في ليلة لا تُنسى، وفي أجواء احتفالية تزامنت مع عيد الجمهورية، أضاء الفنان زياد غرسة سماء مهرجان قرطاج الدولي بحفل فني استثنائي. تجمع عشاق الفن والطرب الأصيل في المسرح الأثري بقرطاج ليشهدوا عرضاً موسيقياً يمزج بين عبق التراث وروح التجديد.
بدأ زياد غرسة حفله بتحية للجمهور وللوطن، مُعبراً عن سعادته بأن يُقدّم هذا العرض في مناسبة وطنية غالية على قلوب التونسيين. من أولى النغمات، سيطرت ألحانه العذبة وصوته القوي على المكان، وأخذ الجمهور في رحلة موسيقية عبر الزمن، مستعيداً ذكريات الماضي الأصيل ومقدماً لمسات حديثة تُبهر الحاضرين.
كان للحفل طابع خاص، حيث تزين المسرح بالأعلام الوطنية والإضاءات التي أضافت بُعداً جمالياً للعرض. زياد غرسة لم يكن وحيداً على المسرح، بل رافقه مجموعة من العازفين الماهرين الذين أضفوا بعداً موسيقياً رائعاً للأغاني التي أدّاها. تفاعل الجمهور بحرارة مع كل أغنية، مرددين معه كلمات الأغاني الشهيرة التي حفظوها عن ظهر قلب.
قدم زياد غرسة باقة متنوعة من أغانيه، حيث تخللتها مقطوعات من التراث التونسي وأخرى من ألبوماته الحديثة، مما خلق توازناً بين الكلاسيكية والحداثة. لم يكن العرض مجرد أداء موسيقي، بل كان تواصلاً حقيقياً بين الفنان وجمهوره، حيث شاركهم غرسة قصصاً وذكريات عن كل أغنية، مما أضفى جواً من الألفة والمحبة.
وفي الختام، شكر زياد غرسة الجمهور على حضورهم ودعمهم الدائم، معبراً عن امتنانه لمهرجان قرطاج الدولي لإتاحة الفرصة له لإحياء هذا الحفل في مناسبة عيد الجمهورية. وأكد أن هذه الليلة ستظل في ذاكرته، كما ستظل في ذاكرة كل من حضرها، ليلة توحد فيها الفن والحب والوطن في أبهى صورة.
بهذا الأداء الراقي والمتميز، أثبت زياد غرسة مرة أخرى أنه أحد أعمدة الموسيقى التونسية، وأنه قادر على نقل جمهوره إلى عوالم من الجمال والإبداع الموسيقي.
بقلم نواعم غريبي