استعرض الملتقى العلمي الأوّل للصحة النسائية بباجة، المنتظم نهاية الاسبوع، بتبرسق، ببادرة من قسم النساء والتوليد بالمستشفى الجهوى بباجة والجمعية التونسية للصحة الانجابية، آخر المستجدات الخاصة بوسائل منع الحمل والصحة الانجابية والعقم والمساعدة الطبية على الانجاب، وذلك بحضور عدد هام من أطباء النساء والتوليد بالمؤسسات الاستشفائية العمومية والخاصة والقوابل.
تثمين التجربة النموذجية
وثمّن الملتقى بالخصوص دور القسم الجامعي لطب النساء بباجة المحدث أواخر سنة 2022 في تغطية الفجوة الصحية بين مناطق الشمال الغربي وعدد من الولايات في اختصاص طب النساء وطبّ الاختصاص عامة، سيما بعد حادثة الكاف (وفاة رضيع واستئصال رحم أمّه مطلع الشهر الجاري نتيجة غياب طبيب مختص في مستشفيي القصور والكاف) والتي أكدت أن الاقليم مازال يشكو من عديد الاشكاليات الصحية.
من جانبه، وأوضح منسق قسم النساء والتوليد بالمستشفي الجهوي بباجة ورئيس قسم النساء والتوليد ببنزرت، مشعل مورالي، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن الملتقى مثّل فرصة لجمع أطباء النساء والتوليد والنقاش حول اشكاليات هذا القطاع في المناطق الداخلية اساسا، وتمكين الاطباء الذين يعملون في الشمال الغربي من احدث التقنيات.
نقص اطباء الاختصاص
وأشار إلى أنّ نقص الاطباء الاختصاص نتج عنه عدد كبير من الاشكاليات التي يسعى القسم إلى تجاوزها من خلال استقطاب الاساتذة الجامعيين والمتربصين والإشعاع على كامل منطقة الشمال الغربي، معتبرا هذه التجربة النموذجية تجربة فريدة من نوعها، فهي المرة الأولى التي يتم فيها تحويل قسم استشفائي الى قسم جامعي بمنطقة داخلية بهدف ضمان حق المواطن بباجة والشمال الغربي في خدمات صحية وتكريس العدالة الصحية.
ما بعد حادثة الكاف
وقال، في سياق متّصل، إنّ حادثة الكاف تؤكد أن المنطقة ما زالت تشكو من عدّة اشكاليات في قطاع الصحة، داعيا، في هذا الصدد، الى توفير المعدّات اللازمة والاطار شبه الطبي لضمان مناخ عمل ملائم لاطباء الاختصاص واستقطابهم للمنطقة.
بدوره، اعتبر المدير الجهوي للصحة بباجة، إلياس عمار، أن هذا اللقاء يمثّل ثمرة عمل سنتين في استقطاب أطباء النساء والتوليد لولاية باجة ويحمل رمزية هامّة سيما بعد حادثة وفاة الرضيع بالكاف، مؤكدا أنّ تحوّل قسم طب النساء بباجة الى قسم جامعي يعتبر مكسبا لكل ولايات الشمال الغربي.
رعاية وخدمات القرب
من جهته، بيّن نائب رئيس الجمعية التونسية لامراض النساء والتوليد، الطاهر مخلوف، لصحفيين، أن الجمعية تشجع على هذه الملتقيات لتقريب الخدمات للمواطنين، وضمان تمتعهم بنفس مستوى الرعاية، والاستجابة لحاجيات الجهات طبقا لخصوصية كل منها، اضافة الى تكوين القابلات والاطباء الشبان، مؤكدا أن طب النساء في تونس متقدّم بصفة كبيرة غير أنه ما زال يشكو من نقص وتفاوت بين الولايات الساحلية وولايات الشمال الغربي، وفق تعبيره.
وقالت الاستاذة المساعدة فى طب النساء والتوليد بالمستشفى الجهوي بباجة، سهير النجار، إن حصول القسم على الصبغة الاستشفائية بتضافر جهود وزارة الصحة وكلية الطب والأطباء، يعتبر انجازا كبيرا حيث مكّن من توفير تدخّلات طبية على مستوى عال، وأفضى منذ إحداثه إلى ارتفاع نسق التدخلات الجراحية وكل التدخلات الخاصة بالصحة الانجابية لفائدة نساء ولاية باجة والشمال الغربي عامة.
تسهيلات على ذمة الاطباء
ووجّهت بالمناسبة دعوة لأطباء الاختصاص للتوجه لمنطقة الشمال الغربي، مؤكدة ان كل التسهيلات موضوعة على ذمّتخم لمساعدتهم على ممارسة نشاطهم، وفق تعبيرها.
جلسات لتبادل الخبرات
وقد تضمنت الجلسات العلمية للملتقى استعراضا للمستجدات الخاصة بوسائل منع الحمل واصنافها، وطرق اختيارها حسب كل امراة، وطرق مراقبتها، واهمية التوعية والتحسيس بآليات المراقبة حسب الواقع التونسي، واحدث التقنيات العلمية للعلاج والتقليص من الاجهاض وضياع الحمل، واحدث تقنيات الرعاية في هذا الاختصاص، وآخر المستجدات المتعلقة بالمساعدة الطبية على الانجاب، وتعريف فجوة عنق الرحم وكيفية تشخيصها والتعامل معها، إلى جانب تقديم احصائيات سنة 2023 حول NB العقم والمساعدة الطبية على الانجاب بتونس، وتكريم عدد من العاملين في قطاع الصحة.