full screen background image
   السبت 23 نوفمبر 2024
ر

صَدَر حَدِيثا عن شرِكة لوغوس للنشر والتوزيع في سوسة- تونس: مَحْمُود المسعدِي بَيْن الإِشرَاق الصُوفِيّ والأَلَم الشوبنهاورِيّ  للدُكتور والمُفكّر والباحث مصطفى الكيلاني (فِكر)

فَمَا الّذِي لَمْ يُقْرَأ بَعْد مِن محمود المسعدي عَقِب كُلِّ ما أُنْجِز من بُحوث؟ قَدْ لا نُبالغ إنْ ذَهَبْنا إلى أنَّ المُنجَزَ من القراءات في شأن أعمال المسعدي الإبداعيّة، تحديدًا، هُو من قبيل التمهيد لِقراءة بل لِقراءات أُخرى، لعلّ جُلّها لم يتحقّق بَعْدُ، تلك التي تكشف عن عميق المراجع الفاعلة في ثقافة الكتابة المِسْعديّة مِن عِرفانيّة عربيّة إسلاميّة و مِثاليّة غربيّة ألمانيّة، حَسَب الترجمة الفرنسيّة لها ، و فرنسيّة و غيرها، كالّتي أَلْمَحَ إليها المسعدي في النصوص – العَتبات الواردة في مُقدّمات أعماله الإبداعيّة، و قَدْ وَشَّى بها أيْضا طَوَالِع الفصول و الأجزاءِ، و كان لها صدى عميقٌ في لعبة التناصّ و تنادي الأصوات هَمْسًا و إخْفاءً .

الثابتُ التقريبيّ بعد تَعَقُّب حال الكتابة لدى محمود المسعدي في مُجمل أعماله الإبداعيّة أنّ أدبيّتها قائمة في الأساس والمرجع على التفلسُف، وذَلِك لخوْضها في قضايا الوجود الكبرى.

ولأنّ المسعدي مسكون بالوُثوقيّة، شأن أيّ مُنتم للثقافة العربيّة الإسلاميّة، سالفها وحادثها، واعٍ لأخطارها الجسام، متردّد بين عشق التراث وغواية الحداثة نراه يُجاهد النفس على مُغالبة هذه الوُثوقيّة بالسُؤال عوْدًا إلى التراث ذاته، إلى أبي العتاهية والمعرّي والتوحيدي والغزالي، واستضاءةً بأمّهات المراجع الغربيّة في هذا الشأن، كانتهاجه سُبل شوبنهاور ونيتشه وهيدغر، على سبيل المثال لا الحصر.

وإذا مشروع الكتابة المسعديّة ابتِداءً لم يُفضِ إلى انتهاء، بل هو ابتداء بوهجسؤال البدايات تتولّد عنه أسئلة، كأن تتقاذفه الحيرة أحيانا، فينشد طمأنينةً مّا بالمقدّس القريب معنى من مفهوم التصوّف الّذي ينزع إلى الاعتقاد أكثر منه إلى العقيدة، وإلى الطبيعة الإنسانيّة في تواصُلها الحميم مع العالم والكون كيانا، بل “تأصيلا لكيان”، على حدّ قوله.

كذا اعتقد محمود المسعدي في جدوى السؤال وجمع بين أسئلة وأخرى، بين الوُثوقيّة بظاهر المُساءلة وبين الشكّ الصريح الّذي هو مجموع أسئلة صادمة بلا أجوبة، أو لعلّ الجواب ينزع إلى التخفّي أحيانا كثيرة. وكُلّما سار بعيدًا في مغامرة الشكّ عاد سريعًا إلى ما يُشبه إجابة اليقين الّتي قد لا تعني في المُحصّل التأويليّ يقينا.

المُحْتَوَى

  • مُقدّمة: محمود المسعدي أو كتابة السؤال- كتابة الطيف
  • الفَصل الأوّل: ما الّذي لم يُقرأ بعد من محمود المسعدي..؟
  • الفَصل الثاني: لاعبيّة السؤال…
  • الفَصل الثالث: سُؤال الأسئلة: النصّ الآخر؟
  • الفَصل الرابع: صِفَة الأديب الفيلسوف
  • الفَصل الخامس: محمود المسعدي فيلسوفًا بالحكاية والشعر
  • الفَصل السادس: الحَرَكَة المَسْرَحِيّة في السدّ: المنظر الرابع، من الحجر إلى البشر. 
  • الفصل السابع: السندباد والطهارة إمكانًا
  • لِمَشروع آخر للكتابة المسعديّة.
  • خاتِمَة أو عوْدٌ على بدْء…
  • المصادر والمراجع
  • * مصطفى الكِيلاني:
  • مُفَكّر وناقِد ورِوائِيّ وقاصّ وشاعِر وباحِث وجامعِيّ تُونسِيّ. أَصْدَرَت له شَرِكَة دار لوغوس للنشر والتوزيع “الفَلْسَفَة والدّين؟” و “الفلسفة والمَدِينة، في راهن أحوال الأَفراد ووقائع الأَوْطان” و”التأوِيل المُحايِث والتأوِيلِيَّة مَوْضُوعا فَلْسَفِيّا” و “الرغبة والمحَبَّة، فُصول في الإنِّيَّة والغَيْرِيَة” و “المَوْت والزَمَن”.