راسل “التيماء” الكاتب والباحث سفيان توفيق من الأردن وهذا نص الرسالة: (مساء الخير ،، أنا سفيان توفيق من الأردن ، ولكني مقيم الان في جنوب افريقيا. أعمل ككاتب وباحث في عدد من الصحف والمجلات ومراكز الدراسات. كما لي عدد من الاسهامات الأبية في مجال الرواية والقصة القصيرة والمسرحية. أتمنى منكم نشر هذه المسرحية وهي بعنوان “الليلة السابعة” وشكرا لكم) فنزلنا عند الرغبة ونشرنا مسرحية “الليلة السابعة” كما أوردها مؤلفها تعميما للفائدة
Sofianbaniamer56@gmail.com
مسرحية بعنوان: الليلة السابعة
شخصيات المسرحية :- الفتاة- الشاب- “إلى”- الرجال البيض اللون واللباس – الساقي- مهند- عامر- حمزة- يزن- الفتاة (يارا)
المشهد الأول:
المسرح فارغ، في المنتصف هنالك طاولة موضوع عليها مجموعة من الخرائط و الأوراق المفردة على الطاولة بشكل شبه كامل، وعليها أيضا أقلام وبضع قرطاسية أخرى كالفرجار والممحاة وغيرها. على حافة الطاولة وضع فنجان قهوة أبيض كبير شبه ممتلئ، والى جانبه هنالك مزهرية بيضاء فيها زهرة نرجس واحدة حمراء اللون. وخلف الطاولة كرسي متحرك . في منتصف المسرح إلى اليسار هنالك سلّم كبير ذو جناحين يشكلان عند انفراجهما زاوية حادة، وعليه من الأعلى قاعدة كرسي للجلوس عليها.
(صوت السيمفونية التاسعة لبيتهوفن يعلو تدريجيا )
يدخل أحدهم بلباس اسود اللون بالكامل حاملا بيده مجموعة أوراق وخرائط يقرأ فيها وهو يمشي باتجاه الطاولة، يجلس على الكرسي خلف الطاولة، يتناول رشفة قهوة، يضع الأوراق على الطاولة، يمسك بالفرجار والقلم، يبدأ بالرسم على الأوراق التي معه، يتناول رشفة قهوة . منهمك في عمله. يتناول رشفة قهوه. منهمك في عمله . يمسك الأوراق بيده، يضع القلم فوق أذنه، ينهض من مكانه ويصعد السلّم و يجلس على القاعدة في أعلاه، يبقى في حالة كتابة مستمرّة وحساب، يخرج من جيب قميصه آلة حاسبة صغيرة .
(تغيير الموسيقى إلى أغنية : خبطة قدم لفيروز)
هو جالس على قاعدة السلم وهو في حساب مستمر، يخرج من جيبه الثانية مترا صغيره طوله يقارب الثلاثة أمتار عند سحبه. مستغرق في عمله، صوت الموسيقى في ارتفاع، يدخل شاب وفتاة في مقتبل العمر، الشاب والفتاة شبه عراة باستثناء ملابسهم الداخلية.
(تغيير الموسيقى إلى موسيقى الفالس الروسي)
الشاب والفتاة تحت أنغام الموسيقى وهم يؤدون رقصة الفالس، دقيقة تمر، ذو الثياب السوداء اللون منهمك في عمله، يدخل ما يقارب العشرة رجال بيض اللون والثياب بالكامل، الفرح باد على وجوههم، يشاركون الشاب والفتاة فرحتهم ورقصهم. يحمل فريق منهم الفتاة على أكتافهم، والفريق الآخر يحمل الشاب على الأكتاف أيضا، الرقص مستمر تحت أنغام الموسيقى .
يتلاشى صوت الموسيقى، تنزل الفتاة عن أكتاف الرجال البيض اللون، وينزل الشاب كذلك، هم الآن مجتمعون، يتم تغيير الموسيقى إلى موسيقى مغرية لرقصة التانغو . البسمة بادية على وجه الشاب والفتاة، يرجع الرجال البيض اللون إلى الوراء في محاولة لإخلاء الساحة وفتح المجال أمام العاشقين لأداء رقصتهما الثنائية. الفتاة في استعداد للرقص والشاب كذلك، يمسك الشاب بأصابع الفتاة التي كانت قريبة من الطاولة، لكنّها وتحت تأثير حركات الرقص التي تقضي بأن تبتعد عن الراقص الآخر قليلا قبل أن تقترب منه وتلاصقه ثم تدور من تحت يده، تصطدم بالطاولة التي كانت خلفها، وتسقط المزهرية على الأرض فتنكسر وتتناثر شظاياها على الأرض، وينسكب فنجان القهوة على الطاولة وينزع الورق والخرائط الموجودة على الطاولة.
حالة دهشة وخوف شديدين من قبل الرجال البيض، الدهشة والخوف أكبر على وجه الشاب والفتاة. ذو الثياب السوداء اللون الجالس على قاعدة السلم من الأعلى في نظر وتحديق لما جرى. الصمت ساد. ينزل عن السلّم . يقترب من الطاولة، يمسك بفنجان القهوة ويضعه جانبا، يرفع الخرائط والورق المبتلّ بالقهوة. يمسك شظايا المزهرية المكسورة على الأرض ويحاول تجميعها، الفتاة في حالة قرفصاء وبكاء، الشاب محاولا تهدئة الفتاة، ذو الثياب السوداء في صمت محاولا اصلاح ما انكسر، احد الرجال البيض (وهو اكبرهم)حاول الاقتراب منه، رفع يده أن: لا. أشار كبير الرجال البيض بيده لأصدقائه أن : هيّا بنا ، فلنذهب. انسحب الرجال البيض جميعهم إلى الخارج من على يمين المسرح .
اقترب الشاب من صاحب الثياب السوداء محاولا إرضائه وجمع شظايا المزهرية، الفتاة رفعت يديها عن عينيها في حالة أمل منها لأن يتم مسامحتها على ما فعلت، حاول الشاب أن يمسك أول قطعة أمامه. رفع يده أن: لا .
رفع الشاب يده عن الشظية التي كان ينوي إمساكها، قفل راجعا إلى الفتاة، أمسك يدها وهما الآن في توجه إلى الخروج من الباب الأيمن، الباب الذي خرج منه الرجال البيض . الشاب والفتاة يمشيان ببطئ، قبل أن يصلا الباب بحوالي متر واحد فقط، سمعت ثلاث طرقات متوسطة قوة الصوت على الطاولة ، ينظر الشاب والفتاة باستعجال الى مصدر الصوت ومحدثه ، اشارة من الطارق أن : ليس من هنا ، إنزلو إلى هناك(إلى الجمهور) . حالة فزع ظاهرة من الشاب والفتاة، الشاب يحاول المشي باتجاه الطارق لإسترضائه، إشارة أخرى من الطارق أن: لا لا ، لا تحاول انزل فقط إلى هنالك.
أحد الرجال البيض يخرج من الباب الأيمن، يرمي بقطعتي ملابس للشاب والفتاة، الخجل والخوف باد على الشاب والفتاة، كبير الرجال البيض يخرج ومعه كرسيين، يحملهما وينزل بهما إلى قاعة الجمهور ليضعهما في الصف الأول، ثمّ يعود إلى المسرح ليدخل أيضا إلى الغرفة اليمين التي خرج منها للتو.
يرتدي الشاب والفتاة ما تم إلقائه إليهما من ملابس، ثم يمشيان قليلا للنزول من على الدرج باتجاه الجمهور، الفتاة في حالة تعب و إنهاك شديدين، ينزلان الدرج ، يجلسان على المقاعد التي وضعت لهما مع الجمهور في الأسفل في الصف الأمامي.
