full screen background image
   الجمعة 22 نوفمبر 2024
ر

الكاف: المهرجان الدولي 24 ساعة مسرح دون انقطاع

تعيش مدينة الكاف من 23 الى 27 مارس الجاري على ايقاع فعاليات المهرجان الدولي “24 ساعة مسرح دون انقطاع ” الذي ينظمه مركز الفنون الدرامية والركحية بالجهة بالاشتراك مع بعض المؤسسات العمومية والخاصة بمشاركة عدد من الدول العربية والاوروبية والافريقية التأمت يوم 23 مارس الجاري بمدرج المعهد العالي للإعلامية ندوة علمية تحت عنوان ” المسرح والتنوع الثقافي” أدارها الدكتور محمد المديوني الذي قدم مداخلة بين فيها أن مسألة المسرح والتنوع الثقافي هي في صميم المسرح والثقافة معا وهي مسألة حاضرة أبدا بشكل صريح أو ضمني وبصورة واعية أو غير واعية في مستوى خطاب المسرح وتجلياته وعلى صعيد ما يشق نتاجاته القائمة والاتية من منطلقات وتطلعات وانتظارات ورهانات وكذا أمر الثقافة والتباس دلالاتها ومعانيها
وكان السؤال المحوري لهذه الندوة هو علاقة المسرح بالثقافات المتعددة وهل هذا المسرح واحد مكتمل أم هو متعدد مختلف ومتجدد وفي هذا الاطار قدمت مجموعة من المداخلات حول تجارب مسرحية مختلفة في أوروبا وإفريقيا للمسرحيين الفرنسيين على غرار جيرار استور وكارل سايلي والسينغالي بنقاي مور وتخللت هذه المداخلات جملة من المسلمات مؤكدة قدرة المسرح على استيعاب اللحظة وإعادة إنتاجها وضمان استمرارها واتصالها.
كما انعقدت في اطار فعاليات هذا المهرجان مائدة مستديرة تحت عنوان ” المسرحي والحراك السياسي” أدارها الباحث والجامعي محمد مسعود ادريس وشارك فيها كل من الكاتب والمخرج والممثل ورئيس اتحاد المسرحيين العراقيين حيدر منعثر و المخرج المسرحي وليد الدغسني والكاتب ومدير بيت الرواية لسعد بن حسين.
وقد تطرقت الندوة إلى مسألة شائكة اليوم وهي واقع المسرح ودوره في ظل هذه الأحداث السياسية التي يمر بها العالم العربي حيث اعتبر الدكتور حيدر منعثر أن هذه التظاهرة الثقافية هي فرصة مهمة جدا للمسرحيين بكل اختصاصاتهم لما تسمح به من لقاءات بين تجارب مسرحية مختلفة تونسية عربية أوروبية وإفريقية هذا من ناحية وأن الفن الرابع كفن عريق وكبير يحتاج إلى ندوات كثيرة ويحتاج إلى ملتقيات عديدة لكي نضبط المصطلحات أولا ونتعمق أكثر في مختلف إشكالياته من ناحية أخرى، كما قدم مقاربة نقدية اعتبر فيها أن المسرحي العربي لم يكن في مستوى الحدث السياسي و لم يكن مساهما فيه محفزا له ومحرضا عليه بل كانت أعماله تأتي بعد الحدث ونتيجة عنه كما أنه بقي رهين الخطابة المتوارثة عبر العصور.
أما المخرج وليد الدغسني فقد استعرض تاريخ التجربة المسرحية في تونس منذ ما قبل الاستقلال إلى يومنا هذا واعتبر أن علاقة المسرحي بالسلطة هي علاقة في ظاهرها هادئة لكنها في الواقع علاقة متوترة وأن هناك تضييق كبير عليه مذكرا ببعض الأحداث الصعبة التي مر بها المسرحي في تونس ونضالاته من أجل حرية التعبير خاصة بعد ثورة 2011 واعتبر أن المسرح في تونس اليوم يعيش أسوأ حالاته.
كما بيّن مدير بيت الرواية الكاتب لسعد بن حسين أن تقاطع الحراك السياسي مع المسرحي ينصب في علاقة المثقف بالسلطة وهي علاقة تصادم خاصة بالنسبة الى المسرح الهاوي وتطرق إلى مسألة دعم الدولة للمسرح وتمويلها له وتأثير ذلك على الفعل المسرحي وتطرق أيضا إلى مسألة الكتابة المسرحية وعلاقتها بالواقع وبالشأن السياسي واعتبر أن الموضوع لابد أن تخصص له أكثر من ندوة لأنه موضوع حارق خاصة هذه الايام لان الفنان مواطن تهمه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ولا بد اأن يكون واعيا بدوره الكبير في ذلك.
وبالتوازي مع المائدة المستديرة تم توقيع كتابين وهما كتاب بعنوان “حول الكتابة المسرحية الموجهة للطفل للممثل والمخرج المسرحي يوسف مارس وكتاب “عكس لارج” للكاتب والمسرحي العراقي كاظم نصار.
وقدمت كذلك خلال هذه الدورة عدة عروض تنشيطية لتلاميذ المدارس الابتدائية بالأحياء الشعبية بمدينة الكاف وتحديدا مدرستي برنوصة والزيتونة مع عرض مسرحي للأطفال بعنوان “المهرج والشيطان” للمسرحي عادل الخماسي في المركز الثقافي يوغرطة في إطار انفتاح المهرجان على فضاءات جديدة وفئات محرومة من الثقافة كما انتظمت أيضا ورشات فن الممثل ومن اللعب الى المهرج و فن التجليات والملتيميديا و الخرافة من القرية إلى ركح المسرح.
كما كان لعشاق المسرح ثلاث مواعيد مسرحية من خلال عرض مسرحية” دازاين عائشة 13″من إخراج سامي النصري ونص رياض السمعلي وتمثيل هاجر حمودة وفوزية بدر و أصالة نجار ومحمد شعبان ومهذب رميلي وميساء ساسي ونور قمري ومحمد بوزيد والى جانب عرض مسرحية “كابوس انشتاين” للمخرج أنور الشعافي عن نص لكمال العيادي و تمثيل البشير غرياني ،علي بن سعيد، ياسين فطناسي، منصف العجنقي لطفي ناجحّ، امال العيوني، كمال زهيو، ادم الجبالي و أسامة الشيخاوي.
وفي إطار الانفتاح على الفئات ذات الاحتياجات الخصوصية أشرف المختص الاجتماعي عاطف طاهري على تأطير ورشة تطوير المهارات الحياتية وأهمية الفن في إدماج ذوي الإعاقة وهي ورشة موجهة لمربي التربية المختصة مما يمكنها من امتلاك بعض الأدوات لترسيخ قيمة الفن وأهميته في الإدماج الاجتماعي.

منصف كريمي