يقدم المخرج والسينوغراف المبدع حافظ خليفة العرض ماقبل الأول لمسرحية “تيدينيت” يوم الجمعة 14 مارس 2025 بدار الثقافة دوار هيشر بداية من الساعة ليلا. وهو عمل جديد في رؤية مغايرة لأعماله المسرحية السابقة المقدمة للأطفال
“جزيرة العجائب” وتطرقه لعالم البحار ومسرحية “أليغريا ” والسفر بين الفصول والغلال والألوان و”فيل بوك” ورحلة مع عرائس الطاولة ،
وتعتبر مسرحية تيدينيت نتاج رحالات حافظ خليفة في صحراء موريتانيا بلد المليون شاعر، هذا بالإضافة إلى نجاح الدورات السابقة للمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء و المهرجان الدولي للسينما في الصحراء فكل هذه العوامل إضافة إلى تشبع حافظ خليفة بتفاصيل الشعب الحساني الصحراوي الطيب في اقاصي الغرب الافريقي الصحراوي، والمجهول لدى العديد من المثقفين والمسرحيين
والمسرحية المنتظرة تجربة مغايرة نصا واخراجا وشكلا ومضمونا وقد كتب النص الكاتب والشاعر حافظ محفوظ و موسيقى ولحن الاغاني سامي دربز وتوزيع موسيقي رامي المكوّر وعزف على آلة التيدينيت الشيخ ولد الداه ولد آبة وتمثيل جميلة كامارا، العروسي الزبيدي، فاطمة الزهراء المرواني، نزهة حسني
وتحريك العرائس مفيدة المرواني وفي صناعة العرائس وليد وسيعي
والرسم بالرمال حبيب الغرابي واضاءة و توضيب عام كمال زهيو وازياء ماجدة محجوب انتاج:شركة سيباريو للانتاج الفني وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية
والــتيدينيت هي آلة من الآلات الموسيقية التقليدية التي تعكس جزءاً مهماً من التراث الثقافي في مناطق الصحراء الغربية، خاصة في موريتانيا والمناطق المجاورة.
ومن خلال هذا العمل الجديد الموجه للأطفال يقدم المخرج سينوغرافيا تستمد جذورها من الحكاية الشعبية المستمدة من قلب الصحراء بطريقة فريدة شكلا ومضمونا وذلك باعتماده لأول مرة على سينوغرافيا حية مشهدية حينية وذلك من خلال التقنية العالمية الرسم بالرمال على شاشة عملاقة إضافة إلى أقنعة وعرائس خيال الظل، مع مراوحة حية لحكواتي يحيلنا إلى هيبة المكان والفضاء الساحر الجميل في قلب الصحراء ترافقه موسيقى أصلية من الثقافة الحسانية للمبح محمد ولد آبة الموريطاني وموسيقى مبتكرة مصاحبة لفنان الأطفل سامي دربز
وما اعتماد حافظ خليفة على سينوغرافيا رقمية بتقنية الرسم بالرمال للمبدع الحبيب الغرابي إلا ليكون تعبير حي على أهمية التواصل المباشر مع الطفل لخلق صور حية تفاعلية تنمي خياله وتغذي احاسيسه بطريقة تجانس بين اللعبة المسرحية والحدث والسينوغرافيا والتمثيل وخيال الظل لخلق الجانب الفرجوي والمتكامل على مستوى الجمالية شكلا ومضمونا.
وبالنسبة لاعتماده على آلة “التيدنيت” الموسيقية لتكون محور الحكاية يقول حافظ خليفة بأن لقائه مع الفنان القدير المعلّم الشيخ ولد آبة سليل عائلة آبة العريقة في الموسيقى الحسانية ، كان حافزا كبيرا لاكتشاف هاته الآلة العجيبة و سماع صوتها المتفرٍّد، اذ اكتشف فيها آلة وليدة التمازج اللافت بين شعوب جنوب الصحراء الكبرى ،بين العرب و الأفارقة الزنوج من السينيغال و النيجر وبين المحيط و الصحراء.
فهذه الآلة العجيبة التي يقال في الموروث الشعبي بانها آلة سحرية هي عطر من نسيم تلك الربوع التي زارها و تقاسم احلى الذكريات مع مبدعين شغوفين.
وتتميز هذه الآلة ببنيتها البسيطة وصوتها المميز الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحكايات الشعبية التي كانت ولا تزال تشكل جزءاً من الحياة اليومية و يتم استخدام “التيدينت” في العروض الأدائية التي ترافق الحكايات، حيث تساهم في تعزيز الأجواء الدرامية وتضفي على القصص بعداً موسيقياً يعمق من تأثيرها على السامعين وقد تُستخدم التيدينت لمرافقة إيقاع الحكواتي في الشكل والصوت والأداء وتفخيم الحركة التي تتماشى مع أحداث القصة، فتصبح الموسيقى جزءاً لا يتجزأ من النص .