(قفل الستار )
المشهد الثاني:
يفتح الباب الذي على يمين المسرح، يخرج منه الرجل ذو الملابس ألسوداء، في فمه ضوء صغير يهديه ليمشي أمامه، يتجه نحو ستائر المسرح، يخلع المسامير التي كانت ممسكة بالستائر ثم يصعد ليزيح جناحي الستائر إلى أقصى اليمين و أقصى اليسار.
يتجه بعدها ويضيء المكان. المكان شبه خرب. يعيد ترتيب المكان بسرعة.
يتجه نحو الباب اليمين. يدخل. يخرج هو أوّلا. يتبعه أربعة شباب، شيخ كبير في السن يتكئ على عصاه، وفتاة.
يتجمهر الأربعة شباب والفتاة حوله، يصافحونه بأيديهم، ثم يعطيهم الإشارة بايمائة منه أن اذهبوا. يمشي معهم إلى الباب اليسار، يخرج منه الأربعة شباب والفتاة ويغلق الباب ورائهم . الشيخ الكبير المسن المستند على عصاه ثابت في مكانه يراقب الوضع بصمت وبدون أي حيرة أو دهشة .
يعود الى عمله بترتيب المسرح. يدخل الى الغرفة التي على اليمين. دقيقة صمت. يخرج منه وفي يده علبة رش دهان. حيرة ودهشة تتولّد تدريجيا لدى العجوز المستند على عصاه. يتوجّه نحو الباب اليسار، يرسم سهما بدايته من الباب اليسار. يكتب كلمة ” من “. يمشي بالسهم عبر الحائط باتجاه الباب اليمين. يكتب عند نهاية السهم كلمة: “إلى”.
الدهشة في تزايد لدى العجوز المستند على عصاه. حملقة . يقترب من الكلمة المرسومة على الحائط. حملقة أكبر. ينقل بصره بين الكلمة المكتوبة وبين من رسمها. في تأتأة وتهجئة للكلمة المقروئة . : إ ، إ ، إ إلى ، إلى ، إلى . ابتسامة على وجهه. يوشك على السقوط. يمنعه من السقوط. إبتسامة أعرض على وجهه. يعود المستند على عصاه إلى وقفته الأصلية. دهشة و إعجاب كبيرين على وجهه . يدخل إلى الباب اليمين ، يخرج منه قدح ماء. يشرب المستند على عصاه . يعيد الكأس إلى صاحبه. صاحبه يرفض. إيمائة بالفهم من المستند على عصاه. يمسك القدح ويشدّ عليه. يقود المستند على عصاه ليضعه في زاوية قريبة من الباب اليمين.
المستند على عصاه : “إلى” .
“إلى” : أيها الساقي . إبقى في مكانك . إقرأ ما هو مكتوب هنالك.
الساقي في تخبط
دقيقة صمت
(ينزل الستار)
المشهد الثالث:
صالون فارغ هي غرفة للمعيشة لها ثلاثة أبواب، الذي على اليسار هو الباب الخارجي المفضي إلى درج رئيسي موصل إلى الشارع، والذي على اليمين هو الباب المفضي إلى غرفة لم يدخل إليها أحد إلى الآن سوى عدد محدود من الناس، عدد قليل جدا، والباب الثالث الذي يقف في مقابل الجمهور هو الباب المفضي إلى غرفة النوم .
في غرفة المعيشة هذه التي تشكل صالة لعب الممثلين المسرحيين، هنالك كنبة طويلة تتسع لثلاثة أشخاص أو أربعة، و إلى يمينها كنبة أخرى تتسع لشخص واحد فقط، والى اليسار منها أيضا كنبة صغيرة أيضا تتسع لشخص واحد فقط .
وفي منتصف الغرفة هنالك مدفأة كهرباء كبيرة مشتعلة، وطاولة صغيرة عليها خرائط و أوراق، ومزهرية فيها زهرة نرجس حمراء اللون وفنجان قهوة أبيض اللون إلى جانبها.
وفي أقصى الغرفة على اليمين ، يقف “إلى”، وعلى يمينه في الزاوية الأخرى يقف “الساقي” مستندا على عصاه بكعب يده الأيسر، وفي يمناه مازال القدح شادّا عليه.
(تدق ساعة الحائط على الساعة الثانية صباحا، يسمع بعدها صوت مفتاح الباب الذي على اليسار يدور، ثم يدخل منها شابين اثنين وفتاة).
( قهقهة جماعية من ثلاثتهم).
– عامر (الذي فتح الباب ودخل أولا) : ادخلي بسرعة، بسرعة (قهقهة قوية).
– يزن ( يضع يده حول خصر الفتاة مطوقا ظهرها) : اشتقنا لكي، أين كنتي ؟ منذ زمن لم نرى هذا الوجه الصبوح.
(يجلس الاثنان على الأريكة المقابلة للجمهور، والفتاة تجلس في المنتصف بينهما، وقد تركوا الباب مفتوحا )
عامر : أوووه، أي جمال هذا، أي قمر يجلس الآن بيننا، ما كل هذا الجمال.
يزن : في كل يوم يمر عليها تزداد جمالا فوق جمال. سبحان الجمال…
(وشوشة خفيفة قصيرة)
( قهقهه جماعية)
(يدخل الشاب الثالث، حاملا كيسا ورقيا في يده به زجاجات خمرة، يدخل ويترك الباب ورائه مفتوحا قليلا، ثم يمشي باتجاه أصحابه، ويسأل): ماذا ؟ أوجد مهند ندماء غيرنا؟.
– يزن : لم ولن يفعلها .
(“إلى” و “الساقي” غير مرئيين)
(يمشي “إلى” من آخر الغرفة إلى أوّلها، وليس هناك أية نظرة أو التفاتة تذكر من قبلهم له، يتجه نحو الباب ويغلقه، ويقف الى جانبه بدون أي حركة).
– عامر( مخاطبا الثالث): حمزة، ماذا أحضرت؟
– حمزة: فودكا.
عامر: شو ؟.
حمزة: لأجل مهند، يعشق الفودكا، في كل قطرة منها يرى روح ماركس ويحضر طيفه له، ههه (قهقهة كبيرة).
– يزن: (ضحك) .. هذا الغبي يظن ان الولاء الماركسي في اكبر عدد كاسات فودكا يمكن ان تحتسيها.
حمزة: (يمسك بالكيس الورقي الذي جلبه معه. يخرج منه زجاجات الفودكا، ويضعها على الطاولة وبعدها يبدأ بصبها في الكاسات الأربع التي جلبها معه في الكيس): بصحتكوا.
(يمسك عامر بكأسين فودكا، واحد له والثاني للفتاة، ثم يطرق الكأسين ببعضهما البعض، وهو وهي يصرخان): بصحتك …ههه.
(قهقهه جماعية).
يزن: حبيبنا حموز (ينهض يزن من مكانه عن الكنبة الوسطى المقابلة للجمهور، ويجلس على الكنبة اليسار المقابلة للكنبة اليمين الجالس عليها حمزة، ثم يجرع كأسه) حموز، ابو الحب .
(يقرب عامر فمه من إذن الفتاة، ثم يوشوش لها بكلام يبدو مضحكا من الابتسامة التي تعتمر فم الفتاة تدريجيا، وعدوى الابتسام أيضا التي أصابت يزن الذي كان مراقبا لهما، بينما كان حمزة يقوم بنزع حذائه وهو غير منتبه عليهم.)
