على مدى أربعة أيام من 1 الى 4 جويلية 2022 أحيت منطقة الرمال عهدا جديدا مع أنشطتها التي كانت معهودة بتنظيمها، باحتضانها الدورة الأولى من المهرجان الدولي للتخييم والفنون عن فكرة للإعلامية والصحفية المغتربة ابنة منزل جميل نادية المنصوري، والتي هالها ركود منطقة الرمال وانقطاع برامج أنشطتها الشبابية والثقافية، بعثت الروح في ادغال غاباتها ومؤسسات التخييم التي أشرفت على فقدان بريقها وتشتيت مناهجها.
البادرة رحبت بها السلط المحلية بمنزل الجميل والجهوية ببنزرت، وتجمعت حول رئيسة المهرجان الدولي للتخييم والفنون بمساندتها ودعم التظاهرة والدفع من اجل قيامها في اطار تتوفر فيه كامل الشروط الصحية والأمنية واللوجستية، مثل معتمدية وبلدية منزل جميل والمندوبية الجهوية للشباب والرياضة ببنزرت والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية بنزرت والمندوبية الجهوية للسياحة ببنزرت، وإدارة المخيمات والتصييف والإدارة الجهوية للفلاحة بنزرت وجمعية الكشاف التونسي وعدد من منظمات وجمعيات المجتمع المدني بمنزل جميل وبنزرت ومناطق أخرى داخل الجمهورية.
انطلقت الدورة الأولى للمهرجان الدولي للتخييم والفنون بالرمال باستقبال الضيوف الجانب والمشاركين من كامل تراب الجمهورية بتنظيم سهرة تعارف بين جميع المشاركين في يومها الأول، وفي يومها الثاني القيام بحملة تنظيف لمحيط التخييم وشاطئ الرمال ثم الافتتاح الرسمي تحت اشراف معتمد منزل جميل محمد بن جدو بحضور السلط المحلية والجهوية بولاية بنزرت والمجتمع المدني. ثم الاطلاع على المعرض الجامع للصناعات التقليدية والأدوات الحرفية للكشافة والاكلات الشعبية ومروث ولاية بنزرت، كفخار سجنان وتقديم مقروض القيروان ومستحضرات التجميل، بحضور الضيوف العرب من ليبيا والجزائر والعراق ومصر وأيضا من فرنسا.
سهرة الحلم العربي جمعت مجموعة من الفنانين العرب والتونسيين على غرار الفنان المصري عازف الاورغ مجدي الحسيني وفنان الأوبرا المصرية عندليب مصر الجديد الفنان سعيد عثمان والفنانة سلمى الجزائرية والموسيقار التونسي عبد الرحمان العيادي والفنان عدنان الشواشي والعازف سميح المحجوبي الذين أبدعوا وأطربوا جمهور المخيم الرائع بتفاعله مع فقرات السهرة الأولى المتعدة ومتنوعة الفقرات الاستعراضية.
السهرة الثانية في جزئها الأول كانت لنجوم المخيم من الطاقات الشابة ومواهب الراب والريقي والهيب هوب مع فنان الراب كافون الذي حكم مسابقة المهرجان لأفضل موهبة فنية والتي تحصل عليها الطفل يوسف، وفي جزئها الثاني كانت مراوحة فكاهية بين الفنان جلول الجلاصي والفنان مجدي الحسيني والفنان سعيد عثمان والفنانة سلمى الجزائرية التي قدمت عرضا غنائيا يعتمد على التراث الغنائي الجزائري واغاني فقيدة الساحة العربية الفنانة وردة.
الى جانب برمجته الثرية الرياضية والترفيهية والسياحية وسهرات النقاش حول الفنون والتقاليد والنطرة الاستشرافية لمستقل واعد في الأقطار العربية، قدم المهرجان ندوة علمية مهمة حول “الأرض الخضراء للجميع” بإدارة المختص في المجال البيئي الدكتور سليمان بن يوسف، بمشاركة مختصين في المجال البيئي والمدافعين عن ديمومة الطبيعة، أثروا اللقاء بتدخلاتهم ومناقشة أنجع الاستراتيجيات لحماية البيئة في إطار مقاربة دولية تركز جهودها على مجابهة المخاطر التي تهدد المناخ.
وبذلك كان المهرجان الدولي للتخييم والفنون نقطة ضوء ساطعة في سماء منطقة الرمال ومعتمدية منزل الجميل وأيضا ولاية بنزرت، ستسعى هيئة تنظيمه لبناء تقليد لمهرجان يجمع اجيالا من الشباب والمختصين في مجالات البيئة ورائدي الاعمال والفنانين من الاسرة العربية ليبلغ منتهى اشعاعه ونجاحه ولما لا يكون نموذجا للتظاهرات الواعدة بولاية بنزرت والمناطق الأخرى.
الشاذلي عرايبية