يوم 1 افريل 2017 كان يوما مميزا بالنسبة لنساء و بنات مدينة بنزرت حيث تم افتتاح أول مركز يوغا و ترفيه للنساء و الاطفال بالجهة لباعثته الشابة يسرى الوكيل والتي رغم كل العراقيل والمصاعب اصرت على ان تقطع مع البطالة التي استمرت لستة سنوات بعد تخرجها كمهندسة برمجيات وإعلامية وكانت من بين 80 الف مهندس ومهندسة الذين لم يتم ادماجهم و تأطيرهم في المؤسسات التونسية حيث ان تدني هذه النسبة وصل الى 1.2%.
يسرى الوكيل شابة في العقد الثالث من العمر، كانت شغوفة بالرياضة منذ الصغر وكل ما يتعلق بالجسد الذي تعتبره ليوم الناس هذا لغزا مليئا بالاسرار. انطلقت مشوار دراستها الجامعية بعد نجاحها في الباكالوريا بتميز لتلتحق بكلية المهندسين وتتخرج يوم 18 جوان 2011, وسط فرحة عامرة غمرت كل افراد العائلة التي كانت دائما تساندها و تدعمها.
انطلقت يسرى في البحث عن عمل يتوج سنوات الدراسة التي زاولتها الا انها وكسائر الشباب وخاصة الشابات واجهت صعوبات كثيرة في الحصول على شغل واصطدمت بواقع لا يرتقي لمستوى تطلعاتها وطموحاتها.
الا ان اصرار يسرى الوكيل على النجاح والتقدم دفعها الى السعي الى ايجاد بديل للبطالة المضنية حتى ولو بعيدا عن الهندسة لتتبع شغفها بالرياضة. وبتشجيع من العائلة، قامت بعديد الدورات التدريبية لتدرس الفيتنس والزومبا ثم قررت ان تسافر الى الهند لتتدرب على اليوغا من مصدرها الاصلي. وكانت هذه السفرة التي غيرت حياتها.
اذ اثر عودتها الى تونس، تواصلت يسرى مع مراكز الرياضة الست الموجودة في بنزرت حتى تتمكن من تقديم حصص في مختلف الرياضات التي تحصلت فيها على شهائد تدريبية محلية ودولية وخاصة منها اليوغا،الا انها اصطدمت بالرفض لمقترحاتها نظرا لكونها كانت اسما جديدا في هذا المجال انذاك، واكتفت في مرحلة اولى بأن تقدم حصصا في اليوغا في بعض مراكزالعلاج الطبيعي
لكن سرعان ما أحست بأنه ليس الطريق الذي رسمته لنفسها، وقررت ان تمضي قدما لتحقيق حلمها بانشاء مشروعها الخاص، وقامت بكل الخطوات المتعبة و الركيكة التي تفرضها للادارة التونسية والتي يعاني منها رواد الاعمال والشباب، لكن ما زاد يسرى حماسا هي دعم اخواتها وافراد عائلتها لها بالاضافة الى ثقتها بنفسها وقوة عزيمتها
وجاء اليوم المنتظر 1افريل 2017 في تمام الساعة الثالثة بعد الزوال حيث تم تدشين اول مركز لليوغا والترفيه الخاص بالنساء والاطفال ببنزرت” فايبز بلوس” وكانت يسرى الوكيل صاحبة المشروع في غاية من السعادة: ” أرى اليوم حلمتي التي كتبتها على الكراسة وانا على مقاعد الدراسة تتحقق وهذه ليست الا بداية لمشوار ارافق فيها اي امرأة او فتاة تحتاج المساعدة حتى تتجاوز مراحل صعبة تمر بها في حياتها وتمارس اليوغا حتى تعوذ لذاتها وتتجاوز كل العقبات حتى تنجح وتتألق وتحافظ على صحتها ومزاجها”.
مرت 5 سنوات على افتتاح فايبس بلوس الذي كان ولا يزال مساحة خاصة لكل امرأة تريد الاعتناء بنفسها روحيا ونفسيا و جسديا حتى تتألق وتنجح ، لكن هذا النجاح الذي حققته يسرى في ريادة الاعمال لا يجب ان يخفي صعوبات مادية وتمييزا مؤسساتيا مقيتا لايعترف بمهارات الشابات وقدرتهن على تسيير مثل هذه المشاريع لتثبت للجميع العكس. بل وتنجح في ان يصل صيتها كمدربة يوغا خارج ولاية بنزرت وتكون عونا وملاذا للفتيات والنساء ودافعا لتحقيق طموحهن مهما كلف الامر.
أمينة حدوش