– عامر: تصبحوا على خير ..(ضحك خفيف مصطنع)
– حمزة: (يلتفت الى عامر وهو ممسك بحذائه): إلى أين؟ إلى اين تغادر ؟ ما زاالت السهرة في أوّلها.
– عامر: بدري من عمرك يحبيبي. (ضحك)
– يزن: ادخل بسرعة ولا تتأخر. لينلنا نصيب من هذا العسل هذه الليلة.
(يتجه “إلى” الى الباب المقابل للجمهور، ثم يقوم بفتح الباب، ويتجه الى الداخل وينير الغرفة، وبعدها يخرج ويغلق الباب وراءه).
– عامر: حبايبنا.
(قهقهه جماعية)
(يتجه عامر وهو مطوّق الفتاة التي تترنح بين ذراعيه باتجاه الغرفة المقابلة للجمهور، ويفتح الباب وتدخل الفتاة أولا ثم هو وبعدها يغلق الباب)
(يبقى يزن وحمزة في الصالون. يمشي “إلى” باتجاههم ليجلس على الكنبة الوسطى. يترع حمزه كأسه دفعة واحدة، ثم يبقي ذراعه مرميّة عن جانب الكنبة اليمين والكأس الفارغة في يده بين الثبات والسقوط، وكأنه بدأ في حالة سكره).
– يزن: بمجرد ان ينهي عامر ما بدأ به يأتي دوري. (مقاطعا حالة الصمت التي نوت ان تسود) ومن ثم أنت.
– حمزة: حا ضر (بلسان ثقيل وصعوبة ظاهرة) حاضر، (ضحك خفيف يغلب عليه السكر والتعب) دائما تضعونني في مؤخرة صفوفكم، أتمنى ان تعود الأيام الخوالي، فتراني مقاتلا بجوار الزير سالم في مقدمة جيشه لا كما هنا في المؤخرة دائما.
(يتنهد) أخطأ الغبي القائل لكل زمان دولة ورجال، أنا متأكد من أنني قد جئت في الوقت الخطأ، متأكد أن مكاني الى جانب كليب مثلا او أخيه الزير، ليعلم الجميع قدري ومقداري.
– يزن: (ابتسامة خفيفة) لديك قلب كبير يتحمّل الجميع.
– حمزة: قلبي كبير وعيوني كبار وعقلي كبير وكل شيء في جسمي كبير..(ضحك عالي جدا ومزعج).
– يزن: (ابتسامة كبرى مع ضحكة خفيفة): حبيبي، حبيبي، مكانك على رأس الجميع.
– حمزة: حبيبي يزون.
(صمت خفيف جدا)
– حمزة: من أين احضرتموها؟.
– يزن: من؟.
– حمزة: البنت، يارا.
– يزن: في أول الشارع ..كالعادة… الأوضاع لديهم اليوم شبه هادئة، أبوها و أمها يغطّان في نوم عميق الآن، وعلي أخوها في السجن، و باقي أخوتها كل منها في منزله.
– حمزة: علي في السجن؟ لماذا؟.
– يزن: وما الغريب في الأمر، السجن هو بيته الأوّل.
– حمزة: يبقى الحقير حقيرا.. لم لا يستحي على شرفه ينخمد في بيته ويصن عرضه.
– يزن: (قهقهه): ههه .. فلينخمد في بيته؟.. وليحفظ أخته؟.. و اين نذهب نحن؟. (قهقهة كبيرة).
– حمزة: ههه، فعلا، صار لدي يقين كامل أنّ بيوت الدعارة من أكبر النعم عندنا.
(حمزة يحسن وضعية جلوسه. “إلى” الجالس بجانبه يمسك يد حمزة التي فيها الكأس الفارغ، ويسحب يده باتجاه الطاولة حتى يضع حمزة الكأس على الطاولة. “إلى” ما يزال ممسكا بها، ثم يعيدها الى مكانها ويعود “إلى” الى جلسته كمراقب على الاثنين).
– يزن: فعلا بيوت الدعارة لها فضل كبير علينا.
(يقطع الحديث صوت ضرب على الباب اليسار. ينهض يزن من مكانه حتى يفتح الباب وهو يقول ): على الأغلب أنّه مهند .
(يرخي حمزة رأسه. يفتح يزن الباب. ويدخل مهند وهو مبتسم وفي فمه سيجارة. مهند يرتدي معطفا بني اللون. يبتسم في وجه يزن وهو يقول) : مساء الخير. (ثم يتجه باتجاه حمزة، الذي يمدّ يده وهو يحاول النهوض رادّا على مهند الذي قال له): مساء الخير ب مساء النور.
– حمزة (يتبع كلامه): يا صاحب الظل الطويل، يتوجب علينا ان ننهض حتى نسلّم عليك.
– مهند: (يضع يده على كتف حمزة أن لا تنهض): لا ولوه .. اجلس وابعد عنّا كلامك المعسول المتملّق، اجلس، (ينظر مهند باتجاه الزجاجة التي على الطاولة ويحملق فيها ويقول): وفودكا أيضا.
– يزن: (ساخرا): ليس من أجلك، بل من أجل جدّك ماركس.
– مهند: فلأذهب انا وماركس الى الجحيم…ههه.
( قهقهه جماعية )
(يتوجه “إلى” من مكانه ليغلق الباب الخارجي الذي تركه يزن مفتوحا، ثمّ يعود ليقف الى جوار الثلاثة. يسكب مهند لنفسه كأس فودكا، يجرعه دفعة واحدة. يصب مهند كأسه مرة ثانية، ويضع الكأس بعد رشفة خفيفة منه على الطاولة، ثم يقوم بخلع معطفه سائلا): أين عامر إذن؟
– يزن: (والكأس على فمه): عامر، انه يسبح الآن في بحور العسل .
(مهند يضحك بصوت عال)
– حمزة: العسل (بأسلوب غنائي)العسل..العسل(قهقهه جماعية).
– يزن: (مخاطبا مهند) لماذا تأخرت؟ هل حصل شيء؟.
– مهند (وهو يشعل سيجارته): لا لا، كنت اقرأ في كتاب اشتريته البارحة، وانتظرت حتى انهيته بالكامل.
– حمزة: ولمن هذا الكتاب هذه المرة، لينين ام ستالين ام تروتسكي؟.
– مهند: هههه، لا هذا ولا ذاك ( ابتسامة عريضة )، لريتشارد دوكنز.
– حمزة: مممم، ريتشارد دوكنز، أبو الأحياء الحديثة.
– مهند: (بوضع جدّي): الأحياء الحديثة،، مممم، وهل هنالك أحياء قديمة.
– حمزة: لا اعلم، لكني أحببت هذه التسمية السريعة،، وما عنوان الكتاب (سكتة خفيفة ) صانع الساعات الأعمى؟.
– مهند: لا، وهم الإله …( سكته خفيفة ) اعتقد انك قرأت له بشكل جيد؟
– يزن (مقاطعا): انت لا تعلم عن حجم ذكاء حمزة،، لكنه منغمس دائما في مجالس شربه لا يغادرها، هههه (يضحك حمزة ويزن فقط).
– حمزة: لست بالذكي كما تقول، لكن هذا الكاتب اعجبتني غطرسته فقرأت له لأعرف على ماذا يستند في هذه الغطرسة.
– مهند: (بجد و حزم بعدما اقترب من حمزة): وما رأيك فيه؟.
– حمزة: كاتب جميل.
– مهند: هل تعتقد انه سيحمل راية تكسير كل صنم موجود ؟. يقضي على الإله؟
– حمزة: مممم، ربما (بإسلوب تعجب) لكن بواسطة ريتشارد دوكنز!! (سكته خفيفة) حتى وان كان مطرقة فهو من اضعف المطارق أمام غيره ممن سبقه وممن سيخلفه.
