full screen background image
   الجمعة 18 أكتوبر 2024
ر

في العرض الأول ببنزرت لمسرحية ماسح الأحذية: محمد علي العباسي وحافظ خليفة ينجحان في رهان المونودراما

ذقدم حافظ خليفه الأربعاء 17 أكتوبر 2024 بمقر بقاعة محمد قلوز مقر النهضة التمثيلية ببنزرت آخر ابداعاته المسرحية وهي مونودراما بعنوان ماسح الأحذية تمثيل ابن الجهة والمقيم بقطر الممثل محمد علي العباسي وسينوغرافيا وإخراج للكاتب العربي الدكتور خالد الجابر والمسرحية من انتاج جمعية جسور للإبداع الفني بقطر وهو عمل أريد به تدعيم الشراكات الفنية بين تونس وقطر وفتح آفاق التعامل بين المبدعين الأشقاء في كلتا البلدين.

و تعتبر مسرحية ماسح الأحذية من الاعمال التي لاقت نجاحا كبيرا على المستوى العربي انتجت قبل سنتين بدولة قطر وقدمت في شكل أدوار مقسمة وشخصيات مجسدة على الركح ثم أعيد انتاجها في شكل مونودراما تقدم في تونس أولا ثم تجوب العالم ثانيا وقد قام بالدراماتورجيا الكاتب المبدع بوكثير دومة بكثير من الحرفية دون المساس من جوهر النص.
وتتناول مسرحية ماسح الأحذية مأساة إنسانية لرجل يعمل ماسح للأحذية وللوهلة الأولى يعتقد الجميع انه متشرد ولكنه في الحقيقة هو أستاذ جامعي هارب من ويلات الحرب بعد ان فقد جميع أسرته وهويته وانتمائه وأصبح يعيش الغربة الوجودية والحياتية في محطة للأنفاق للقطار تحت الأرض، حاملا معه صندوقا خشبيا متهالكا يحتوي على أسرار حياته محاولا كسب قوته اليومي على امل أن يسد رمقه ويدخر بعد النقود لدفع رسوم تكاليف السفر إلى الخارج ليغادر محطة القطار إلى الابد ولكن يقع زلزال ويجد نفسه مع غرباء في الفكر والانتماء رجل عسكري، رجل يدعى الثقافة، الرجل يتشدق بالثراء، ســيدة مطلقة وتنطلق رحلة السفر الوجودي بين الأفكار والمواقف المتناقضة والأسئلة الحارقة التي تطرح والحوارات التي تدور بينهم حول المواضيع والقضايا التي تعيشها المنطقة خلال العقود الماضية وصولا إلى المرحلة المزرية التي وصل لها ما بعد مرحلة (الربيع العربي)
وقد اعتمد حافظ خليفة في العملية الاخراجية أولا على أهمية الاستعداد الذهني والبدني للمثل محمد علي العباسي وقدرته السلسة في التنقل من شخصية إلى أخرى ثانيا اعتمد على سينوغرافيا رقمية على الطريقة السينمائية بتداخل اللوحات الكاشفة عن الأمكنة تارة وعن الاحداث تارة أخرى
وقد اختار في تعامله مع التقنيات الرقمية على الفنان نور الجلولي وعلى مستوى الموسيقى الموسيقار التونسي المغترب زياد الطرابلسي ثم الملابس والاكسسوارات التي لها دور فعال جدا في العملية الاخراجية المصممة آمال الصغير .
برافو الفنان محمد علي العباسي على الطاقة والانسيابية في الأداء وبرافو حافظ خليفة على اللوحات الجميلة والمعبرة وسيكون جمهور بنزرت على موعد ثاني اليوم الجمعة 18 أكتوبر 2024 بنفس المكان
وبالتوفيق ان شاء الله في العرض المتنظر بتونس العاصمة يوم السبت 19 اكتوبر بقاعة التياترو .