full screen background image
   الأحد 8 ديسمبر 2024
ر

المهرجان الوطني للشعر بالمتلوي: “الشعر التونسي والرهانات” في دورة ناجحة على جميع المستويات

ثلاثون شاعرا وشاعرة من تونس والجزائر، مداخلتان وحفل توقيع

بدعم من وزارة الشؤون الثقافية ومندوبيتها الجهوية بقفصة والمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، وبرعاية شركة فسفاط قفصة، انتظمت مؤخرا فعاليات الدورة الواحدة والثلاثين للمهرجان الوطني للشعر بالمتلوي، وكان ذلك تحت شعار”الشعر التونسي والرهانات”.

تحولنا إلى عاصمة المناجم، أين واكبنا فعاليات هذه الدورة، فخرجنا بالبطاقة التالية:

*قبل البدء

يعتبر المهرجان الوطني للشعر بالمتلوي من أعرق المهرجانات ببلادنا، وقد استطاع الصمود على امتداد أكثر من ثلاثة عقود رغم ما مرّ به من صعوبات مادية خصوصا خلال السنوات الأخيرة، لاسيما أن الراعي الرسمي له، ونقصد شركة فسفاط قفصة مرّت كما هو معلوم بظروف قاهرة لأسباب لم تعد تخفى على أحد، وحين تعافت الشركة، تعافت معها الجانب المادي للمهرجان الذي هو بالأساس تظاهرة مغاربية عربية استضافت في العديد من دوراتها شاعرات وشعراء عرب وخصوصا من البلدان المغاربية رغم صبغتها الوطنية مما جعل الساهرين عليها يفكرون في تحويلها إلى تظاهرة عربية.

*اليوم الافتتاحي

احتضن أشغال الدورة أحد الفضاءات المفتوحة بمدينة المتلوي،وتم خلال الافتتاح الاستماع إلى الكلمات الرحيبية لكل من: مدير المهرجان الوطني للشعر بالمتلوي ورئيس جمعية المهرجان وممثل المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بقفصة والكاتب العام لبلدية المكان المكلف بتسييرها ومعتمد الجهة، قبل أن تنطلق فعاليات الأمسية الشعرية التي أثثها شعراء من تونس ومن الجزائر وهم على التوالي: منصف الوهايبي، عقبة مرواني (الجزائر)، سمية اليعقوبي، يوسف رزوقة، سالم الشرفي، زكرياء العيساوي، محمد عادل الهمامي، محمد اللواء عمارة، نصر الدين الزاهي، نجوى الدوزي، هارون عمري (الجزائر)، فوزية العكرمي، محمد عمار شعابنية، فتحية النصري، السيد التابعي، أفراح الجبالي، وحيد مقداد وسمية الضيفي (الجزائر)، وقد جاءت قصائدهم متنوعة ومختلفة مبنى ومعنى على شكل فسيفساء من الكلمات والصور والابداعات وهنّات أيضا، وتخللت القراءات الشعرية فقرة تكريمية للإذاعي القدير صالح بيزيد الذي قدم الكثير للمشهد الإعلامي بتونس من خلال تجربة عقود قضاها في الإذاعة التونسية، وقد تولى تقديمه الشاعر محمد عمار شعابنية.

علما أن رئيس جمعية المهرجان الوطني للشعر بالمتلوي الشاعر سالم الشعباني أعلن في كلمته أنه قرر التخلي عن رئاسة الجمعية بعد انتهاء أشغال الدورة ليفسح المجال لغيره، وهي حركة تؤكد أن هذا الرجل عمل ويعمل للشعر وللشعراء وأن غايته هي خدمة الساحة لا تحمل المسؤوليات أو تقلد المناصب.

* بقية البرنامج

في هذه الدورة عملت هيئة جمعية المهرجان الوطني للشعر بالمتلوي على إعادة واحدة من أجمل فقرات التظاهرة وهي تنظيم رحلة إلى جبال منطقة ثالجة السياحية والمنتجة للفسفاط رغم تعطل القطار السياحي (الجرذون الأحمر) منذ سنوات لأسباب بسيطة وتافهة، وندعو بالمناسبة إدارة الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية إلى الاسراع في إصلاح قاطرة هذا القطار أو تعويضها بأخرى توفيرا لمداخيل إضافية لها وخدمة للسياحة بالجهة، علما أن الرحلة انتظمت هذه المرة بالتعويل على حافلة وعلى سيارات رباعية الدفع. أما الفقرة المسائية، فقد انطلقت فعالياتها بجلسة علمية ترأسها الدكتور بدر الدين هوشاتي، وقدم خلالها الأستاذ الطيب الحميدي مداخلة مطولة جدا بعنوان “الشعر التونسي والرهانات” والدكتور عمر حفيظ مداخلة مطولة بعنوان “تحولات الشعر التونسي”، وقد شفعت المداخلتان بنقاشات وملاحظات وتساؤلات عديدة، قبل أن ينتظم حفل توقيع للمجموعة الشعرية “شامة في خيالي” للشاعر زكرياء العيساوي” العائد من مسابقة “أمير الشعراء”.

وإثر ذلك انتظمت الأمسية الشعرية الثانية التي تم خلالها الاستماع على التوالي للشاعرات والشعراء: آمنة بالحاج علي، خليل عباس (الجزائر)، إيمان الفالح، منير الوسلاتي، نسرين المسعودي، عادل الهمامي، مبروك السياري، جمال عمامي، سهام بن رحمة، لمياء العلوي، المولدي الشعباني ومحمد عايش القوتي، وتخللت القراءات الشعرية فقرة تكريمية لكل من: المسرحي الأزهر مسعاوي وأمين المال السابق لجمعية المهرجان الوطني للشعر بالمتلوي زهير خليفي والصحفي علي الخميلي.

وتم خلال اليوم الثالث تم توزيع شهادات التقدير على الشعراء المشاركين في الدورة. * دورة ناجحة استطاعت هذه الدورة أن تحقق نجاحا كبيرا على جميع المستويات، من برمجة وتنظيم والتزام بالوقت، كما لا يفوتنا أن ننوه بحسن الاستقبال وبالحفاوة وبحرص الأطراف المنظمة على راحة الضيوف.

ونشير إلى أن أمسيتين شعريتين أخريين انتظمتا بنزل الإقامة وبصفة عفوية من قبل ضيوف الدورة، وما يثلج الصدر هو أن كل المشاركين تعاملوا مع بعضهم كما لو أنهم ينتمون لنفس الجيل رغم تباعد الأعمار والتجارب واختلافها، فلا حزازيات ولا تكبّر ولا أي شيء من هذا القبيل.

وختاما نشير إلى ضرورة مزيد دعم هذا المهرجان العريق من قبل وزارة الشؤون الثقافية ومندوبيتها الجهوية بقفصة والمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، وشركة فسفاط قفصة منذ بداية كل سنة كي يتواصل هذا العرس الشعري وكي ينتظم في الوقت الذي تعود على الانتظام خلاله، وهو أفريل أو ماي من كل سنة.

عادل الهمامي