– مهند: (وقد نهض) لكن تأثيره ممتد الى المشرق الآن، عبقري لا شك فيه.
– حمزة: اتفق معك بذكائه و إن شئت بعبقريته..لكن هناك عشرات العباقرة غيره ممن قال بالإله وبأدلة علمية أيضا…أقصد لا يكفي أن يقول دوكنز مثلا او غيره ان الإله غير موجود حتى تكون تلكم هي الحقيقة.
– مهند (وبعصبية كبيرة): لقد مات الإله، العلم والفلسفة أثبتا ذلك( يمسك “إلى” زجاجة الفودكا ويسكب لمهند في كأسه ثم يربت على كتفه حتى يسترخي مهند ويهدأ تدريجيا).
– حمزة: العلم اثبت ذلك أو لم يفعل، وكذلك الفلسفة فعلت أم لم تفعل، حتى الإله نفسه إن نزل وصرخ اني لست موجودا باعتراف منه سيبقى الناس يعبدونه، حتى ان نزل المسيح او غيره وقالوا للناس كنا نمزح معكم، هذه مزحة خفيفة منّا ولم تصل الى درجة الكذب، فسيقول الناس: هذه ايضا مزحة منكم، ولن يقتنعوا وسوف يبقى الإله مسيطرا على القلوب قبل العقول.
– مهند: لا لا، عندما يتكلم العقل يجب على القلب أن يخرس.
– حمزة: انا احترم عقلي، واشعر بضعف أحكام القلب وقراراته، ولكن عقلي يوصيني دائما أن احترم أحكام قلبي وتوجهاته، حتى و إن لم آخذ بها. (سكتة خفيفة جدا) إلاّ ان تكون كشيخ المعرة.
– مهند: ابو العلاء المعري؟. (استفهام استنكاري).
– حمزة: نعم، فذلك قلبه عقل وعقله قلب، وانه لمن الغامضين ..ههه.
(ضحكة جماعية خفيفة)
– مهند: بلا شك أنّه جميل، ولكن لا مناط من استعمال العقل، العقل هو الأساس والعقل بعلمه وفلسفته وحركته أثبت أن لا إله …
– يزن: (مقاطعا ) لا تشد من عزمك كثيرا، فرماحك مكسورة…
– حمزة: ههه (ضحكة )…آه ، بلا رماح هو أصلا.
– مهند (مقاطعا): لا أشدّ على نفسي إلاّ لما أنا اهل له وبما يتوجب علي فعله… لكني أستغرب حقا من رغم الثقافة التي تمتلكها لمكنك الى الان تسير على اوهام غريبة.
– حمزة: بالبداية ( وقد عدل من جلسته ) أنا لست مثقفا، حتى أنني أكره لفظة مثقف، أنا قارئ جيد، فقط قارئ ولست مثقفا.
– مهند: ولماذا؟.
– حمزة: لن أبقى رهين لفظة حقيرة محصورا فيها، المثقف هو مكرّر فقط لما قرأ..واغلب، إن لم يكن كل مثقفي العرب هم ببغاوات.
– مهند ( ووجهه محمر وخجلان ): صحيح، صحيح ..لكن ليس الجميع هكذا.
– حمزة : تقريبا، انا أبالغ كثيرا.
– مهند: بغضّ النظر، المهم أنّه قرأ، وهو على استعداد لأن يقف على عتبة الحقيقة.
– حمزة: أية حقيقة (ضحكة خفيفة).
– مهند: حقيقة الوجود، حقيقة كل شيء.
– حمزة: إن ما نحياه هو الحقيقة، لا تضيع وقتك بالبحث عن الحقيقة وانت تعيش في كنفها…عشها أفضل لك من البحث عنها لأنك لن تقف عليها ما دمت فيها.
– مهند: لا..لقد وجدتها.
– يزن: ( كمتدخّل متطفّل): وما هي الحقيقة التي وجدتها؟.
– مهند: ما قاله نيتشه: لقد مات الإله ونحن من قتلناه، العلم قضى على فكرة وجود الإله.
– حمزة: وكيف قضى عليها، مع اني أنا واينشتين وغيرنا كثير وصلنا للإله عن طريق العلم.
– مهند: هههه (قهقهه كبيرة ) أنا واينشتاين…صديقي..العلم بالكامل اثبت فشل فكرة وجود خالق خلق الكون من العدم في زمان ومكان محدّدين.
– حمزة: و كيف ذلك؟.
يمشي “إلى”متوجها الى الباب الذي على يمين المسرح. يفتح الباب ويدخل الى داخل الغرفة ، ويعود حاملا بيده عدة رسومات و لوحات مكتوب عليها معادلات فيزيائية مهمّة وصور اشخاص . يبدأ “إلى” بتعليق اللوحات على الجدار من أوله من جهة الباب اليسار بشكل هلال على الحائط بأكمله حتى يصل بلوحاته الى الباب اليمين.
– مهند: نعم، اينشتاين ابو النسبيتين العامة والخاصة (مهند منغمسا في حديثه، ثم يقوم على اللوحات التي يقوم “إلى” بتعليقها على الحائط. يبدأ مهند بشرح المعادلات التي على اللوحات) هذا اينشتاين، (يؤشر على صورة اينشتاين الموضوعة على الحائط ) عبقري الزمان، في نسبيته الشهيرة وقوانينه التي أتى بها، مثلا قانون (ينتقل مهند الى اللوحة التالية) قانون: E=MC^2 ، قانون الطاقة. اليس بالدليل على ما أقول.
مهند: يتحرك خطوة إلى الأمام . ينظر إلى اللوحة بحب. يتكلم: لم يعد الإنسان بحاجة إلى الإله حتى يفسر الكون، الكون نفسه لم يعد بحاجة الى إله يكون واجدا له. ينظر الى حمزة. يؤشر بيده على اللوحة.
حمزة: إيماءة بالفهم بهزّ رأسه.
مهند: ستيفن هوكنغ، عبقري العلم الجديد.
حمزة: نعم، ايضا هو من قال: أعظم عدو للمعرفة ليس الجهل، و إنما هو وهم المعرفة.
يمشي مهند خطوة إلى الأمام. دهشة. حيرة. إعجاب. صمت خفيف.
حمزة: (مقاطعا الدهشة والصمت الخفيف) نيتشة، فيلسوف العصر وسوبرمانهم.
مهند: نعم نعم، انه كذلك. قالها هو نفسه ان العالم لن يفهمه إلاّ بعد مرور أكثر من مائة سنة على ذلك، وها نحن أكثر من ذلك بكثير ولا أحد يفهمه. تحية له.
حمزة: نعم، تحية و ألف تحية.
مهند: يمشي خطوة إلى الأمام. يقف أمام اللوحة التالية. يؤشر بيده: دارون، الأب الحقيقي للتطور. ههه، أرجعنا بنظريته الى القرود، هه
(قهقهه جماعية)
مهند: يمشي خطوة الى الأمام، يمسك باللوحة. ينطق: غاليليو، حبيبي، إنّها تدور، فعلا أنها تدور.
مهند: خطوة إلى الامام. يمسك بلسان صاحب اللوحة: برونو، جوردان برونو (يقولها بتقطيع ) قطعوه لك، الأوغاد. يتقدّم ويقبّل رأس برونو .
مهند: خطوة إلى الأمام، وقفة بسيطة. ينطق: شوبنهور، ههه، إرادتك أين يا حبيبي .
مهند : يمشي خطوة إلى الأمام : وقفة بسيطة . ينطق: ساغان، كارل ساغان.
