ﺿﻤﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻟﻠﻤﻮﻧﻮﺩﺭﺍﻣﺎ ﺑﻘﺮﻃﺎﺝ، ﻭﻗﻊ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲﺗﻈﺎﻫﺮﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻥ.

ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻹﻓﺘﺘﺎﺡ ﻭ ﺍﻹﺧﺘﺘﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻀﻴﺌﺔ ﻟﻜﻞﻣﻬﺮﺟﺎﻥ يريد البروز او الإشعاع ﻭﺧﺎصة ﺇﺫﺍ ﺇﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﺸﻴﻄﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻹﺳﺘﻌﺮﺍﺿﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻔﻠﻜﻠﻮﺭﻳﺔ المتعارف عليها … ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺤﺴﻦ ﺇﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﻔﻀﺎءﺍﺕ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ﻭ نعرف كيف نستثمر ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔبالألوان والألحان بالتزيين والتزويق ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ باﻟﻤﺤﺎﻣﻞ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻠﺘﺠﺄ ﺣﺘﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﺒﻮﻳﺐ وترتيب ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺕ وتنظيمها ﺿﻤﻦ ﻧﺴﻖ ﻣﻮﺣﺪ ﻭﺑﺮﻧﺎﻣﺞ واضح و ﻣﺘﻔﺮﺩ… ﻭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺒﺪﺃ التفكير الفعلي في ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻨﺸﻴﻄﻴﺔ العادية ﺇﻟﻰ ﻓﻜﺮﺓ فنية ﺇﺑﺪﺍﻋﻴﺔ….

ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ والثقافة ﺍﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻌﺪ التشاركي والمنحى الإستشرافي والسياق التاريخي ضمن مسار إحتفالي ومنهج تفاﻋﻠﻲ ﻣﺜﻞ : ﻓﻦﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ، ﻓﻦ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺔ، ﻓﻦ ﺍﻷﺣﺠﻴﺔ، ﻓﻦ ﺍﻟﻔﻜﺎﻫﺔ….. ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺴﺮﺩ ﺇﻟﻲ أﺣﺪاﺙ ﻭ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻟﻰ أفعال… ﻓﻨﻜﻮﻥ حتما ﺃﻣﺎﻡ فرجة حية ، أمام عرض بل أمام ﻣﺸﻬﺪﻳﺔ واضحة المعالم ﺫﺍﺕ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺃﺩﺍﺋﻴﺔ صارمة ﻣﺜﻞ:  ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ، ﻣﺴﺮﺡﺍﻟﺤﻮﺍﺭ، ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﺤﻠﺒﺔ، ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ… ﻭ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ الشارع وإحتياجات ﺍﻟﻔﻀﺎء ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﻭﺇﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ… …فكان لزاما علينا بل ﺇﺳﺘﻮﺟﺐ منا أن نفكر جديا ﻓﻲ إحتجاجات الشباب وإحتياجاتهم ، علينا أيضا ان نفكر مليا في ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﻭ والغوص في طرق ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ…. فكان الحل الوحيد هو ترجمة هذه الهواجس إلى محفل حافل بالفقرات الدسمة وهذا ما سهل علينا ﺑﻌﺚ ﺗﻈﺎﻫﺮﺓ ﻫﺎﻣﺔ تستوعب طموحاتنا وتركز خططا لأهدافنا فبعد ان كانت فعالية من فعاليات المهرجان اصبحت لقاء مستقلا بذاته رغم علاقته العضوية به وحمل من الأسماء «ﻣﻠﺘﻘﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻮﻧﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻟﻤﺴﺮﺡ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ»  ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺗﻪ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ.

المدير الفني للملتقى /نزار الكشو

برنامج المهرجان