يُعتبر قطاع الحلاقة والتجميل في تونس من القطاعات الحيوية التي تشهد تطورًا مستمرًا، بفضل جهود العاملين فيه والرؤى الحديثة التي يسعى القائمون عليه إلى تحقيقها. ومن بين الشخصيات الفاعلة في هذا المجال، السيد بسام دريرة، رئيس الغرفة الوطنية للحلاقة والتجميل بالجامعة التونسية للحرفيين والمؤسسات الصغرى والمتوسطة، ومنظم ماستر كلاس متخصص في الحلاقة والتجميل.
في هذا الحوار، نتحدث معه عن واقع القطاع، التحديات التي يواجهها، وأهمية التكوين المستمر في تطوير المهنة.
في البداية، حدثنا عن ماستر كلاس الذي تنظمه في مجال الحلاقة والتجميل. ما هي أهدافه وأهم محاوره؟
بسام دريرة: ماستر كلاس هو تجربة فريدة تهدف إلى تطوير مهارات الحلاقين وخبراء التجميل عبر تكوين مستمر على يد مختصين محليين ودوليين. نسعى من خلاله إلى تقديم أحدث التقنيات العالمية، سواء في قص الشعر، التلوين، العناية بالبشرة أو حتى استخدام المنتجات الحديثة. كما أنه فرصة مهمة لتبادل الخبرات بين العاملين في المجال.
كيف ترى واقع قطاع الحلاقة والتجميل في تونس اليوم؟ وما أبرز التحديات التي يواجهها؟
بسام دريرة: القطاع في تطور مستمر، لكنه يواجه عدة تحديات، من بينها المنافسة غير المنظمة، نقص التكوين المتخصص، وغياب الإطار القانوني الصارم لتنظيم المهنة. كما أن التكنولوجيا وتغير متطلبات الحرفاء يفرضان على الحلاقين وخبراء التجميل مواكبة المستجدات، وإلا سيتراجع مستواهم المهني.
ما هي الإجراءات التي تقوم بها الغرفة الوطنية للحلاقة والتجميل للنهوض بالقطاع؟
بسام دريرة: نعمل على عدة محاور، أهمها تنظيم الدورات التكوينية، تمكين الحلاقين من شهادات معترف بها، والدفاع عن حقوق المهنيين أمام السلطات المعنية. كما نحاول توحيد الجهود بين مختلف الفاعلين لتطوير القوانين المنظمة للمهنة وضمان حقوق العاملين بها.
هناك حديث عن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على المهنة. هل ترى ذلك إيجابيًا أم سلبيًا؟
بسام دريرة: التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين. من جهة، أصبح وسيلة رائعة لتسويق الخدمات وعرض الإبداعات، لكنه في المقابل ساهم في انتشار ظاهرة “الحلاقين غير المؤهلين” الذين يعتمدون على الفيديوهات التعليمية دون تكوين حقيقي. لهذا، نحن نؤكد دائمًا على أهمية التكوين الأكاديمي بجانب الممارسة.
كيف ترى مستقبل الحلاقة والتجميل في تونس؟
بسام دريرة: المستقبل واعد بشرط الاستثمار في التكوين المستمر ومواكبة أحدث الاتجاهات العالمية. كما أن دور الدولة في تقنين المهنة وتقديم دعم للحرفيين سيكون حاسمًا في تحقيق نقلة نوعية في القطاع. من خلال هذا الحوار، يتضح أن قطاع الحلاقة والتجميل في تونس بحاجة إلى رؤية تطويرية تشمل التكوين، التشريعات، ومواكبة التكنولوجيا. يبقى الرهان الأساسي على وعي المهنيين بأهمية التكوين المستمر، لضمان تطورهم المهني ومواكبة متطلبات السوق.
حوار جيلاني فيتوري