هل يمكنك إخبارنا عن رحلتك المهنية منذ البداية ووصولاً إلى منصبك الحالي كرئيسة لقسم العلاقات العامة والاتصال المؤسسي في “تلفزيون الآن”؟
في بدايات مسيرتي المهنية كنت أسعى جاهدةً لبناء أساس معرفي متين ومراكمة خبرات أكبر في مجال الإعلام. وكانت تلك المرحلة أشبه بجسرٍ يربط بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، حيث كنت أبحث عن الفرص التي تُمكنني من تطبيق ما درسته واكتساب رؤية أوسع في مجال الصحافة والإعلام.
وفي هذا السياق، شكّلت “جريدة النهار” بوّابتي الأولى إلى عالم الإعلام. فقد منحتني هذه الصحيفة المرموقة فرصةً تدريبية لا تُنسى. وتعلّمت فيها أساسيات هذه المهنة النبيلة خطوةً بخطوة. ونجحت بفضل التدريب الذي تلقّيته في تطوير مهاراتي في كتابة الأخبار وتحرير المقالات، ما منحني نافذةً على آلية العمل الإعلامي من الداخل. وشهدت مسيرتي المهنية قفزةً نوعية عندما انطلقت في تجربة جديدة كصحفية في البرلمان اللبناني، حيث كنت جزءاً من الفريق الصحفي في العاصمة بيروت. وبفضل عملي مع وزير المهجرين آنذاك، تعرّفت عن كثب على سُبل إدارة وتنظيم العلاقات العامة والشؤون الحكومية.
وفي عام 2006، بدأت صفحةً جديدة في مسيرتي المهنية عندما قرّرت الانتقال إلى جمهورية مصر العربية للانضمام إلى مجموعة الشويري. وأتاح لي هذا القرار فرصةً لاستكشاف آفاق جديدة وتوسيع دائرة تجاربي ومعارفي في مجال الإعلام. وتولّيت خلال تلك الفترة مسؤولية الإشراف على أعمال (MBC) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما عملت على توحيد الجهود والتركيز على تعزيز حضور (MBC) في المنطقة من خلال تحديد استراتيجيات التواصل والتسويق، ما منحني فرصةً ممتازة لتطبيق مهاراتي في مجال الإعلام.
وفي عام 2015، شعرت بضرورة مُلحّة للانتقال إلى تحدٍ جديد. وأخذت مسيرتي المهنية منحىً تصاعدياً عندما انضممت إلى فريق عمل “سكاي نيوز عربية” في أبوظبي حيث تولّيت منصب مديرة رئيسية لعلاقات العملاء. وفتح هذا المنصب أمامي أبواباً واسعةً لتطوير وتنفيذ حملات إعلانية عالمية وفعّالة من خلال التعاون مع الجهات الحكومية والعملاء وتوجيه جهود الفريق لتحقيق الأهداف المشتركة. وخلال فترة عملي مع “سكاي نيوز عربية”، اكتسبت معلومات مُعمّقة حول تحديات ومنهجيات العلاقات العامّة ووسائل الإعلام في البيئة العربية، فضلاً عن سُبل التفاعل مع وسائل الإعلام وإدارة الأزمات والتواصل الفعّال مع مختلف الجهات المعنية. والآن، عندما يعود بي شريط الذاكرة إلى البدايات، أُدرك أن القدر قد رسم لي مساراً يُعِدُّني من خلاله لهذا المنصب الحالي الذي أشغله.
وأشغل حالياً منصب رئيسة قسم العلاقات العامة والاتصال المؤسسي في “تلفزيون الآن”. إن هذا الدور ليس مجرّد مسمّى وظيفي، بل ثمرة جهود ومسيرة طويلة حافلة بالصعوبات والتجارب التي مررت بها على مرّ الأعوام. وأتولّى في سياق هذا الدور مسؤولية تطوير وتنفيذ الخطط الاستراتيجية للعلاقات العامة والاتصالات في “تلفزيون الآن”. ويتطلّب هذا الدور رؤية مُعمّقة وتحليلاً دقيقاً للوضع الإعلامي والثقافي والاجتماعي لتحقيق الإمكانات القُصوى للقناة في مجال الاتصال وبناء علاقات متينة مع الجمهور العامّ والشركاء. وبصفتي المتحدثة الرسمية للقناة، فإنني أمثلها في مختلف الفعاليات والمشاركات. ويُعزز هذا التفاعل المباشر مع الجمهور والمشاركة في المناسبات المهمة حضورنا في المنطقة ويُترجم رؤيتنا وقيمنا بوضوح وكفاءة على أرض الواقع.
