كنا تعرضنا في مقالين سابقين إلى التجاوزات التي دأب على اقترافها المدعو (ل.ف) سواء في “دار الصحفي” القديمة أو في “نادي الصحافة” التابع للمنظمة التونسية لحماية الإعلاميين برئاسة زياد الهاني، وهي منظمة لم تقدر على حماية أي إعلامي حتى في عقر دارها، ونعني النادي المذكور الذي تحول من نعمة إلى نقمة ومن فضاء للقاء الإعلاميين والفنانين إلى زريبة تجد فيها أشخاصا لا يمتون للإعلام أو الفن بأية صلة، لا من قريب ولا من بعيد، بل لنقل إنها غرفة في سجن يحكمها “كابران شامبري”، ويتصرف فيها كملك من أملاكه، فالمدعو (ل.ف) لا يتردّد في إهانة رواد هذا النادي من إعلاميين وفنانين، بل وبلغ به الأمر إلى الصراخ في وجوههم، وإلى طرد الكثير منهم غير عابئ بكرامتهم وبأسمائهم وبتاريخهم، ويفتح في الأن ذاته الأبواب للأمنيين، في تكريس نوفمبري لدولة البوليس، وهذا لا نستغربه من تجمعي فاشل فضي حياته المهنية كعامل في مطبعة “ساجاب” التابعة للتجمع الدستوري الديمقراطي المنحل.
المشكلة أن رئيس المنظمة التونسية لحماية الإعلاميين الصحفي زياد الهاني على علم بما يحدث من تجاوزات لـ”عيرود بار الصحفي” إلا أنه لم يحرك ساكنا حتى بعد المقالين اللذين كتبناهما، وحتى بعد وصف هذا النادي بـ”الحانة الإسلامية” من قبل الصحفي والكاتب محمد السبوعي، وأسوأ من صمت زياد الصحفي عدم مبالاة محسن عبد الرحمان الذي لا يردّ على المكالمات الواردة من قبل الذين يريد التشكي له من تصرفات المدعو (ل.ف)، ولا يعرف احد منا صفة محسن في هذا النادي أو في هذه المنظمة، فكل ما نعرفه أنه صحفي في “الشروق” ورئيس صندوق التآزر لفائدة الصحفيين الذي قام بكراء رخصة “دار الصحفي” سابقا.
هذا النادي الذي يهان داخله الصحفي والفنان، هو ذاته الذي يوفر خدمات ركيكة وبأسعار مشطة رغم أنها معفاة من الأداءات، وهو ذاته تمارس فيه الكثير من “الموبقات” دون الخوض في التفاصيل.
نستغرب من الأقلام الحرة ومن الفنانين المعروفين بصراحتهم عدم التطرق للموضوع، وعدم الحديث عن هذه التجاوزات التي لا تشرف الساحة بالمرة، فهذا النادي ناديهم، وهو ملاذهم الوحيد بعد غلق “دار الصحفي” وبعد نقل “دار الكاتب” إلى مكان بعيد نسبيا، فالكل متضايقون من تصرفات المدعو (ل.ف) الذي أطنب في الإساءات المجانية لرواد النادي الذين استبشروا بطرده مرارا من “دار الصحفي” واستاؤوا من عوداته إليها ومن انتدابه في هذا النادي، كأن تونس خلت من العملة حتى يأتي زياد الهاني ومحسن عبد الرحمان بهذا “المصيبة”، فماذا بينه وبينهما حتى يتواصل صمتهما عليه وعلى تجاوزاته المتعددة والمتكررة؟ وأين الأقلام الشريفة؟ وأين النزهاء من الفنانين ممّن لا يخافون؟
الدعوة موجهة إلى كل هؤلاء للحديث عمّا يحدث داخل هذا النادي، علما أن الشاعر والصحفي عادل الهمامي كان من أول الرافضين لمثل هذه الممارسات، وقد سبق له أن كتب خبرين قصيرين في جريدة “الصريح” تسبب كل واحد فيهما في غلق “دار الصحفي” ليومين ومقال في جريدة “أحوال” تسبب في غلقها مدة أسبوع، فأين هذا القلم؟ وأين غيره؟ (انتهى)
بلال الورغي