميتنا ” عدنا للموال القديم ” او ” رجعنا الى نفس الموال..” المقصود به الحديث الذي كنا خلصنا منه وأقفلنا عليه بتكرار نفس الموضوع… أو  الكلام الذي لا يفيد…. كما نردد الموال في الغناء نستفتح به وعادة ما يكون شجنا ووقوفا على الأطلال.. استرجاعا لبعض الأحداث والذكريات..مناجاة..حنين.. وجع..بوح….
فما هو موال الشاعر في قصائده ؟
* الموال 1
يبدأ الشاعر قصيدته ب:
تلك العيون التي أرخت سهاما
إلى القلب
أصابت
لكن قلبي مات
ويقول أن الحب قد فارق قلبه وغادره بعد أن كانا صديقين وصار يطلب الانعتاق من الحب فما الحب عنده إلا حالة من السبات ويعتبره مضيعة للوقت وخسارة في هذا الزمن المستعجل ولذلك لا فائدة منه…ويقول :
قطاري
يمر سريعا
ولا وقت لي
للسبات
مع العلم ان هذه اللازمة او الموال إن شئنا قد ورد ايضا  في قصيدة القطار 2  ص 42 كالآتي:
هل ترغبين في الحب
قطاري
يمر سريعا
ولا وقت لي
كي…
أو ص 53~54
فاعتقيني من الحب
ونفس المقطع تكرر في قصيدة موال 1 مرتين ..
هل هذا هو موال الشاعر ؟ هل ذلك الموال الذي يقصده حين كرره ؟ وهل هذا التكرار لنفس اللازمة و المقطع صدفة أم مقصودا أم هفوة وفي قصيدتين مختلفتين ؟
هكذا هو الشاعر يردد مواله بأن لا وقت له للحب وانه لن يضعف ولن ينهزم لهذا الحب ولن ينتصر الطرف المقابل عليه في الحب  إلا  في الرؤى إن استطاع.. فيقول ص 53 :
اتركيني بحق السماء..
فما عاد يأسر القلب
غير هذا المضيق
اتركيني
وعودي
الى غرفة النوم
والمزهرية
نامي
لعلك في الحلم
تنتصرين علي
* الموال 2
يتواصل التشظي والانشطار والانكسار بالشاعر إلى حد الملل واليأس  وفقدان الأمل فالزمن عنده سراب والعمر فناء يمضي بلا عودة والأحزان  تكبّله وتلفّ به لفّا من كل صوب رغم ركضه وسعيه إلى معالجة الزمن والانتصار عليه غير أنه ينهزم ويشعر أن القدر يخذله وأن العمر ينتهي وان الموت أقرب إلى نفسه وجسده من الفرح فيقول مناديا ص 106 :
أيا حبنا القابع
في دهاليز
من شرودك
تصلي لأغنية قادمة
بربك قلي
ألا تشتهي
أن تسافر فيك الزوابع
ألا تشتهي..
وأنتِ الطريق الوحيد
برغم المسافة
آخر المحطات… أنتِ
فلا تفزعي
من تمزقي بين التفاصيل
وادخلي
فأنا بيتك الكنسي
ورهبانك
ادخلي جسدي الآن
عارية
من تفاصيل أمس ثقيل
آدخلي
فما عاد في العمر إلا القليل
وأختم قراءتي لمجموعة القطار  بالقول أن الشاعر بوبكر العموري كان متنقلا في قصائده عبر وبين محطات العمر العديدة راكبا قطاراته السريعة التي تشق الزمن وتعبره دون توقف أو تمهل ونراه أحيانا هائما في قطارات الأحزان  الحاملة لهموم ومتاعب الوطن ناسيا ذاته وناسيا من كان له حق عليه..ناسيا حتى قلبه وعاطفته وناسيا الأقربون إليه.. لأنه كان حامل رسالة مسؤولية البحث عن الفرح لهذا الوطن .. ويمضي القطار …
فهل يمكن اعتبار الشاعر أنه القطار أيضا ….  ؟
إنجاز الأستاذة سونيا عبد اللطيف