أيام فقط تفصلنا عن انطلاق الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء فبعد نجاح الدورة الأولى والتأسيسية في قرية الصابرية ثم جاءت دورة التأكيد الثانية في بشني فدورة الامتياز الثالثة في النويل .
تتواصل القافلة الثقافية المسرحية في ربوع صحراء في ولاية قبلي لتحط الرحال هذه السنة في قرية الجرسين الحالمة من 1 إلى 5 ماي 2024 ويواصل المخرج ومدير المهرجان حافظ خليفة قيادته لهذه الرحلة حاملا معه تاريخه ونجاحاته وأحلامه و برامجه وضيوفه ليسعد أهالي الجرسين والكليبية وسوق الاحد ودوز وجمنة والقلعة وكل أهاليه وأهالي ولاية قبلي واضعا كل ثقله مؤمنا بانها ستكون دورة مميزة على جميع الأصعدة من حيث البرامج والعروض والورشات والضيوف والشراكات الهامة والداعمين له.
المسرح في قلب الصحراء وليس المسرح الصحراوي
ايمانا منه بخلق شكل فرجوي جديد في قلب الصحراء وبأن هذه الدورة ستكون فرصة لتعزيز مفهوم أدب الصّحراء كفضاء للإبداع وكمسرح صالح لكلّ التّعابير المسرحيّة المعاصرة ، فإن مدير ومؤسس المهرجان المخرج المتمرد والمتمرس حافظ خليفة يؤكد بأن هذا المهرجان هو قافلة ثقافية متنقلة بأتم معنى الكلمة إذ هي تغوص في عمق الصحراء حاملة معها شكل فرجوي جديد لفك العزلة الثقافية عنها معتمدا على “عروق الرمل ” والمساحات الصحراوية الممتدة كسينوغرافيا طبيعية لخلق جمالية مشهدية الفيافي في كل ربوع الجنوب .
وان فكرة المهرجان الأساسية تتمثّل أساسا ليس في تقديم المسرح الصحراوي بقدر ماهو تحويل وجهة العروض المسرحيّة من الفضاءات المغلقة إلى الصحراء الممتدة واتّخاذ رمالها ركحا واستغلال الكثبان الرمليّة الصّافية كمدارج مهيّأَة طبيعيّا للجمهور، وذلك بهدف الإسهام في السّياحة الثّقافيّة وخلق فضاءات جديدة للعروض وجعل الأهالي يكتشفون مدى ثراء واقعهم ومحيطهم والاعتزاز بمكتسباتهم الطبيعية وأيضا لتكون ولاية قبلي وصحاريها تشع عالميا
فضاءات متعددة للعروض وللتكوين بالجرسين
والجديد في هذه الدورة الرابعة التي ستقام في صحراء منطقة الجرسين بأن العروض وورشات التكوين والندوة العلمية ستأخذ منحى أكثر شمولية واتساعا إذ سيتم تشريك المناطق المحاذية مثل الكيلبية وواحة سكوليو وتتعدد فضاءات العروض مثل مدرسة الجرسين والمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بقبلي ووغابة شينيليا بالجرسين ودار الشباب بقبلي والمدرسة العدادية بالجرسين ومركز الدفاع والاندماج الاجتماعي بقبلي ودار صالح الصويعي للفنون بدوز والمخيم الصحراوي بقبلي القديمة وواحة الشكرية بالجرسين والنادي الثقافي الجرسين ودار الثقافة ابن خلدون بسوق الاحد بقبلي
عروض دولية وندوة واستضافات من القارات الخمس
اعتاد مدير المهرجان ومن وراءه الهيئة المديرة للمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء أن يرفعوا كل سنة من سقف التوقعات والتحضيرات لتكون كل دورة لها نضجها وتوهجها وخصوصيتها
ولإثراء فعاليات الدورة الرابعة المهرجان تم تأثيث البرنامج على امتداد خمسة أيام بعروض وطنية ودولية للأطفال والكهول وللكهول من تونس ومن إيطاليا والمغرب وموريتانيا ولبنان والجزائر وايران والعراق والهند ورومانيا والبرتغال وسويسرا وبلجيكا والكندا واسبانيا وألمانيا .