يسرع في خطاه وهو يؤشر بيده وبعينيه على اللوحات قائلا: ارسطو، عمانويل كانت، سقراط، افلاطون، افلوطين، اوغسطين، توماس هكسلي، ….
(يعود مهند الى جلسته على الكنبة الوسطى)
(نظرة خفيفة بين مهند ويزن وابتسامات خفيفة بينهما)
– مهند: ( مبتسما) أما زلت على عنادك بأنّ الإله موجود.
– “إلى”: يقوم بنزع اللوحات عن الجدار بالكامل، ثم يحمل اللوحات ويتوجه بها ليضعها في داخل الغرفة اليمنى ثم يعود ليقف منتصبا بين حمزة ومهند وهما يكملان حديثهما.
– يزن: ماذا؟ (يقطع الصمت الذي ساد بابتسامة منه وتأشيرة بيده بخفة على حمزة الذي ما يزال جالسا بوضع هستيري على المقعد): ما رأيك ؟ أجب ؟.
– حمزة: (ضحكة خفيفة): رأيي ان ننظر في حال عامر، طال مكوثه ولهوه..هه
(يضحك مهند ويزن)
يتجه “إلى” الى الغرفة المقابلة للجمهور، ويفتح الباب ويدخل ويغلق الباب ورائه، ثم يخرج بعدها بفترة قصيرة جدا، ويغلق الباب ورائه أيضا .. يتجه “إلى” صوب حمزة، ويضع فمه عند أذنه ويبدأ بالتمتمة، ولا يعيره حمزة أي اهتمام، سوى ان تتغير ملامحه بشكل خفيف بعد أن يرفع “إلى” فمه عن أذنه.
– حمزة: انهض ودقّ الباب(مخاطبا يزن).
– يزن: أخاف ان نحرجه أمامها.
– حمزة: لا لا .. سيسعد بذلك لأننا تفقّدنا أموره.
– مهند: كم من الوقت له في الداخل؟
– يزن: (ناظرا الى الساعة التي على الحائط): نصف ساعة ويزيد.
– مهند: ههه، ينوي هذا الغبي ان لا ينهي حربه الليله.
– حمزة: ههه ،،، يعيش لأجل عضوه الذكري.
(ضحك جماعي )
– يزن: (بصوت عال ): عامر، عامر، أأنت بخير؟
(صمت خفيف )
– مهند: ليس هنالك من إجابة.
– حمزة: من المحتمل انه فقد وعيه من شدة نشوته ههه(ضحك كبير).
– مهند: ههه، إنّه زيرنا.
– حمزة: بينما يغرق هوه في العسل نندب حظنا.
– يزن: الانتظار له لذة جيدة ايضا، ستذوق العسل يا حبيبي ، اعدك أنك ستذوق طعمه هذه الليلة. ههه.
– حمزة: انهض اذن واخبط الباب فلنرى.
– يزن: جد؟.
– حمزة: نعم.. نحن اربعة اشخاص، وكل منّا يحتاج لنصف ساعة او اكثر، يعني اكثر من ساعتين من الان، و ينبغي علينا ان نعيد الفتاة الى اهلها في وقت مبكر وألاّ نتأخر، ذلك أضمن لنا وأأمن.
– مهند: من هذه الفتاة؟.
– يزن: أخت علي.
– حمزة: اصبحت الان أخت علي، الصقتها بعلي الآن، لماذا لم تقل يارا؟.
– يزن: (ينهض متوجها الى الباب . يطرق الباب 3 طرقات وهو ينادي بصوت مرح مليء بالضحكات): عامر، عامر.
(يتجه “إلى” الى الباب المقابل للجمهور، ثم يفتح الباب ويدخل ويغلقه وراءه، وبعدها يعود الى مقعده).
– حمزة: عامر،هه، على عادته، لا تكفيه ولا عشر ساعات في لهوه مع النساء.
– مهند: الوقت المتوقع لانهاء العملية هو احدى عشر دقيقة فقط، هع.
– حمزة: فعلا، دقيقة واحدة وتخلع ملابسك، وأخرى لتلبسهنّ، والتسعة الباقيات هنّ ما يحتاجه المرء لغزوه وعودته بالغنائم.
(يخرج “إلى” من الغرفة، ويغلق الباب ورائه، ثم يتجه الى حمزة ويوشوش في أذنه مرة أخرى).
حمزة: عامر، عامر.
(يخرج عامر من الغرفة ويغلق الباب ورائه، والحزن باد عليه)
يزن :ما بك؟ ماذا حصل؟ (ينهض الى عامر الذي يمشي بخطى بطيئة حزينة ويمسك بيده).
– عامر: لا شيء.
– حمزة: (وقد عدل من جلسته) ماذا هنالك؟ (مخاطبا عامر).
– عامر: ( بصوت غاضب) لا شيء، لا شيء. (بصياح).
– مهند: (بسخرية): طيب، جاء دوري، اراكم بعد قليل.(ابتسامة خبيثة)
– حمزة: لا، لا يدخلنّ أحد حتى نعرف ماذا جرى معه.
– عامر: يمنع الدخول لأي كان الى الغرفة.
– يزن: قبل ان تهمّ بمنعنا اخبرنا بما حصل؟
– عامر: فليجلس الجميع (موجها الكلام الى يزن) وصبّ لي كأسا.
(ينهض يزن ليصب كأسا لعامر)
– حمزة: ارتح قليلا، ثم قل لنا ماذا حصل.
– عامر: لا شيء ( وقد أخذ الكأس من يزن)، لكن وببساطة، البنت حامل.
– يزن: ماذا ؟ (دهشة مع عصبية).
– عامر: البنت حامل…أعلمتني الآن بحملها.
– يزن: حامل ..هه، و من من ؟.
– عامر: ممن يعني، حامل منّا.
– يزن: اعلم انها حامل منّا، ولكن من اي واحد فينا بالضبط؟.
– عامر: لا اعلم، كل ما اعلمه أنها حامل.
– يزن: المهم انها حامل، والله!!، هه (قهقهه)، ظننتك ستسكب لنا كؤوسا من فرحتك بخبر حملها.
– حمزة: اهدأ قليلا (مؤشرا بيده على يزن). ومن أخبرك بحملها؟ (موجها الخطاب الى عامر).
– عامر: هي من اخبرتني للتو.
– حمزة: وفي أي شهر هي الآن؟.
– عامر: في شهرها الرابع.
– حمزة: ولماذا لم تخبرنا من البداية.
– عامر: كانت خائفة.
– حمزة: خائفة من ماذا؟
– عامر: خافت على نفسها منّا ومن كل من حولها.
– حمزة: طيب طيب ، الم تخبرك من والد الطفل؟.
– عامر: لا.
– حمزة: المهم اني أنا لست من لائحة احتمالاتها.
– مهند: ولم تستبعد نفسك عن قائمة الشبهات، لا تنسى اننا نحن الاربعة كنّا دائما مع بعضنا البعض.
– حمزة: لا، طبعا لا، يستحيل ان اخطئ هكذا خطئ.
– مهند: يا حبيبي، كلنا اجرينا بالفلقة سوا.
– حمزة: طيب طيب ، والحل الآن؟.
– مهند: الحل في ان تجهض الولد مباشرة.
– حمزة: لكن جنينها روح.
– مهند: اذا ابقينا على هذه الروح الصغيرة سنخسر ارواحنا جميعا.
– حمزة: لم ذلك؟ والد الطفل يتزوجها.
– مهند: كفّ عن المزاح
– حمزة: هذا ليس بمزاح.