وبشكل عام، عشت مسيرةً مهنيةً حافلةً بالفرص والتحديات، وهو ما أعتبره سرّ نجاحي. وأنا ممتنة للفرص التي أُتيحت لي على طول الطريق. فقد تعلّمت الكثير من تجاربي السابقة، واكتسبت مهارات قيّمة في مجالات متعددة، ما ساعدني على النمو والتطوّر. وأدّت بي كلّ تُلك التجارب إلى مكاني الحالي.
كيف تحفزين فريقك على بذل المزيد من الجهد؟
إنّ تحفيز الفريق على بذل جهود إضافية يُعتبر أمراً أساسياً لتحقيق النجاح في أي مكان عمل. ويتطلّب ذلك بناء بيئة عمل داعمة تُشجّعهم على تقديم أقصى إمكاناتهم. وأجرت (Tinypulse)، وهي برمجية متخصصة في قياس مشاركة الموظفين، دراسة استقصائية وجّهت فيها أسئلةً للموظّفين عن دوافعهم لتجاوز التوقعات. وتصدّرت النتائج ثلاث استجابات رئيسية وهي الروح الجماعية والدعم المتبادل بين أفراد الفريق، والشعور بالتشجيع والاعتراف بالإنجازات، والرغبة الجوهرية في تحقيق النجاح. وتتماشى هذه النتائج مع نهجي في تحفيز فريقي. ومن خلال تجربتي الشخصية، أجد أن تحفيز الفريق يتطلّب بناء علاقات وثيقة معهم وتوفير الدعم المستمرّ والإرشاد والإلهام. وأشجع خلق بيئة عمل تعاونية من خلال إشراكهم في عمليات صنع القرار ومنحهم الفرص للتعلّم والتطوّر المستمرّين لمساعدتهم على النجاح.
وأؤمن أن تحفيز الفريق يتطلّب إدراكاً دقيقاً لاحتياجاتهم وتطلعاتهم، وتوفير بيئة عمل تعزز التعاون والتفاعل، وتقديم الدعم، والاعتراف بالجهود المبذولة، وتحفيز الرغبة الشخصية في تحقيق النجاح. ومن شأن ذلك أن يضمن تعزيز أداء الفريق وتحقيق نتائج إيجابية.
هل تعتقدين أن التقنيات والتكنولوجيا الحديثة أدت إلى ثورة في عالم الأعمال؟
أحدثت التكنولوجيا تغييراً جذرياً في مجتمعاتنا وأسلوب حياتنا، وامتدّ ذلك ليشمل طريقة عمل الشركات في العصر الحديث. وأدت إلى تغييرات جذرية في سُبل تنظيم وعمل الشركات. فمن خلال أدوات وبرمجيات مبتكرة، ساهمت التكنولوجيا في تحسين الكفاءة والإنتاجية. وغدت القدرة على تنفيذ المهام بسرعة ودقّة أكبر واقعاً ملموساً. ومع ذلك، لم يقتصر تأثير التكنولوجيا على الجوانب الإنتاجية، بل امتدّ ليشمل مجالات مثل التسويق والترويج، والمبيعات، والمحاسبة، وغيرها. وأحدثت التكنولوجيا أيضاً طفرةً في طريقة التفكير واتخاذ القرارات. فبفضل تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن استخلاص رؤى قيّمة من البيانات الضخمة، ما يُمكّن الشركات من اتخاذ قرارات أكثر دقة واستدامة.
وعلى الرغم من هذه التغييرات الإيجابية، يجب مراعاة التحديات التي قد تنشأ نتيجة استخدام وانتشار هذه التكنولوجيا المتقدمة. فمنها التحديات المتعلقة بالأمن السيبراني وحماية البيانات، والتحديات الاجتماعية والأخلاقية المرتبطة بالتكنولوجيا.
إنّ للتكنولوجيا تأثير كبير على الأعمال، كما إنّها تُوفّر فرصاً متعددة وتفرض تحديات جديدة. وستكون الشركات المستعدة لاستغلال إمكانيات التكنولوجيا والتكيّف معها أكثر قدرةً على تحقيق النجاح والنمو في عالمنا المُعاصر.
