افتتحت مساء أمس السبت 03 فيفري 2024 بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة الدورة الخامسة لأيام قرطاج لفنون العرائس، وسط حضور جماهيري كبير ملأ مختلف الفضاءات الخارجية لمدينة الثقافة، التي احتضنت عروضا عرائسية للأطفال للعرائسي عياد بن معاقل، وعرضا موسيقيا لفنان الطفولة سامي دربز وعروضا تنشيطية مختلفة منها عروض الدمى العملاقة.
وفي حدود الساعة السادسة والنصف، وفي ربط مباشر مع التلفزة الوطنية بقناتيها الأولى والثانية انطلق الافتتاح الرسمي للمهرجان ونشطته عضو الهيئة المديرة لأيام قرطاج لفنون العرائس شاكرة الرماح، واستهل بالنشيدين الرسميين التونسي والفلسطيني بحضور مجموعة من الأطفال يرتدون الزي العسكري ويحملون الأعلام التونسية، ثم جاءت الكلمة الرسمية للمهرجان عن طريق مديرة الدورة السيدة منية عبيد المسعدي. كلمة مديرة الدورة الخامسة لأيام قرطاج لفنون العرائس، تفاعل معها الجمهور الحاضر بكثافة في مسرح الجهات بمدينة الثقافة، وقالت في مستهلها: “إذا كان لا بدّ من تحريك، فلن نكون عرائس يحرّكها الغير.. نحن اليوم من مدينة الثقافة الشاذلي القليبي بتونس، نصنع العرائس لنحرّكها، لا ليحرّكنا الغير كعرائس بلا أرواح.. اليوم ترحّب بكم عروسة “يوسف” بشعرها “الكيرلي” ذلك الطفل الجميل “الأبيضاني الحلو” كما وصفته والدته، هذا الطفل الذي طالته يد الغدر في غزة فالتحق بجحافل الشهداء، هذا الطفل مازال حيا فينا”.
وتابعت السيدة منية عبيد: “اليوم في افتتاح هذه الدورة الخامسة لأيام قرطاج لفنون العرائس، تجمّع مئات الأطفال التونسيين حاملين الأعلام التونسية والفلسطينية، ومحرّكين لها في وقفة تضامنية مع أطفال غزة والضفة الغربية، رافعين شعار “لا للإبادة الجماعية ولا لقتل الأطفال الأبرياء”.. اليوم أطفالنا وشعوبنا ليسوا عرائس ودمى تحرّكها أياد غادرة.. إلى أرواح الشهداء والمقاومة في غزة وفلسطين الأبية لكم من أطفال ورجال ونساء تونس ألف تحية.. إلى روح فقيد أيام قرطاج لفنون العرائس والمركز الوطني لفن العرائس، المرحوم الأسعد المحواشي مازلت حيا فينا وبيننا، بأعمالك وعرائسك مازلت المعلم الذي فارقنا وهو في أوج عطائه.. لروحك السلام سي لسعد هذه دورتك وهذا مهرجانك.”
كما أبرزت السيدة منية المسعدي أن المهرجان يواصل الحفاظ على شعاره الرسمي والرمزي “ماريونات فن وحياة” وقالت إن الدورة الخامسة فيها دعوة صارخة للحياة، مرحبة بضيف شرف المهرجان دولة إيطاليا في هذا العرس القرطاجني الذي ولد كبيرا وسيظل كبيرا لكونه الوحيد والأول من نوعه في العالم العربي وفي إفريقيا.
ومن زار منكم أول أمس مدينة الثقافة بالعاصمة، حتما سينبهر بذلك الاقبال الكبير للجمهور حيث عصت المدينة بالأولياء مصطحبين أبناءهم، لحضور مختلف فقرات حفل الافتتاح حيث تواصل لأكثر من خمس ساعات فتنوعت العروض الخارجية الموجهة للأطفال وكان مسك ختام الافتتاح مع عرض “لقاء” للفقيد الأسعد المحواشي، بعد ما قدم من عروض قياسية رائعة أبهرت الحضور فصفق لها بحرارة.
وجدير بالذكر أن حفل الافتتاح تضمن عروضا قياسية، من تونس ومن ثلاثة عرائسيين من بلدان أوروبية وهم على التوالي: “توماس هيرفورتماريونيت” من ألمانيا، و”أنجيل نافارو” من إسبانيا، و”بنسيس اركادي” من المجر، ومن تونس عرض الثنائي حافظ زليط وخلود الناعس التي حركت عروسة العجوز الفلسطينية التي عرفت بأدائها للأغنية التراثية الفلسطينية “شدوا بعضكم يا أهل فلسطين” وأيضا عروض صندوق عجب مع الثلاثي هيثم وناس ونهاد التواتي ونجيبة النوري. وإجمالا نال حفل افتتاح أيام قرطاج لفنون العرائس إعجاب الحضور من تونس ومن ضيوف المهرجان من 17 بلدا وعبر كل عن اعجابه بالافتتاح على طريقته، فقد اعتبر المسرحي لطفي الناجح أن الافتتاح يليق بأيام قرطاج لفنون العرائس وتفاجأ العرائسيون المشاركون في الدورة الخامسة من المملكة العربية السعودية بالحرفية في التنظيم وبالمستوى العالي لفن العرائس في تونس، وقالت الفنانة جميلة الشيحي إن الافتتاح رائع ومشرف وأعاد لها ذكريات الطفولة، وهو نفس ما أكدته الإعلامية دلال القاسمي حين عبرت عن إعجابها الكبير بحفل الافتتاح وبالأجواء التي ميزت مدينة الثقافة.