full screen background image
   السبت 23 نوفمبر 2024
ر
لمجابهة مخاطر "كورونا" وتبعاتها  على الصحفيين:  مركز  تونس  يشكل خلية لرصد  التجاوزات  و الانتهاكات  المهنية-التيماء

لمجابهة مخاطر “كورونا” وتبعاتها  على الصحفيين: مركز  تونس  يشكل خلية لرصد  التجاوزات  و الانتهاكات  المهنية

تونس في 24 مارس 2020

صنّفت منظمة الصحة العالمية في مارس الجاري، فيروس كورونا كـ”جائحة عالمية”، وإلى اليوم، يواصل هذا الفيروس الغامض والعابر للقارات وشديد العدوى، حصد أرواح المزيد من البشر مع آلاف الاصابات المسجلة يوميا.

وفي تونس التي تعيش حجرا صحيا شاملا، وحظرا مسائيا للتجوال، شأنها شأن مئات الدول عبر العالم، لم تصدر مؤشرات على قرب احتواء هذا الوباء، مع تسجيل قرابة 90 حالة اصابة مؤكدة بالفيروس إلى حين تحرير هذا البلاغ.

وفي الأثناء، يعيش الصحافيون عبر العالم ظروفا صعبة للغاية، خاصة في ظل الاجراءات الكثيرة التي تمّ اتخاذها من قبل المؤسسات الاعلامية ومن طرف الحكومات، إذ قررت بعض الدول حجب الصحف الورقية بدعوى أن الورق ناقل للعدوى، في حين اختارت مؤسسات دولية تجنب استدعاء الضيوف إلى الاستوديوهات والاعتماد على المداخلات الهاتفية أو باستعمال الإنترنت (سكايب) لتأثيث الحصص والبرامج التلفزية والاذاعية، ومنع حضور الجمهور في الأستوديوهات.

وحضّت مؤسسات كثيرة صحافييها على العمل عن بعد قدر المستطاع والتقليص من الدوامات والاختلاط والدخول والخروج والعمل من البيت التزاما بالحجر الصحي، في حين توقفت وبصورة غير مسبوقة طباعة الصحف والمجلات في دول كثيرة، إذ لجأت بعض الصحف لتفعيل نسخ الصحيفة المطبوعة على مواقعها الالكترونية PDF، بينما قررت صحف أخرى الاكتفاء بمواقعها الالكترونية باعتبارها اكثر سرعة في الظروف الاستثنائية الحالية.

في الأثناء، يتلقى “مركز تونس لحرية الصحافة” الذي يتابع عن كثب الأوضاع التي آل اليها قطاع الاعلام في البلاد منذ الاعلان عن أول اصابة بفيروس كورونا في تونس، شكاوى كثيرة من صحافيين واعلاميين ومهتمّين، إذ لم تحرص جميع المؤسسات الاعلامية في القطاعين العام والخاص، على الالتزام بالتعليمات والإجراءات الاحترازية التي اتُخذت لحماية الصحافيين أثناء أداءهم لعملهم أو خلال تواجدهم بمقرات الشغل، خاصة مع ضعف توفير طرق التعقيم والتطهير للمؤسسات وتقليل عدد العمالة وتوفير المواد المطهرة لكل المكاتب وفي بوابات الاستقبال.

واشتكى صحافيون كثر من غياب الكمامات الطبية ومطهر اليدين خلال عملهم الميداني أو في قاعات التحرير  ناهيك عن عدم الالتزام بتوفير سبُل تنقّل العاملين بالمؤسسات من وإلى مراكز العمل لتجنب استعمال النقل العمومي الذي بات شديد الخطورة على الصحة العامة.

ونظرا لهشاشة القطاع، والأزمات المالية التي تشكو منها غالبية المؤسسات الإعلامية التونسية، فإن “مركز تونس لحرية الصحافة” يجدد مخاوفه من أن يكون الصحافي التونسي هو الحلقة الأضعف التي ستدفع غاليا ضريبة تفشي وباء كورونا، نظرا لخصوصية عمل الصحافي وطبيعته الحساسة التي تجعله معرضا للخطر أكثر من غيره نظرا لتواجده في الميدان وصعوبة التزامه بتجنب الاختلاط، وهذا ما يفرضه العمل المهني الجاد.

وعليه، قرر “مركز تونس لحرية الصحافة” انشاء. خلية لرصد التجاوزات التي تطال الصحافيين في علاقة بجائحة كورونا، سواء في مقرات عملهم أو حين أداءهم لعملهم.

كما ستقوم اللجنة  برصد. التجاوزات المهنية   التي  استفحلت  في  المدة الأخيرة  و هي  تمس من صورة ومكانة الصحفي التونسي  رغم أنها  دخيلة ولا تخضع للضوابط الأخلاقية التي تميز  العمل الصحفي المحترف  ولا يتحمل المهنيون مسؤوليتها

ومن مخرجات عمل هذه الخلية اصدار  تقريرا نهائيا

في الأثناء  يحضّ المركز الزملاء الصحافيين على:

1/ العمل على إبراز إرشادات وزارة الصحة التونسية ومنظمة الصحة العالمية للمواطنين في ظل هذا الوضع الاستثنائي.

2/ مراعاة انتقاء المصادر المتخصصة والموثوقة (وزارة الصحة، أطباء معتمدون، خبراء ذوو علاقة الخ) في تناول كل ما يتعلق بأخبار فيروس كورونا المستجد، والتحسّب من الشائعات والاخبار المظللة.

3/ تبني السياسات التحريرية المهنية والمتوازنة، والالتزام بنشر الحقائق دون تضخيم أو تهوين، والحرص على المصداقية والمهنية في إطار تحقيق الصالح العام.

4/ الالتزام قدر المستطاع بالإجراءات الصحية الواجب اتباعها على غرار كافة المواطنين، كتجنب التجمعات والأماكن المكتظة والالتزام بتوصيات وزارة الصّحة و المنظمات الدولية المختصة

عن مركز تونس لحرية الصحافة

الرئيس

محمود الذوادي