بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز (الموافق لـ1 ديسمبر من كل سنة) وتحت إشراف وزارة الصحة، نظمت الجمعية التونسية للبيولوجيا السريرية تظاهرة لتسليط الضوء على دور مختلف المتداخلين المنخرطين في مكافحة هذا الفيروس وقد جمع هذا اللقاء هياكل عمومية تابعة لوزارة الصحة وأطباء بيولوجيين وأطباء متخصصين في الأمراض المعدية، إضافة إلى الجمعيات المهنية ومنظمات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال ، مما أتاح فرصة للحوار والتشاور حول التحديات الحالية وآفاق مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية في تونس.
وفي هذا الإطار تُعدّ الجمعية التونسية للبيولوجيا السريرية مجتمعًا مهنيا ملتزمًا يضمّ بيولوجيين طبيين وباحثين يـُـسخّرون المعرفة العلمية لخدمة الحياة كأحد أهم مضامين رسالتهم وهو ما يجعل من مكافحة فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز أحد أولوياتها الأساسية نظراً لما لهذا المرض من تأثير مباشر على صحة الأفراد وعلى التوازن الاجتماعي داخل المجتمع.
اعتماد خوارزمية جديدة للكشف المبكر عن الفيروس الطبيين في تونس من قبل البيولوجيين
وتطرّقت التوصيات الرئيسية لهذا اللقاء إلى ضرورة التحسين المستمر للتشخيص وذلك باعتماد أحدث الوسائل العلمية حيث تم إدخال خوارزمية جديدة لتشخيص فيروس نقص المناعة البشرية، لاستخدامها من قبل البيولوجيين وتتيح هذه الالية تحسين وثوقية وسرعة التشخيص المخبري الذي يقوم به البيولوجيون الطبيون، إذ أن تحسين الكشف عن الفيروس يؤدي بدوره إلى توفير رعاية مبكرة والحد من مخاطر انتقال العدوى.
كما أجمعت الأطراف المتداخلة من هياكل عمومية ومهنيين ومنظمات متداخلة في البرنامج الوطني لمكافحة الايدز على ضرورة التحسين المستمر للرعاية العلاجية وللوقاية حيث تنص القاعدة الحالية على أن أي نتيجة إيجابية للفحص يجب أن يتبعها على الفور بدء “العلاج المضاد للفيروسات القهقرية”عند الفئات المعرضة لخطر الاصابة بفيروس نقص المناعة البشرية ، الذي يتحمل البرنامج الوطني تكاليفه بالكامل.
كما نصت توصيات الحاضرين/ات على ضرورة إجراء بحث منهجي لمقاومة العلاج المضاد للفيروسات القهقرية عن طريق التنميط الجيني، من أجل تكييف العلاج وتجنب فشله. الوقاية ركيزة لمكافحة المرض: إن فحص فيروس نقص المناعة البشرية يتم بشكل مجهول ومجاني في المراكز المتخصصة في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية ومن قبل الجمعيات الملتزمة بالوقاية ومرافقة الأشخاص المتعايشة مع الفيروس مع التشديد على ضرورة استخدام الواقي الذكري والأنثوي.
كما أكد المشاركون/ات على اهمية العلاج الوقائي قبل التعرض (prophylaxie pré-exposition)، المتوفر بالفعل على نطاق ضيق في بعض المستشفيات العامة إذ تعزز هذه التدابير مجتمعة الاستراتيجية الشاملة لمكافحة الوباء. أهمية دور الجمعيات في التوعية ومرافقة المرضى في ظل تناقص التمويل العالمي لمكافحة الايدز: يعترف البرنامج الوطني لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز بالدور المركزي للجمعيات في الوقاية والمرافقة والتوعية حيث تحظى هذه الجمعيات بدعم من شراكات رسمية وإمكانية تمويل أنشطتها وهي تشكل حجر أساس للوقاية والمرافقة والرعاية الطبية في ظل التناقص التدريجي لتمويل الصندوق العالمي لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، وتوقع توقفه وهذا سيضمن استمرارية الأنشطة المحلية على الرغم من انخفاض التمويل الدولي.
احترام حقوق الإنسان وسرية المرافقة للمصابين: كما ثمن الحاضرون المنشور الوطني الصادر سنة 2025، والذي يحظر تحديد هوية العينات والأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في المرافق الصحية كتدابير أساسية تهدف لحماية كرامة المرضى وسريتهم، والحد من الوصم والتمييز وهي تشكل خطوة مهمة نحو احترام حقوق الإنسان في مجال الصحة.
يذكر أنه قد تم تنظيم هذه التظاهرة بالتعاون مع مختبر علم الأحياء الدقيقة في مستشفى سهلول سوسة وجميع الجهات الفاعلة المعنية بكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، وهي إدارة الرعاية الصحية الأساسية والبرنامج الوطني لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، ووحدة مخابر البيولوجيا الطبية بوزارة الصحة ULB وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
الجمعية التونسية للبيولوجيا السريرية
تونس في 04 ديسمبر 2025