لقد شاركت في العديد من الفعاليات الموجهة للشباب. كيف تعتقدين أن هذه الفعاليات تساهم في تمكين الشباب، وما هي رسالتك للشباب؟
شاركت في العديد من الفعاليات الموجّهة للشياب. وأؤمن بأن لها دوراً مُهمّاً في تمكينهم بصفتهم قوةّ فاعلة في بناء حاضرنا وصياغة مستقبلنا. ومع ذلك، غالباً ما يشعر الكثير من الشباب بأنهم غير مسموعين. ولذلك، فإننا نحاول في جميع الأنشطة وورش العمل والفعاليات التي ننظّمها، أن نُعزّز مواهب الشباب وأن نمنحهم منصة للتعبير عن أنفسهم بحرية.
ويمتدّ عملي في تمكين الشباب إلى مختلف المجالات، حيث سعيت جاهدةً إلى تعزيز الإبداع والابتكار بين الشباب. وأفضت جهودي في تنظيم ورش عمل وجلسات متنوعة إلى رفدهم برؤى ومفاهيم قيمة تُسهم في توجيههم إلى المسار الصحيح لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم. وعكفت على التفاعل معهم وتحفيزهم على متابعة أهدافهم وطموحاتهم المهنية، فضلاً عن مساعدتهم على استكشاف إمكانياتهم بشكل أكبر.
وتتمحور جهودنا الحالية حول تمكين الشباب، ورفع مستوى وعيهم في العمل الدبلوماسي. وإننا نؤمن أن الشباب يمتلكون القدرة على تغيير الواقع وتحقيق تغييرات إيجابية في المجتمع، ولهذا نسعى جاهدين لتجهيزهم بالمهارات والأدوات اللازمة ليكونوا عناصر فاعلة ومؤثرة في مجال الدبلوماسية.
وأود أن أقدم نصيحة مهمة للشباب. كونوا دائماً صادقين مع أنفسكم ومع العالم من حولكم. لا تخفوا أفكاركم ومشاعركم، بل عبّروا عنها بثقة وثبات. واغتنموا كل فرصة تأتي في طريقكم، فالفرص تأتي مرة واحدة وقد تكون بوابة للتغيير والتطور. وحافظوا على إيجابيتكم وتفاؤلكم، واستمروا في تطوير إبداعاتكم وصقل مهاراتكم. إنكم قوة جوهرية فاعلة في بناء مستقبل مشرق، وأنا واثقة بأنكم ستحققون إنجازات رائعة وستتركون أثراً إيجابياً في العالم.
هل هناك أي فعاليات تم إنجازها في تونس من قبل؟
أطلقت “أخبار الآن” حملةً تفاعلية بعنوان “كُن جزءاً من الخبر”. وتستهدف الحملة طلاب أبرز الجامعات في عدد من الدول العربية، بما فيها تونس. وفي إطار هذه الحملة زار فريقنا في أخبار الآن “معهد الصحافة وعلوم الأخبار” في تونس، والتقى بالشبّان والشابّات هناك، حيث قدّمنا لهم نظرةً شاملة حول مجالات الإعلام الرقمي والفرص المهنية الكبيرة المتاحة أمام الشباب في هذا المجال المُشوّق. وبالإضافة إلى ذلك، أتاح الفريق الفرصة للشباب للانضمام إلى فريق عمل “أخبار الآن” واكتساب خبرة مهنية رائدة.
وشملت الأنشطة المميزة التي نُظّمت خلال الحملة، مسابقة رائدة لطلاب كلية الإعلام، حيث طُلب منهم إعداد تقريرٍ أو فيلمٍ وثائقيٍّ لا يتجاوز دقيقتين عن خبرٍ من اختيارهم، على أن تُعرض هذه المشاركات على فريق “أخبار الآن”. ويحظى الفائز بفرصة الانضمام إلى فريق عمل “أخبار الآن” عن بُعد لمدة عامٍ واحد، كما سينال الفائزان بالمرتبتين الثانية والثالثة جوائز نقدية تشجيعية.
وكان لقائنا مع الشباب التونسي مميزاً، فقد لمست على المستوى الشخصي، رو العزيمة والطموح والإصرار فيهم، من خلال تفاعلهم خلال الورشات، ومشاريعهم التي قدمت خلال المسابقة، وسعيدة جداً بأن كانت لي الفرصة بلقائهم والتعرف عليهم شخصياً.
