
وتضمن هذه المجموعة القصصيّة رصد سردي لستِّ لحظاتٍ فارقة في مصير شخصيّاتٍ تتحرّك في فضاءات واقعية تُؤثِّثها عمليات اجرامية مربكة تنهل من واقعنا اليومي المعيش حيث حاول مؤلّفها محمّد الحباشة تفكيك هذه الجرام المغلغلة داخل المجتمع التّونسيّ ومن خلال لحظاتٍ خاطفةً تبرز عبثية حياتنا التي تتحوّل في النهاية إلى جحيمٍ لا يُطاق.

وتتناول قصص هذه المجموعة وبأسلوب روائي سردي مجموعة من المواضيع ذا صلة بالتّعذيب، الغيرة، الانتقام، الاغتصاب، والعنف المُتَغلغل في مؤسّسات الدّولة وذواتِ أعوانها ومُواطنيها وهي قصصٌ عن فِقداننا ما نخشى خسارته بسببِ أولئك الّذين ملّوا الخسارة وتَعبوا من سوء الحظّ سواء من الضحايا أو الجلّادين والذين يسيرون بارتباك في حياةٍ لا يحكمها شيء غير العبث، حياةٍ لا تعترضنا فيها أيّ علامة تُشير إلى هويّة من ارتكب الجريمة الأولى الّتي تسبّبت في تفشّي هذا العنف كلّه لتُبيّن لنا هذه القصص كيفَ تتهاوى عوالم النّاس بلا ذنبٍ وفي إدانة للواقع العاجز عن حمايةِ أحلامنا.
منصف كريمي