full screen background image
   السبت 23 نوفمبر 2024
ر

دار سيباستيان تصدح بالأوبرا

مهرجان الأوبرا بدار سيباستيان موعد تعوّد به جمهور المركز الثقافي الدولي بالحمامات، دار المتوسط للثقافة والفنون، من خلال تظاهرة “دار سيباستيان تغني الأوبرا” التي أصبحت من التقاليد الرّاسخة للمؤسسة وحدثا دوريا مهما صنع على مدار دوراته المتعددة جمهوره الخاص، فهو مهرجان يسعى دائما لمزيد التعريف بالغناء الأوبرالي ويهدف إلى تشجيع الفنانين والمجموعات الفنية المشتغلة على هذا النمط الموسيقي الذي يعكس تفتّح شبابنا على موسيقات العالم.

لقد استمر هذا الحدث السنوي مع الأصوات الأوبرالية الرائعة، لأنه وجد ترحيبا حارا من الجمهور الذي أصبح ينتظر بشغف هذه التظاهرة التي تمثل مساحة مهمّة للأصوات التونسية والأجنبية التي تخصصت في هذا اللون الموسيقي.

وكانت هذه الدورة مشفوعة بتربص من خلال ورشات تطبيقية Master class) (لمجموعة من الطلبة بتأطير الفنانة الفرنسية “”Caroline Dumas   صاحبة الخبرة الطويلة في مجال الفن الأوبرالي التي ساهمت في تقديم الإضافة للمتربصين وكانت فرصة لاكتشاف المواهب المتخصصة في هذا اللون الموسيقي.

وانطلق المهرجان وفتحت أبواب دار سيباستيان في استقبال حميمي لجمهورها الوفي العاشق لهذا الفن من مختلف الجنسيات، في دورة جديدة انطلقت يوم الأربعاء 15 فيفري وتواصلت إلى غاية يوم الأحد 19 فيفري 2023، وتضمنت ثمانية عروض فنية متنوعة حملت أفكارا جديدة لمجموعات أوبرالية تونسية احتفت بالغناء الأوبرالي، وكانت الانطلاقة مع عرض الافتتاح الذي حمل عنوان “برُوح شعرية” من أداء “السوبرانو” هندة بن شعبان وبمرافقة كل من يوسف مسعودي (clarinette) و بسام مقني على البيانو، تلاه عرض “حياة امرأة “من أداء السوبرانو أميرة دخلية بمصاحبة Emmanuelle Hourbi على البيانو ومريم بالخيرية (violoncelle)  وهو عرض نسائي بامتياز تضمّن أشعارا لشاعرات تحكي مختلف مشاغل المرأة.

ليكون الموعد في اليوم الثاني مع حفل “زواج صوتَين” من أداء الثنائي نسرين مهبولي ومنتصر بزاز وعزف بسام مقني على البيانو، قبل أن يفسح المجال إلى العرض الثاني بعنوان “رحلة غنائية” من أداء بهاء الدين بن فضل وإلياس بلاقي على البيانو.

وضرب الجمهور موعدا في ثالث سهرات هذه الدورة مع عرضين حمل الأول عنوان “حلم غنائي”، من تقديم السوبرانو هندة بن شعبان وعزف فرح بن يوسف على البيانو، والثاني بعنوان “أوتار اللحن”، من تقديم وصال فريح ورنيم الزغيدي مقديش وبمرافقة العازفين يوسف نقاش وبيرم حاج عبد الله (violon) ويوسف محمد (alto) وفادي محمدي (violoncelle).

لتتواصل عروض هذه الدورة الحالية مع عرض “كلمات عابرة” للمايسترو فادي بن عثمان

والفنان الكبير ونّاس خليجان في تكريم لهذا الأخير الذي يعتبر من بين أول الملحنين للغناء الأوبرالي العربي، وكانت سهرة خاصة مكرّسة لهذا النمط الموسيقي (الغناء الأوبرالي العربي) تميزت بحضور المدير الفني لهذه الدورة الفنان هيثم الحضيري كضيف شرف وأداء الفنانة زينب شريف وعزف كل من مهدي الطرابلسي (piano) وياسين قطاط (violon) وحافظ معتمري (alto) وفاروق شابو (violoncelle).

ليختَتم هذا المهرجان مع”لحن الأمواج” من تقديم مرام بوهبل ويوسف المسعودي (clarinette) وعزف رباعي الأوتار راسم دمق ومحمد بوسلامة وعفيف بوسلامة وفاروق شابو، ومع نهاية هذا الحفل كان الختام كما جرت العادة مع عرض تتويج نهاية الإقامة الفنية للمتربصين في هذه الموسيقى الأوبرالية والتي ضمت أصواتا شابة تتقد موهبة وطموحا بتأطير الأستاذة “Caroline Dumas “. تتويجا لعمل ومجهود عدة أيام والذي نال استحسان الجمهور.

 

أصوات مميّزة صدحت في قاعة دارسيباستيان أمتعت الحضور الذي أتى لمواكبة مهرجان الأوبرا في دورة جديدة قدّمت سهرات فنية أوبرالية أسعدت الأذن وسحرت الرّوح في مكان سحري كدار سيباستيان الذي منح للأصوات الأوبرالية أبعادا مضاعفة وأهدى لجمهورها حميمية متفرّدة.