وتُعدّ هذه الفعاليات التي يُنظّمها “تلفزيون الآن” خطوة جادّة نحو تمكين ودعم الشباب التونسي والعربي، لتطوير مستقبل إعلامي مشرق وملهم.
أخبرينا عن آرائك حول المرأة في صناعة الإعلام والتحديات التي تواجهها.
يُمثّل قطاع الإعلام أحد العوامل المؤثّرة في تشكيل الرأي العام وتصوير الواقع والأحداث. وقد قدمت النساء مساهمات كبيرة على امتداد تاريخ هذا القطاع المؤثّر. وتمكنت العديد من النساء من تجاوز العوائق والتحديات المجتمعية والثقافية للمشاركة بفاعلية في مجالات متعددة داخل هذه الصناعة. في عالم الصحافة، على سبيل المثال، شهدنا تألق العديد من الصحفيات اللواتي أثرين المشهد الإعلامي بتقاريرهن وتحقيقاتهن المميزة. في عالم السينما والتلفزيون، انطلقت النساء نحو الإبداع وأثرين الساحة بأدوارهن القوية والمؤثرة أمام ووراء الكاميرا. وفي مجال الإعلان، كان للنساء دورٌ محوري في توجيه رسائل الإعلانات وبناء الصور والعلامات التجارية.
ومع ذلك، نلاحظ تفاوتاً بين النساء والرجال من حيث تولي مناصب إدارية عليا في صناعة الإعلام مقارنة بالرجال. على الرغم من الإنجازات الكبيرة والقيمة التي قدمتها النساء، لا تزال هناك تحديات تتعلق بالتمثيل والمشاركة المتوازنة على مستويات صنع القرار والإدارة. وتُمثّل هذه الظاهرة تحدياً يجب التصدي له من خلال تعزيز التوجه نحو تعزيز المساواة بين الجنسين في مجال الإعلام، وتوفير فرص تطويرية وتدريبية للنساء لتعزيز تمثيلهنّ في المناصب الإدارية العليا.
وتواجه النساء في قطاع الإعلام تحديات فريدة في تحقيق التوازن بين حياتهن المهنية والشخصية. ويُعرف القطاع بساعات العمل الطويلة وغير المتوقعة، ما يُصعّب عليهنّ الوفاء بالتزاماتهم وتحقيق التوازن بين مسؤولياتهن المهنية والعائلية. بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما تعمل النساء في قطاع الإعلام في بيئات شديدة الضغط بمواعيد نهائية ضيقة ومتطلبات متغيرة باستمرار. وفي ظلّ هذه الأعباء، تواجه النساء صعوبات في التخطيط وإدارة وقتهن بشكل فعال، ما يؤدي إلى مزيد من التوتر في حياتهم الشخصية.
ولتجاوز هذه التحديات، يجب على قطاع الإعلام العمل على توفير بيئة عمل مشجعة وداعمة للنساء، تُسهم في تحقيق التوازن بين مختلف جوانب حياتهن، وتعزز مهاراتهن المهنية والشخصية بشكل مستدام. ويجب على النساء في قطاع الإعلام تطوير استراتيجيات فعالة لإدارة وتنظيم وقتهن مثل تخصيص وقت مناسب للأمور المهنية والشخصية، بالإضافة إلى ضرورة التفكير في تفويض بعض المهام أو طلب الدعم عند الحاجة. من المهم أيضاً التواصل مع الزملاء والمشرفين للتحدث عن أي تحديات تتعلق بالتوازن بين العمل والحياة الشخصية، والبحث عن حلول مشتركة.
