منذ تطورت التعبيرات السينمائية بمدارسها المتنوعة تبوأت المرأة مكانة مفصلية في الأفلام السينمائية على مختلف مشاربها. فكانت الأم الكادحة والمرأة الباسلة تارة والمرأة القابلة بوضع دوني و المتخلية عن كينونتها والمرأة المستلبة و المحكومة بقوانين الذكورية المقيتة تارة أخرى.
وتعمدت بعض المدارس السينمائية تقديم وجه مشرق للمرأة الفاعلة الرافضة لقدر لا يتلاءم مطلقا مع مكونات آدميتها و من ثمة أحقية أن تحظى بالمكانة اللائقة بكائن آدمي لا يختلف في شيء عن الرجل لولا جملة مفاهيم دينية أو وضعية أصرت على الحفاظ على تراتبية قيمية قامت على نظريات القوامة وتقسيم اعتباطي وجائر للمهام فخصت المرأة بمكانة ثانوية بل ودونية والحال أنها تختص بأشق الأعمال وأدقها وأخطرها وتتحمل حمل أعباء الأسرة وتتحمل علاوة على ذلك مثل ما يتحمله الرجل في مختلف المهن الإجتماعية.
ومع ذلك فقد ظلت في الغالب قيم المساواة بين المواطنين و المواطنات شعارا مازال بلوغه يحتاج إلى
مزيد من الخطوات قد تكبر و قد تصغر تبعا لأوضاع البلدان والأمصار ولرقي قيمها.
ولا تختص هذه الخطوات على البعد التشريعي وحده بل ايضا وخاصة الأبعاد الثقافية المتعلقة بالمواطنة و بالحس المواطني.
ضمن الأفلام التي اختارتها جمعية بنزرت للسينما وشركاؤها لتأثيث هذه الدورة الثامنة لسنة 2019 جوانب بارزة من هذه الإشكاليات ستكون مدخلا للخوض في بعضها و إثراء بعضها الآخر.
وجمعية بنزرت للسينما اذ تدعو كافة المولعين بالفن السابع والحريصين على التواصل والتبادل الى توسيع مساحات الحوار بين المواطنين و المواطنات عبر هذه البوابة الثقافية الراقية فإنها حريصة على رفع لواء نشر ثقافة الحياة و الإنفتاح وأنسنة التواصل…
محمد الصالح فليس