– مهند: حتى وان ثبت ان الطفل لي، فلن اتزوجها.
– حمزة: ولم لا؟.
– يزن: كيف يتزوج من فتاة نمنا نحن الأربعة معها.
(مهند يضحك بقوة)
– حمزة: ما الحل إذن؟.
– يزن: مثلما قال مهند، تجهض طفلها.
– حمزة: لكنه يبقى روحا، يبقى عصفورا صغيرا.
– مهند: خياران لا ثالث لهما، الاول اما ان نقتل الولد لوحده، والاخر وهو ان تشاركه امه موته.
– حمزة: ماذا تقول ؟ (وقد نهض من مكانه).
(عامر ينزل يديه عن عينيه ويتطلّع الى مهند)
– مهند: هذا ما لدي، وهذا ما يتوجب علينا فعله، إمّا أن يقتل الولد لوحده واما ان تشاركه أمه موته.
– حمزة: طبعا لا، لا هذه ولا تلك.
– يزن: حمزة، اهدأ، دعنا نرى ما يرضينا ويرضي الفتاة، من الممكن ان توافق على اجراء عملية اجهاض، وفي ذلكم راحة لنا ولها.
– حمزة: لكنك تعلم ان ما ننوي فعله خطأ مبني على خطأ… ما رأيك عامر؟.
– عامر: طبعا غلط …طبعا غلط ..لكن في قدوم هذا الولد الى هكذا حياة حقيرة ظلم والف ظلم له.
– حمزة: لم أفهم ما تنوي قوله.
– عامر: هذا الولد ان جاء، من ابوه؟، اربعة اصحاب، اربع كلاب قد ناموا مع أمه، اليس هذا بأكبر خطأ ؟(يبدأ بالتأشير بيديه بتخبط )، ان حدث وجاء، سيموت الف مرة في اليوم (سكتة خفيفة) دعه يمت مرة واحدة فذلك افضل لحاله، واشرف.
– مهند: (ممتعضا من اسلوب وتفسير عامر) قتله أفضل حل.
– عامر: (مخاطبا حمزة) انا والله أنني غير راض عن قتله.
– يزن: طيب، فلنرى رأي البنت، من الممكن ان ترفض ان تجهظ ابنها.
– مهند: ليس لها من القرار في شيء.
– عامر: اهدأ (مخاطبا مهند )، فليدخل احدكم اليها ليسألها.
– يزن: من؟
– مهند: (بسخرية): حمزة، قم انت، أنت أهل لإقناعها.
– حمزة: حمزة (مكررا).. حمزة سيسألها عن رأيها.. حاضر، سأسألها
(ينوي حمزة النهوض، يتوجه “إلى” ويمسك بيد حمزة ويعينه على النهوض، ثم يمشي معه الى باب الغرفة. يطرق حمزة الباب مرتين ثم يدخل، يبقى “إلى” خارجا ويغلق الباب ثم يعود الى مكانه واقفا بين الجميع).
– مهند: (يجلس مقابل عامر) اسمع (مخاطبا عامر) اذا لم ترضى فلتعلم أنت وهي ان الحل الآخر هو في قتلهما معا، انت تعلم ان الأمر اذا فضح ماذا سيحصل، وان علم اخوتها ماذا سيكون ردة فعلهم، ولا تنسى توابع الأمر من سجن وشرطة.
– عامر: (واضعا رأسه بين يديه): لكن، لكن والله، تبقى روحا يحرم قتلها.
– مهند: تجاهل سخافة تفكيرك وطيبة قلبك، وان كانت روحي على المحك ترخص كل الأرواح لأجلها.
– يزن: (مقاطعا) طيب، دعنا نفكر قليلا، دعنا نرى عن ماذا ستثمر جهود حمزة.
– مهند: اعرف ماذا سيحصل، سيعجز عن اقناعها. حتى وان فعل فسنعجز عن ايجاد من يرضى ان يقوم بهذه العملية.
– يزن: ماذا يعني ذلك؟.
– مهند: ببساطة، ننهي حياتها، وبسرعة.
(يتجه “إلى” إلى الغرفة المقابلة للجمهور. يفتح الباب ويدخل).
(دقيقة صمت)
(يخرج “إلى”من الغرفة، ويترك الباب مفتوحا، الغرفة ظلام من الداخل).
– يزن: لم تخبرنا برأيك؟ (مخاطبا عامر).
– عامر: في ماذا ؟ (ما يزال واضعا رأسه بين يديه).
– يزن: في ما قاله مهند.
– عامر: لا اعلم (يضع رأسه في يديه ثم يخرجه بسرعة) والله لا أعلم.
– مهند: (والبسمة بادية على وجه)نصحتكم من قبل.
(يخرج حمزة من الغرفة ويغلق الباب ورائه)
– يزن: ماذا حصل؟.
– حمزة: لا شيء، لا يعقل أن تهم أي أمّ في الدنيا على قتل ابنها.
– مهند: هههه (ضحك مستفّز)…أيّ أمّ … تقصد أي عاهرة.
– حمزة: حسّن من ألفاظك..جميعنا يعلم انها ليست إلاّ ضحية.
– مهند: (مقاطعا، ضاحكا): ههه…ضحية، ضحية لمن؟.
– حمزة: ضحية (بجد لمجرمين أمثالنا.
– عامر: (مقاطعا الجميع، مخاطبا حمزة)والحل؟.
حمزة: ببساطة لا أعلم عنكم ماذا انتم فاعلين، فكّروا في حل.
– مهند: (بقوة): الخلاص قتلها، سيكبر بطنها غدا، وبعد غد ستنفضح الأمور، وكلكم يعلم ما حكم ذلك في القانون، السجن لخمسة عشرة عاما او حتى إعدام.
– يزن: لماذا؟.
– مهند: ههه…و لماذا؟.
– حمزة: (بتحسّر، وشعور بالذنب): الإعتداء على فتاة قاصر.
– مهند: (واضعا يده على كتف عامر): الحل عندك، اخبرتكم ببساطة ماذا تفعلون.
ينهض “إلى” ويمسك بزجاجة الخمرة الموضوعة على الطاولة ثم يسكب في الكاسات الاربع ، ثم يعطي لكل واحد منهم كأسه، وبعدها يتجه الى الغرفة التي على يمين المسرح ويخرج منها كأسان آخران، ويعود إلى منتصف الغرفة حيث يسكب الخمرة في الكأسان، ويعطي واحدا للساقي، والكأس الاخرى يشربها هو دفعة وحدة ، ثم يأخذ “إلى” الكأس من يد الساقي بعد ان شربها ويقف منتصبا وراء حمزة مراقبا المشهد.
– مهند: يخرج مهند من وراء ظهرة سكينا حادة، ويعطيها لعامر واضعا إياها أمامه على الطاولة.
– مهند: هنا يكمن الحل(مؤشرا على السكين) الحل هنا.
– إلى: يمسك بالكأسين و يضرب بهما الحائط بقوة ليصدر صوت كبير جدا.
(دقيقة صمت)
ينطلق يزن ومهند وحمزة بعدها بهدوء وصمت كل منهم في إتجاه معين من الغرفة، ويبقى عامر جالسا لوحده على الكنبة، يقف كل من حمزة ويزن ومهند كل منهم في زاوية من الغرفة، ويتم التعتيم عليهم، بحيث يبقى الضوء مسلطا على عامر لوحده و “إلى”.
