بعد انعقاد لجنة الشؤون المالية والاقتصادية ومتابعة التصرف ببلدية المرسى في أواخر شهر نوفمبر 2020 والاعلام بنتيجة بتة تسويغ الأصل التجاري “القهوة العالية” بعنوان مقهى ثقافي، وقد افرزت هذه البتة عن اختيار العرض المالي للسيد هشام بن منصور وعرضه الفني الخاص بكراس الشروط باعتماد برنامجه الثقافي باعتبار ان المقهى له صبغة ثقافية. وخلال نهاية الأسبوع الفارط، يوم الاحد 20 جوان 2021 دعت اسرة المقهى الثقافي “العالية” الى حفل افتتاح هذا الفضاء المميز والمعروف بموقعه وقبلة الناس اليه في المرسى والذي سيكون وجهة للمثقفين وعشاق الفن في حلة جديدة وبمفهوم جديد لتطوير اطاره الاجتماعي والثقافي والسعي لجعل الثقافة ممارسة يومية بفضاءاته.
وقد أكد مستثمر المقهى السيد سليم بن منصور في ندوة صحفية أن أسرته أقدمت على مغامرة كعادتها وهذه المغامرة شيقة خاصة أنها تتعلق بالثقافة والفنون، الموسيقى، المسرح الكتاب وهو استثمار راق سيقدم بشبابنا ويعطيه فرصة استعراض مواهبه واكتشافها ويحول هذا الفضاء الى ورشات ثقافية يقبل عليها عشاق الفنون للفرجة للتمتع بمحتواها والعمل الثقافي.
بدوره اكد المكلف بالبرنامج الثقافي للمقهى السينمائي إبراهيم اللطيف أنه دعي لاستنباط عصارة أفكاره فقدم برنامجا ثقافيا يخص الفضاءات المحورية بالمقهى من عروض موسيقية طربية مميزة وعروض مألوف وعروض الجاز وكل الموسيقات، كما احدثنا فضاء لمسرح الجيب ستقدم فيه عروضا مسرحية كل أسبوعين وبخلافه سيكون هناك عروض سينمائية بحضور مخرجين أو فنيين في السينما، وكدلك أعددنا برنامجا للأطفال يعتمد على مسرح الدمى المتحركة كل نهاية أسبوع. كما اعددنا فضاء مفتوحا لتوقيع وتقديم الكتب، خصوصا نحن نعيش ديناميكية حية في مجال النشر ولذلك أعددنا مكتبة غنية بالإصدارات والكتب على ذمة رواد المقهى للمطالعة.
وأضاف إبراهيم اللطيف أن من أهم البرامج الثقافية التي سنقدمها انفتاحنا على الثقافات الأخرى باحتفالنا ببلد معين بكل محاور ثقافته الخاصة والمختلفة سيعيشها روادنا بداية من تقاليده في اكلته الخاصة وموسيقاه وادبه ليلبس المقهى مرة في الشهر حلة البلد الذي سنحتفل بثقافته.
لم يخف رئيس بلدية المرسى معز بوراوي انتصاره لهذا المشروع الثقافي وقد اكد أن لمقهى العالية دلالات تاريخية بالنسبة لأبناء المرسى وهو من مكونات هويته في مجاله الاجتماعي والإنساني والمقهى كانت قبلة لزواده من كامل الجمهورية وكان مكانا محبذا للزعيم الحبيب بورقيبة وشخصيات كانت تزور تونس، لكن في فترة ما آل المقهى الى الاندثار لأسباب عدة وأغلق ولما تسلمنا مقاليد بلدية المرسى رسمنا له مخططا يعيده الى سالف نشاطه والى شهرته السابقة ولكي يعود القلب النابض للمدينة بمعناه الاجتماعي والاقتصادي لكن بروح ثقافية، بشراكة مع القطاع الخاص واعددنا له كراس شروط يعتمد على المعطى الثقافي قبل المعطى المادي بمعايير لابد من توفيرها حتى ينجح هذا المشروع الأول من نوعه في تونس.
الشاذلي عرايبية