ما هي نصائحك للشباب الجدد المقبلون على العمل الإعلامي؟
تمتاز القصص الإنسانية بجاذبية وتشويق أكبر مقارنةً بالتغطية الإخبارية العامة، ما يشدّ اهتمام القرّاء والمشاهدين على حدّ سواء. وأُوصي المبتدئين في مجال الصحافة والإعلام بأن يُدركوا أن قوة القصة تكمن في قدرتها على تسليط الضوء على جوانب إنسانية تلامس مشاعر وأحاسيس الجمهور. وأنصحهم بأن يركّزوا على بناء علاقات متينة ويُعززوا التواصل المباشر مع الأشخاص والمجتمعات باعتباره بوابةً لاستكشاف قصص فريدة ومُلهمة؛ إذ إنّ التواصل المباشر غالباً ما يؤدي إلى تقارير أكثر نجاحاً. وأدعو المبتدئين إلى بناء الثقة مع الجمهور. فالقرّاء والمشاهدون يتوقّعون معلومات موثوقة وشفّافة. إنّ النجاح في بناء الثقة مع الجمهور، يُتيح لكم فرصة الحصول على معلومات حصرية ووصول إلى قصص لم يُكشف عنها للجمهور العام، ما يُمكّنكم من اكتشاف زوايا فريدة لتغطيتها. ويُعدّ الفضول والبحث باستمرار عن قصص ومصادر جديدة من أبرز سِمات الصحفي الجيّد، فهي عوامل تُتيح له توسيع شبكة علاقاته. وأوصيهم أيضاً بالإصرار على متابعة القصة. فقد يتطلّب الأمر جهداً مُضنياً ومحاولاتٍ عديدة للحصول على مصدرٍ أو الكشف عن معلومات جديدة. ومن شأن هذا الإصرار أن يُفضي إلى اكتشافات وقصص حصرية.
وبالإضافة إلى ذلك، أنصحكم بمواصلة تنمية مهاراتكم في الكتابة وإعداد التقارير. فالقراءة الواسعة تُثري مفرداتكم وتوسّع آفاقكم، بينما تُساعدكم ممارسة الكتابة بانتظام على تحسين أسلوبكم الكتابي والتعبيري. وأوصيكم بالسعي للحصول على ملاحظات ونصائح من الصحفيين المُتمرّسين، فهم أقدر على مدّكم بنصائح قيمة لتطوير مهاراتكم. ومن الضروري أن تعتنقوا مبادئ النزاهة والموضوعية في تقاريركم، فهي أساس العمل الصحفي، كما تضمن نقل صورةٍ حقيقية ودقيقة للأحداث. ولا بُدَّ من التحلي بالصدق والصراحة حيال تحيّزاتكم وآرائكم والسعي لتقديم تصوّر عادل ومتوازن للأحداث والأشخاص. في النهاية، ستجدون في قوة القصة والتواصل الإنساني مفتاحاً للوصول إلى قلوب الجمهور وإلهامهم. قد يكون دوركم كصحفيين هو نقل القصص التي قد تغير وجه العالم وتعيد تشكيل تفكير الناس. امنحوا القصص الإنسانية الوقت والجهد للكشف عن الجوانب الخفية والملهمة في الحياة اليومية.
ما هي خططك وتطلعاتك المستقبلية في دورك كرئيسة قسم العلاقات العامة والاتصال المؤسسي في “تلفزيون الآن”.؟
في سياق عملي كرئيسة لقسم العلاقات العامة والاتصال المؤسسي في “تلفزيون الآن”، أهدف أن أغدو مصدر إلهام وتشجيع لجيل الشباب. وأطمح لأكون نموذجاً يحفزهم على التفوق في قطاع الإعلام ويشجعهم على تحقيق تأثير إيجابي على المجتمع. ويدفعني الشغف لإرشاد الشباب وتزويدهم بالدعم اللازم للنجاح في هذا المجال المتنوع والمتطور. وأؤمن بأن الشباب يمتلكون طاقات هائلة وإمكانيات غير محدودة، ولديهم القدرة على تغيير وتحسين العالم من حولهم. ولهذا السبب، أسعى جاهدة لتوجيههم وتمكينهم من خلال تقديم النصائح والدروس المستفادة من تجربتي الشخصية والمهنية.
وانطلاقاً من إيماني بقوة الإعلام وقدرته على نقل القصص والحكايات الإنسانية الملهمة، فإنني أسعى دائماً لاكتشاف ومشاركة القصص التي تستحق الاهتمام. وأدأب على تسليط الضوء على النجاحات والتحديات، وتوفير منبر للأصوات التي تستحق أن تُسمع. إن شغفي بقطاع الإعلام يدفعني للبحث عن طرق جديدة للتواصل والتأثير. وأعتبر دوري في “تلفزيون الآن” فرصة لتحقيق تأثير إيجابي وملموس على الجمهور والمجتمع، حيث أسعى للمساهمة في تحسين الواقع وتوجيه الانتباه نحو القضايا المهمة، سواء كانت اجتماعية أو بيئية أو ثقافية.