(دقيقة صمت)
(يمسك عامر بالسكين ، يتوجه “إلى” إليه و يحاول نزع السكين. يأبى عامر إفلات السكين)
(دقيقة صمت)
إلى، الساقي، عامر: يتحرك “إلى” باتجاه الساقي . يمسك “إلى” بيد الساقي، ويمشي به بشكل بطيء باتجاه عامر، الذي ما يلبث ان يقوم من مكانه باتجاه الرجل الساقي، ثم يبدأ عامر بالتوسل له والجلوس عند قدميه مترجيّا وهنا يبدأ الرجل الساقي بالربت على كتفي عامر ومداعبة شعره، لكن مهند يظهر من العتمة وفي يده شعلة من نار. يقترب مهند من الساقي الذي ما يلبث ان يترك عامر ويستعيد وقفته ثم يبدأ بالتراجع الى الوراء ببطء، وهنا يبدأ عامر بالنظر ببطء متنقلا ببصره بين مهند والساقي.
يبقى مهند حاملا المشعل في وجه الساقي حتى يعود الى مكانه الذي كان واقفا فيه منذ البداية في الزاوية، يعود الساقي إلى وقفته الأصلية التي كان عليها منذ البداية متكأ فيها على عصاه بلا اي حركة.
يعود مهند بعدما رأى الساقي قد عاد الى وقفته الأولى، يعودالى عامر، وينهضه ويجلسه في مكانه، ثم يصبّ له كأس فودكا. بعدها يمسك مهند بالسكين ويضعها في يد عامر. ثم يعود الى مكانه الذي جاء منه في الزاوية، وقد اطفأ الشعلة وتم التعتيم عليه.
– إلى: يقوم بمحاولة نزع السكين من يد عامر، لكن عامر يأبى إفلاتها.
(دقيقة صمت)
يتجه “إلى” الى الغرفة ويخرج منها كتب مقدسة كثيرة، ويحملها باتجاه عامر، ويضعها على الطاولة، ينظر اليها عامر ويسحب يده عن السكين، ثم يمسك بأحد الكتب ويفتحه ويقرأ فيه، تسيل دموع عامر، ويرخي رأسه بعدها على الكنبة الى الوراء ويأخذ شبه قيلولة.
– مهند: يتجه مهند الى عامر، ليوقظه من قيلولته، يمسك مهند برأس عامر ويأخذ الكتاب الذي بين يديه والكتب التي على الطاولة، ثم يذهب حاملا اياها الى الباب الخارجي على اليسار، ليلقي بها خارجا ثم يعود أدراجه ويأخذ السكين التي على الطاولة ويضعها في يد عامر، وينسحب الى الزاوية ويتم التعتيم عليه بعدها.
يمسك “إلى” بيد عامر ويحاول سحب السكين من يده. عامر يرفض افلاتها.
(دقيقة صمت)
– إلى، يارا، عامر، مهند: يتجه “إلى” إلى الغرفة التي على الباب اليمين، ويخرج منها الفتاة يارا. ويضعها في مقابل عامر على الكنبة، تقوم الفتاة بالبكاء أمام قدمي عامر، والترجي له بأن لا يقتلها، وهنا يترك عامر السكين تدريجيا و يبدأ بالبكاء معها ومداعبة شعرها، ثم يقبلها على رأسها، وهي تقوم بمحاولة إغراءه وفك أزرار قميصه، فتبدأ مع عامر عملية الانتشاء، ويرخي رأسه الى الوراء، بينما الفتاة تقوم بخلع أزرار القميص، لكن مهند يخرج من العتمة ويمسك بشعر الفتاة ويجرها على الأرض، وعامر ينظر بدهشة اليه، لكن مهند يستمر بضرب الفتاة حتى تجحظ عينا عامر وتبدو الكراهية في وجهه، ثم يسحب مهند الفتاة ويلقي بها في الخارج، ويطلق عليها النار.
يعود مهند الى عامر ويضع السكين في يده. يعود مهند الى مكانه ويتم التعتيم عليه.
إلى: يحاول سحب السكين من يد عامر لكن عامر يأبى إفلات السكين.
(دقيقة صمت)
– إلى، الطفل، عامر: يتوجه “إلى” الى الغرفة التي على اليمين، ويخرج منها طفلا صغيرا يحمله في حضنه، ثم يتجه وهو حاملا إياه باتجاه عامر. عامر ممسكا بالسكين وناظرا اليها، عامر يتوقف عن اللعب بالسكين. لحظة صمت ودهشة وذهول من عامر. ينظر عامر الى الطفل الذي بين يدي “إلى”، وينهض بعدها ليمسك الطفل ويحمله حاضنا، ثم يبدأ بملاعبة الطفل الصغير.
– مهند، عامر، الطفل: يخرج مهند من الظلام ليمسك الطفل من بين يدي عامر، ثم يضرب الطفل على وجهه. لحظة دهشة كبيرة من عامر وذهول. يبكي الطفل، يشعر عامر بالإزدراء والحزن والكراهية من صوت بكاء الطفل، ثم يعود الى الجلوس على الكنبة. يأخذ مهند الطفل ويفتح الباب الذي على اليسار ويلقي الطفل في الخارج.
يعود مهند ليضع السكين في يد عامر، وينسحب بعدها الى الزاوية.
يحاول “إلى” نزع السكين، لكن عامر لا يقبل إفلاتها.
(دقيقة صمت)
– إلى، العجوزان، عامر: يتجه إلى الباب الذي على يمين الغرفة، ويخرج منه رجلا كبيرا وامرأة كبيرة طاعنة في السن، الرجل العجوز يمشي على عكاز يساعده “إلى”، ويساعد كذلك المرأة العجوز. يجلسهما عند قدمي عامر، ثم يبدآن بالتوسّل له والترجي. يترك عامر السكين ثم يبدأ بتقبيل أيدي و أرجل العجوزان. تمضي دقائق يتحول بعدها الحزن الى حديث مسلّ ومضحك، يضحك الجميع منه، بعدها ينهض عامر أولا على قدميه ، ثم يساعد العجوزان على النهوض. يبدأ بمساعدتهما على المشي باتجاه الباب الذي على اليمين. يفتح “إلى” باب الغرفة اليمين الذي دخلا منه، ويساعد عامر العجوزان حتى يدخلا الى الغرفة التي فتح “إلى” بابها.
– مهند، الشاب، العجوزان: يظهر مهند من الخفاء وقد جلب معه شابا مكبّلا بالقيود ( الكلبشات )من يديه، يلتفت الجميع الى الشاب المكبل من يديه، وتكون المسافة الفاصلة بين العجوزان والباب الذي على اليمين حولي نصف متر فقط.
تبدو علامات الضيق والعصبية على الشاب المكبّل. يقوم بالشدّ على نفسه حتى يكسر القيود التي في يديه، ثم ينطلق مهاجما عامر. يمسك بعامر ويلقي به على الارض، ويبدأ بضربه. يخرج مهند مسدسا من جيبه ويقتل به الشاب، ثم يزيحه من فوق عامر، وبعدها يأخذ بيدي العجوزان ويقودهما راميا اياهما من الباب الذي على اليسار، وبعدها يعود الى الشاب المقتول ويأخذ به ساحبا اياه من قدميه راميا به من الباب الذي على اليسار ايضا.
– مهند، عامر: يعود مهند إلى عامر. يسكب له كأس فودكا يترعها عامر دفعة واحدة. يمسك مهند بالسكين ويضعها في يد عامر. يعود مهند بعدها إلى زاويته في الظلام.
– إلى: يحاول نزع السكين من يد عامر. عامر يأبى إفلات السكين.
(دقيقة صمت)
– إلى، ستة رجال شرطة، عامر: يتجه “إلى” باتجاه الباب الذي على اليمين، ويخرج منه 6 رجال شرطة بملابسهم العسكرية، وبيدهم 3 كلبشات، وكل منهم بيده مسدس، وواحد منهم بيده حبل هو حبل الإعدام.
