full screen background image
   الجمعة 22 نوفمبر 2024
ر

الموت الرّحيم: بين جدليّة الإنساني والقانوني

 

بقلم: لمياء الفالح

خلال اليومين الماضيين تداول عدد من الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي صورة مؤثرة يعود تاريخها لسنة 2018 لعالم البيئة الأسترالي ديفيد جودال البالغ من العمر 104 عاما وهو يودع أفراد عائلته باكيا قبل سفره لسويسرا متجها لإحدى عيادات القتل الرّحيم لأنه قرر إنهاء حياته طواعيّة.

أثارت الصورة حفيظة عدد كبير من الأشخاص وانقسمت التعليقات بين رافضين معللين موقفهم بأن ما أقدم عليه عالم البيئة محرّم دينيا وقانونيا في غالبية الدّول. ومؤيّدٍين اعتبروا أن ما حدث يمكن قبوله إنسانيًّا خصوصا إذا ما كان الشخص المعني مصابٌ بأمراض مزمنة لا أمل له في الشفاء منها.

جودال لم يكن يعاني من أمراض خطيرة لكنّ رغبته بالموت كان لها دوافع أخرى حيث ألقى خطابا مقتضبا قال فيه “مللت الحياة أفكر في الانتحار منذ أكثر من عشرين عاما، لست سعيدا لبلوغ هذا العمر أريد أن أموت وذلك أمر غير محزن” المثير للانتباه أن هناك عدد من المشاهير رحلوا بهذه الطريقة وفضّلوا “الموت الكلينيكي” بمساعدة طبية عوضا على البقاء أحياء مستسلمين للمعاناة والآلام وراضخين لأفاعيل الأمراض في أجسادهم.

مؤخرا طلب الممثل الفرنسي آلان ديلون الرحيل بالموت الرحيم ليتخلص نهائيا من مشكلاته الصّحية وفاجئ محبيه فتعاطفوا مع نجمهم المفضل الذي أمتعهم بعدد كبير من الأعمال الهامة وتفاعلوا مع الخبر.

قائمة الذين غادروا الحياة بهذه الطريقة تطول أبرزهم الحائز على جائزة نوبل كريستيان دو دوف الذي أنهى حياته بالزئبق بمساعدة طبيبين وأمام أفراد عائلته واضعا بذلك حدا لمعاناته إضافة للسيناريست البلجيكي هوجو كلاوس والسياسي ويليم جويت والإذاعي آرثر بلاك والملك جورج الخامس والكاتبة آن شيمدت والناشط الحقوقي إدوارد برونغرزما والممثل هاربرت فو.

يذكر أن أحد الأفلام الهندية الناجحة “guzaarish” قد طرحت الموضوع إنسانيا وقانونيّا ويروي الفيلم قصة ساحر مشهور يتعرض لحادث مميت في أحد العروض فيصاب بشلل رباعي يدفعه بعد معاناة طويلة إلى التقدم للمحكمة بطلب منحه الموت الرحيم لإنهاء عذابه.