صدرت في القاهرة، مجموعة شعرية جديدة للشاعر التونسي المقيم في مصر حافظ محفوظ ،عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر ، اختار لها عنوان “هنيهتها” قصائد مصرية، تأي هذه المجموعة في سياق تجربة الشاعر الممتدّة من تسعينات القرن الماضي.
المجموعة هي الحادية عشرة في ترتيب كتب الشاعر الشعرية ، إذ أصدر قلق، قصائد النمل، عرائس الله، الخزّاف، تعريفات الكائن، الأبدية في لحظة، على ارض ممكنة، لا ينام البحر الا وحيدا ،عزلة الملاك.
إلى جانب مجموعة من الكتب النثرية رواية وقصّة وترجمة. تتميّز مجموعة “هُنيهتها” بكونها تحتوي على تجربة شعرية جديدة تعتمد المشاهدات اليومية للشاعر في بلاد النيل، وتحاول أن تكتب الواقع والتاريخ بشكل مختلف تشترك فيه العاطفة الانسانيّة تجاه إرثها الحضاري والعين المجردة وهي تتجوّل في أرجاء المكان، الذي يكتبه حافظ محفوظ بأسلوبه الشعري الخاص.
انتخبنا من أجوائها:
الصعيْدَه
الصَّعَيْدَه، أحفادُ الآلهةِ الأولى يبتسمون كثيرًا
حين يمرّون أمام تماثيل الأجداد ويبتدِعون بلاهتَهم
كيْ تبقى البسماتُ
ترافقهم حيثُ مشوْا
هم يحترفون الضّحكَ الفرعونيّ ذاك التَطلعُ منه
مشاتلُ من قصبٍ حلوٍ
ومشاتلُ من ذُرةٍ
تُفرحُ من يأكلها.
أَحضُنُ أسْراري
وأُراقِصُها في نومي
السرُّ الأوّلُ.
أنْ أفتحَ هذا السِّجنَ وأهْدِمَهُ
السرُّ الثّاني.
أنْ أَقْطِفَ ورْدَ الدُّنيا
وعلى أهْلي أنثُرُهُ
السِّرُّ الثّالثُ.
أنْ أزْرَعَ صَحراءَ بلادي قمحًا
يكفي شعبي سبْعًا
وليأتِ الطّيْرُ على رأْسي وينْقُرْهُ السرُّ الرّابعُ.
منْ أيْنَ أَتَتْ هذي البَقَراتُ السّودُ إلى حقلي؟
إنّي أحمله في قلْبي وأحرُسُهُ ِ السرُّ الخامسُ.
يا طِفْلي الحالمَ بالنّورِ وبالمطرِ لا تحزَنْ
الحلمُ قريبٌ منكَ فلا تجْزَعْ
سيجيء الصُّبْحُ ونرسُمُهُ
السرُّ السّادسُ.
لا أطلبُ أكثرَ من حقلٍ أصغَرَ من كفّي
أسقيه منْ دمْعي
إنْ جفَّ النّهرُ وأحرثهُ
السرُّ السابع.
أنا لا أبْكي وطنًا
أنا أرْقُصُ مع حلمي وأُغنّي
يَا لَيْلُ الظّالمُ مَتَى غَدُهُ أَقِيَامُ السَّاعَةِ…………
كُنْ كمَا أنتَ
كنْ مَا تكونْ
أنا أعرف الأرضَ منْ لوْنِ تلكَ العيونْ
أعرفُ الدَّمْعَ في خدِّها
كنْ كما أنتَ مبتكرًا ظلمةَ اللّيلِ في ناظريكَ
سيأتي صباحٌ
ويمحو التظلُّمَ من مُقلتيكَ.