ثلاثة رجال شرطة يقفون أمام عامر. والثلاثة الآخرون يتوزعون في أرجاء الغرفة. واحد عند الباب اليسار. والثاني عند الباب المقابل للجمهور . والثالث عند الباب اليمين.
ينظر عامر الى الثلاثة رجال شرطة المقابلين له. يلتفت ناظرا الى رجال الشرطة الآخرين. يترك عامر السكين تدريجيا والخوف عليه ظاهر. ينهض عامر من مكانه واقفا. يقوم رجلا الشرطة بوضع الكلبشات في يدي عامر، ويسوقونه الى أمامهم. يقوم الثالث بوضع حبل المشنقة على رقبة عامر في منتصف المسرح. يتم البدء بتنفيذ حكم الاعدام.
– مهند، رجال الشرطة، عامر: يخرج مهند من الظلام ممسكا بيده مسدسا، ثم يطلق النار على رجال الشرطة الستة ويلقي بهم قتلى على الأرض، يفك الحبل عن رقبة عامر، ثم يعود به الى الكنبة ليجلس عليها. يسحب مهند جثث رجال الشرطة من مكانهم على الأرض ويلقي بهم في الخارج من الباب على اليسار، ثم يعود الى عامر ويسكب له كأس فودكا يجرعها عامر دفعة واحدة، ثم يضع السكين في يده ويعود هو الى زاويته ،ويتم التعتيم عليه.
يحاول “إلى” نزع السكين من يد عامر، لكنّ عامر ممسك بها ولا يقبل إفلاتها .
(دقيقة صمت)
– إلى، عامر: يتحرّك “إلى” بعصبية كبيرة دائرا في أرجاء الغرفة، من اليمين الى اليسار، ثم حول الغرفة، يجلس في مقابل عامر على الكنبة، ثم يقوم باتجاه الباب الذي في مقابل الجمهور ويفتح الباب ويدخل الى الداخل ثم يخرج منه ويغلقه وراءه. يعود ليتمشى متخبطا في أرجاء الصالون، بعدها يتجه الى الزاوية التي فيها حمزة، ويأخذ بيد حمزة ويوقفه أمام عامر.
– حمزة: شو، هل أخذت قرارك؟.
– عامر: حمزة، ما رأيك أنت؟.
– حمزة: انت تعلم ماذا ستكون إجابتي.
– عامر: لا؟.
– حمزة: طبعا لا.
– عامر: طيّب، وماذا بعد؟ تكون عاقبتنا السجن جميعا؟ او إعدام؟.
حمزة: هذا هو عقابنا العادل، وهو ما نستحقه، عقاب قاسي، قاسي جدا ولكنه يتناسب مع حجم خطأنا، وهو ما يوجب علينا ان نتحمل.
يخرج مهند من العتمة، ثم يمسك بيد حمزة ويعيده الى مكانه، ثم يعود بدوره الى موقعه.
– إلى، حمزة، مهند: يتحرك “إلى” ويقوم بإعادة حمزة الى موقعه في مقابل عامر. يلتفت مهند قبل ان يصل الى موقعه صوب حمزة الذي أعاده “إلى” إليه.
– مهند، حمزة، إلى: يعود مهند ليعيد حمزة الى مكانه، يمسك مهند بيد حمزة اليسرى ويحاول إعادته وجرّه، لكنّ “إلى” ممسك بيد حمزة اليمنى.
– مهند، حمزة: يحاول مهند جرّ حمزة ولكن قوته ضعيفة جدا أمام قوة “إلى”.
مهند: يذهب مهند صوب الباب اليسار، ويفتحه ويخرج منه مبقيا إياه مفتوحا، ثم يعود وبيده مسدس مصوّبا إياه باتجاه حمزة.
– حمزة: ما بك؟ (مخاطبا مهند).
– عامر: (وقد نهض من قعدته وهو ينظر بدهشة صوب مهند): ما بك؟ مهند ؟ ما الذي يحصل؟.
– مهند: لا شيئ.
يرفع مهند رأس المسدس صوب حمزة، ويطلق عليه الرصاص من بعيد.
يسقط حمزة على الأرض.
يتحرك عامر بسرعة صوب حمزة ليساعده.
– عامر: حمزة، حمزة (وهو يبكي بحرقة).
– مهند: يقف وفي فمه ابتسامه، ثم يبدأ يجول على المسرح بشكل هستيري وهو يقهقه بصوت عال جدا.
– عامر، مهند: يتوقف عامر عن البكاء، ثم ينهض متوجها الى مهند الذي توقف في مكانه وهو ناظر الآن باتجاه عامر.
– عامر: لماذا؟.
– مهند: يرفع رأس مسدسه صوب عامر ثم يطلق النار.
يسقط عامر على الأرض ميتا.
– إلى: يتجه صوب عامر وثم ينحني فوقه وبعدها يعود الى وقفته.
– مهند: يعود الى تجواله السريع في الصالون.
– يزن، مهند: يحاول يزن الفرار من الباب اليسار، لكن مهند ينتبه له، ويطلق الرصاص عليه حتى يسقط يزن على الأرض.
– مهند: يتحرك مهند في الصالون بحركات جنونية هستيرية. ويقهقه بصوت عال جدا.
– إلى: ينهض مستعيدا وقفته، ثم يرفع يده في الهواء حتى ينير المكان بالكامل.
– مهند، إلى: يتوقف مهند عن المسير ويكون في الطرف المقابل ل “إلى”، ينظر مهند باتجاه “إلى”، ثم يرفع يده وهو حامل للمسدس باتجاه “إلى”، وهو يهز المسدس مخاطبا: أنت، نعم أنت.
يصوب مهند مسدسه تجاه “إلى”، وينوي إطلاق النار، لكن “إلى” يرفع يده ثم يخاطبه بهدوء: لا لا.
– مهند: يهزّ رأسه نافيا وهو مبتسم ثم يطلق النار باتجاه “إلى”.
– مهند: يطلق النار، ولكن “إلى” يبقى مكانه بدون اي إصابة، بينما يسقط مهند مغشيا عليه ميتا على الأرض.
(نصف دقيقة صمت)
– الساقي: يسقط ميتا على الأرض.
(نصف دقيقة صمت )
تخرج الشابة الجالسة مع الجمهور إلى جانب الشاب في المقاعد في الصفوف الأولى، تخرج مسرعة وتعتلي خشبة المسرح بسرعة صعود كبيرة عبر الدرج، وعيناها وهي صاعدة على المسدس الذي كان بيد مهند. تمسك المسدس بسرعة، تبحث بين الجمهور عن شخص تعرفه، ترجع إلى الوراء في محاولة منها للتصويب، تطلق النار على عشيقها الذي كان جالسا إلى جانبها في الصفوف الأمامية مع الجمهور، يسقط الشاب مغشيا عليه.
تعود الفتاة بخطواتها إلى الوراء قليلا، وعيناها ناظرتان إلى “إلى”، تبدأ بخلع ملابسها، تضعها على الطاولة، حركة خاطئة منها تتسبب بإسقاط المزهرية على الأرض وانسكاب كوب القهوة على الأوراق والخرائط الموجودة على الطاولة، تمسك بملابسها، وتتجه صوب الغرفة في المنتصف المقابلة للجمهور، تغلق الباب ورائها.
– إلى: يمشي باتجاه الغرفة المقابلة للجمهور، يفتح الباب بهدوء، ثم يدخل ويغلق الباب وراءه.
انتهى