وإلى جانب العروض سيتم تكريم عديد الأسماء الفاعلة على المستوى الوطني والعالمي من تونس ومن لبنان وايران وكوريا الجنوبية وسيكون محور الندوة العلمية ” الحكاية الشعبية ” ويشارك فيها أقطاب فن الحكاية والحكواتية .
ورشات علمية وشراكات متعددة
تعتبر الورشات العلمية والتكوينية أحد أبرز ركائز واهداف المهرجان ففي كل دورة تحقق الورشات نجاحا متميزا على مستوى الحضور والمخرجات الفنية والتكوين البيداغوجي والأكاديمي باعتبارها يشرف عليها من أهم رجالات المسرح وطنيّا وعربيّا وعالميّا وهذه السنة تتميز الورشات بالثراء والشمولية يشرف عليها أساتذة ومؤطرون من تونس ومن السويد ومن بولونيا ومن رومانيا ومن ايطاليا
وتتوزع محاورها حول مسرح الفوروم و الرقص المسرحي و فن صناعة الأقنعة و مسرح الارتجال و مسرح الادماج و فن الفروسية وبرنامج للمسعف الصغير.
كذلك سيتم تنظيم يوم بيداغوجي مهم للأساتذة والمعلمين ومتفقدي التربية حول فن الحكاية والبداغوجيا المسرحية والحكاية الشعبية والتحولات المسرحية من تونس هذا بالإضافة إلى تقديم كتاب الحكاية التاريخية للدكتور زهير بن تارديت
الصحراء تحتفي بفلسطين
ودعما للقضية تستضيف هذه الدورة فلسطين لتكون ضيفة شرف من خلال المسرحية الحدث (بأم عيني – نكبة 1948) للفنان الفلسطيني القدير غنام_غنام في الكتابة والتمثيل والاخراج .وأصبح شعار الدورة الرابعة “الصحراء تحتفي بفلسطين ” وتسلط مسرحية ” بأم عيني 1948 ” الضوء على يوميات الفلسطينيين وتمسكهم بكل معاني الوطنية والحق والهوية وللإفادة تعد مسرحية ” بام عيني ” هي الحلقة الثالثة بعد عرضين قدمهما الفنان غنام غنام وهما (عائد إلى حيفا) و(سأموت في المنفى) والعروض الثلاثة لها منهجية في أنها تقدم في فضاء قاعة مفتوحة وليس خشبة مسرح.
عندما يتكلم الحكواتي تنصت له جميع الحواس
من الفنون الشعبية القديمة والمتوارثة إلى يومنا هذا فن الحكي أو الحكاية ويرويها او يقدمها الحكواتي او ما يعبر عنه في موروثنا الشعبي بالفداوي وهو فن أصيل تربت عليه أذننا ويستعيد توهجه كل سنة في عديد المهرجانات الوطنية والعالمية
وقد ارتأت الهيئة المديرة للدورة الرابعة ان يكون فن الحكاية والحكواتية أبرز فقرات المهرجان إذا تمت دعوة نجوم الحكاية والحكواتية بتونس وبالعالم على غرار النجمة اللبنانية سارة قصيرة والفنان القدير صالح الصويعي ونجم الحكاية الشعبية في السنوات الأخيرة صاحب حكايات دوريش الفنان هشام درويش وصاحب الصوت الاوبيرالي العروسي الزبيدي والفنان المثقف البغدادي عون ونجم الحكاية الفلسطينية الفنان غنام غنام .
برامج شبابية وترفيهية موازية للمهرجان
توزايا مع مختلف الفقرات المبرمجة في الدورة الرابعة أعدت الهيئة المديرة برنامجا ترفيها للضيوف ولرواد المهرجان يتمثل في زيارات فنية وترفيهية وبرنامج شبابي مخيمات (كامبينغ )في الصحراء
فبالنسبة للرحلات ستكون رحلة إلى توزر وزيارة ديكورات شريط حرب النجوم العالمي وجولة في توزر كذلك زيارة دوار سلمى بدوز ويوم ترفيهي داخل الصحراء
وبالنسبة لمخيمات الشباب فقد اعدت الهيئة المديرة فضاء رحبا يتسع لجميع المغرمين بالسفر والمغامرات وبالتخييم وليعشوا الأجواء الصحراوية ليلا ونهارا.