full screen background image
   الإثنين 25 نوفمبر 2024
ر

”القرش اللطيف”…مغامرة مسرحية من أعماق البحار

بفرجة بصرية واشتغال واضح على النص والأداء الحركي والسينوغرافيا المبهجة، تمكن المخرج محمد البرهومي أن يخطف أبصار جميع الحاضرين ويحملهم في ثنايا مسرحيته لخوض مغامرة جميلة في أعماق البحار، إذ خلق البرهومي الذي يخوض تجربة الإخراج لأول مرة خلق نصا بصريا على خشبة المسرح، يوازي النص الذي ألفه والمكتوب باحترافية عالية.

ومسرحية ”القرش اللطيف” عبارة عن توليفة ناجحة لنص متكامل ورؤية اخراجية واضحة، ورغم بساطة الفكرة إلا أن نص المسرحية عميق في طرحه خاصة وأنه يتناول الحكايات الشعبية وقصص عالم الحيوان التي يعشقها الطفل، إضافة إلى أنه يدعو إلى قيم نبيلة وهامة على غرار أهمية رسكلة المواد البلاستيكية وإعادتها للحياة حتى لا تتسبب في ضرر للمخلوقات البحرية.

ويحسب للمخرج الأداء السلس والمحافظة على إيقاع العمل، واشتغاله على الممثلين والأداء الحركي لكل شخصية، فضلا عن أن العرض قريب للطفل، وليس دون مستوى تفكيره وإدراكه، إذ من خلال الاهتمام بتفاصيل دقيقة استطاع أن يكسب حب الحاضرين الذين تجمهروا على خشبة المسرح بعد نهاية العرض مشيدين بقيمة هذا العمل على المستويين التربوي البيداغوجي والتوعوي.

وتلخص أحداث المسرحية التي بدأت برحلة بحرية بين صياد عجوز (مروان الميساوي) وحفيده (حامد سعيد) الذي لطالما حلم بلقاء عروس البحر الجميلة (زينب مرزوقي)، ثم ينقلب بهما القارب ليجدا نفسيهما في أعماق البحار.

ولو لا مساعدة بعض الحيوانات البحرية لهما على غرار السرطان الطيب (حسان الحناشي) والدلفينة الحكيمة (أماني كيال) والقرش اللطيف (سالم سلامة)  لكانا في عداد الموتى، فقد مكنتهما هذه الحيوانات من معدات تنفس تحت الماء قاموا بصناعتها اعتمادا على الفضلات البلاستيكية التي يلقيها الناس في البحر فتتسبب في أذى كبير للحيوانات البحرية.

تتصاعد الأحداث ويستمر الغموض بعد تعرض الحفيد الى مأزق بسبب طيشه وتسرعه، إذ يعترضه القرش الشرير (محمد فوزي البكوش) ويحاول مراودته وافتراسه اعتمادا على بعض الحيل، ليتمكن نهاية الجد بمساعدة الحيوانات البحرية من انقاذ حفيده اعتمادا على الذكاء والفطنة.

فكرة بسيطة، غير أن الفرجة البصرية التي قدمت بها قد جذبت الكبار قبل الصغار، إذ اختلطت ضحكات المسطفية مع قهقهة الكبرض الذين صفقوا بفرح لشخصيات المسرحية مع انتهاء العرض الذي احترم الذائقة والمستوى الفكري الذي وصل إليه طفل اليوم، من دون الوقوف عند مسألة الفئة العمرية الموجه لها العرض.