full screen background image
   السبت 27 أبريل 2024
ر

الكلمة صورة، الذاكرة صورة، العقل الباطن أرشيف صور والعين، هي أوّل عدّة فيلمية في تاريخ البشرية

حين خلق فنّ الصّورة، توارت أعين الفنّانين خلف لوحات الرّسم، خلف الكاميرات وخلف الهواتف وخلقت مصانع كبرى للصورة وأسواق ومتاحف وألبومات. اتّخذت الصّورة أشكالا وأبعادا لا متناهية، اكتسبت صوتا وكلاما، حركة وإيقاعا، موسيقى وتردّدات ومؤثرات بصرية وصوتية. أصبح للصورة معان، ثمّ أهداف، ثمّ وقع وتأثير. أصبح للصورة سياسة وصارت الصّورة سلطة
في الدورة الرابعة لقابس سينما فنّ، يتساءل الفنان التشكيلي والمسرحي اللبناني ربيع مروة عن الحياة من دون صور، من خلال برمجته لمجموعة من الفيديوهات التي تضع الصورة وسيمائيتها محلّ سؤال.
من يقف خلف الصورة، من له الحق في ذلك؟ هل الصورة التي أمامنا هي فعلا كلّ ما نراه/نستبطنه؟ هل الصورة ملك لصاحبها؟ أم سجن لمشاهدها؟
من خلال معرض فنّ الفيديو- الكازما الذي افتتح اليوم في قابس، وإثر مشاهدة مختلف تنصيبات الفيديو المختارة، نقف أمام فكرة أنّ الصّورة، هي فعل سياسيّ بامتياز ليس فقط من خلال المواضيع التي تطرحها والرسائل التي تمرّرها ولكن من خلال جمالية سياسية وتقنيات سياسية وتمشّ فنّي سياسي
12 فنّان بصري من 8 دول، تعرض أعمالهم التي تتمحور جميعها حول سلطة الصورة على حياتنا اليومية وسلطة غيابها على حد السواء في عمله “يتبع”، يراوغ الفنان الفلسطيني شريف واكد بصورة الإرهابي/”الشهيد الحي” الذي يضع موته محل تأجيل استنادا على قصّة شهرزاد في ألف ليلة وليلة، وتستهزئ الفنانة المصرية هبة أمين في “كما تحلّق الطيور” بصورة الإعلام وكيفية تعاطيه مع لقلق تمّ اعتقاله بتهمة التجسّس – حدث سرياليّ في حدّ ذاته – من قبل السلطات
في فيديو “نوفمبر” تتلاعب الألمانية هيتو ستايارل بالواقع والتخييل، لتضع المتفرّج في مواقع عدّة، أو أمام زوايا نظر مختلفة، تظهر واحدة ما تخفيه الأخرى، كذلك هي الحرب؛ اختلاف في وجهات النظر، يؤدي بملايين الضحايا
هل للصورة ضحايا؟ هل أدت دمقرطة هذا الفنّ إلى استنزافه؟ هل على السلطة أن تتخلى عن احتكار الصورة؟ أم على الفنان أن يتخلى عن موالاة السلطة؟ لا تحاول خيارات ربيع مروة للكازما في هذه الدورة الإجابة عن هذه الأسئلة بقدر ما تطرح الإشكالات وتدفع الجمهور للتكثيف منها.
من خلال 14 عملاً لمخرجين من فلسطين ولبنان وفرنسا وصربيا ومصر وإيران وألمانيا وبنغلاديش، يشجع أمين المعرض ربيع مروة الجمهور على إعادة تعريف علاقته بالصورة بطريقة نقدية ودون أي تحيّز