full screen background image
   الأحد 15 ديسمبر 2024
ر

شخصيات مؤثّرة: نيكي لاودا قصّة متسابق عاد من الموت لحصدِ الألقاب

 

بقلم: لمياء الفالح

عادة ما تدفع بعض الأفلام السينمائية المشاهدين إلى البحث والتفحّص عن حقيقة الشخّصيّات التي تطرحها وتثير داخلهم الفضول لمعرفة تفاصيل حياتهم. خصوصا اذا كان بطل الفيلم شخصية واقعية عاشت في أحد الأزمنة وتركت خلفها ارثا أو حدثا مؤثرا أو قصّة كفاح استفزت المخرجين ودفعتهم إلى تجسيدها على شكل فرجة ممتعة لا تخلو من العبر.
فيلم Rush (اندفاع) الذي عرض لأول مرة في لندن بتاريخ 2 سبتمبر 2013 نقل بعضا من حيثيات وجوانب احدى هذه الحكايا باعتباره سيرة ذاتية لأسطورة من أساطير عالم السباقات والألقاب.
فسائق سيارات الفورمولا 1 “نيكي لاودا” يعتبر أنموذجا فريدا استطاع تخليد اسمه داخل حلبات السباق متحديا بذلك صعوبات وعراقيل كان بإمكانها إيقافه ومنعه من تحقيق حلمه ومُبتغاه.
مشهد سيارة فيراري تتآكلها ألسنة اللّهب بعد خروجها عن مسارها في حلبة نوربورغرينغ الألمانية سنة 1976 ظل صاحبها محتجزا وسطها لمدة دقيقة كاملة أدت إلى اصابته بحروق بالغة لم يمح الزّمن آثارها عن وجهه، تلتها عودة مفاجئة من سرير المستشفى إلى الحياة وإلى عالم السباقات بعد قرابة ستة أسابيع فقط من صراعه مع الموت صدم الجمبع وجعلهم يدركون أن نيكي لاودا متسابق فريدٌ من نوعه وشخصية غير اعتياديّة حيث أصر رغم الأضرار الجسيمة التي لحقت به وجعلته مشوها على المشاركة في سباق جائزة إيطاليا الكبرى ونافس على اللّقب حتى السّباق الأخير ضد البريطاني جيمس هانت الذي جمعته به صداقة قويّة.
نال لاودا لقب بطل العالم للفورميلا 1 في ثلاث مناسبات عام 1975 وعام 1977 وعام 1984. لاحقا أسس شركة طيران خاصة ونجح في عالم الأعمال لكنّ شغفه بسباق السيارات دفعه للبقاء مرتبطا به على الدوام فعمل خلال مسيرته كمعلق تلفزيوني وكمستشار لفيراري خلال فترة التسعينات ليشغل بعد ذلك منصب المدير العام لفريق جاغوار بداية الألفينيات، وأصبح منذ 2012 حتى وفاته سنة 2019 الرئيس غير التنفيذي لمرسيدس.
عرف الرجل بحزمه وثقته العالية بنفسه وبشخصيته الصريحة التي ازعجت الكثيرين من حوله. لكنه في ذات الوقت فرض على الجميع احترام الرجل الذي اشتهر دوما بارتدائه للقبعة الحمراء التي تخفي الندوب البارزة في وجهه ورأسه جراء الحادث المميت فكان قدوة لغيره من المتسابقين وملهما لهم.