عادت الأضواء الى مهرجان قرطاج الدولي بعد سنتين من العتمة بعرض ʺعشاق الدنياʺ للمخرج عبد الحميد بوشناق في دورته السادسة والخمسين ليعلن انتصاره على موجات كورونا المتتالية .
وقبل الخوض في تفاصيل افتتاح المهرجان لا بد من الحديث عن تكريم وزيرة السعادة ولاعبة التنس التونسية أنس جابر بعد تألقها في بطولة ويمبلدون هذا الشهر، لتصبح أول لاعبة عربية وافريقية تبلغ نهائي احدى البطولات العربية .
اعتلت جابر المسرح برداء أبيض وسط أجواء امتزج فيها الفخر بالفرح لتلقي كلمتها للجمهور قائلة ʺلأول مرة أصعد الركح ..الجمهور التونسي أقوى جمهور في العالم..شكرا على التكريم. أعدكم أن لقب دورة كبرى سيأتي.. محبة الناس أقوى من أي لقب، وأنا لا ألعب لنفسي ولكن لكافة الشعب التونسيʺ
وقالت وزيرة الشؤون الثقافية في كلمة مختصرة أن أنس جابر هي فخر تونس ʺولهذا السبب أردنا تكريمها بحرارة أمام جمهور قرطاجʺ وفق تعبيرها.
ومن جانبه عبر وزير الشباب والرياضة ان ما حقتته أنس جابر من أرقام و تتويجات ساهمت في التعريف بتونس والترويج لها، واعتبرها سفيرة للسعادة وسفيرة لتونس وللمرأة التونسية.
وردد الجمهور النشيد الوطني التونسي اثر حفل تكريم البطلة العالمية أنس جابر بحماس، ثم تابع عرض ʺعشاق الدنياʺ الذي انتقل من الخشبة الى المسرح وشعاره «حبوا بعضكم» وهي دعوة مباشرة للحب، وهي فكرة دافع عنها بوشناق في المسلسل بالرغم من كل الصراعات السياسية والاجتماعية والفنية التي تواجدت في المسلسل فان الحب ينتصر في الأخير.
وعاد عرض عشاق الدنيا بالجمهور الى فترة التسعينات من القرن الماضي حيث عرف وقتها فنʺ المزود ʺانتشارا ونجاحا في تونس، ومثل العرض بالنسبة الى الجمهور هو الحنين الى الماضي واستحضار لذكريات يفتقدها الآن وهي الفرح والحب والأعراس.
لنجد الجمهور متفاعل مع جميع المشاهد المتنوعة من تراجيديا وكوميديا بالتصفيق والهتافات حيث مثل لهم العرض الهروب من الواقع الأليم الذي يعيشه.
دام العرض لمدة ثلاث ساعات لنجد أثناء العرض تناوب العديد من الفنانين اعتلوا مسرح قرطاج ليرددوا أغاني الزمن الجميل على غرار ʺكيف شبحت خيالكʺ، ʺقالولي روحʺ، ʺصبر أيوبʺ، ʺعشاق الدنياʺ، ʺبنت الحيʺ، ولكل أغنية لها مكانة خاصة في ذاكرة الجمهور، حيث أنه كان حاضر ذهنيا وجسديا وردد العديد من الأقوال في المشاهد الذي تذكره بمسلسل نوبة.
عرض عشاق الدنيا رغم نجاحه في أول العرض عندما لعب بوشناق على أوتار حنين الجمهور المتعطش الى زمن ذهب ولم يعد، فطول العرض جعل بقية أطواره مملة مما دفع بالجمهور من مغادرة المسرح قبل انتهاء العرض.

امبيرة الجبالي