سيتم عرضه وتقديمه لأول مرة بمعرض تونس الدولي للكتاب في دورته 37 التي ستلتئم من 28 افريل الى غاية 7 ماي 2023 بقصر المعارض بالكرم، صدر للدكتور حسن الباردي المقيم بفرنسا كتاب بعنوان “دفاعا عن الشعبوية: قيس سعيد والإسلام السياسي ومستقبل اليسار” والذي قال عنه، ان هذا الكتاب يختلف كليّا عن غيره من الكتب الكثيرة المُتعَاوِضَة التي يمكن ادراجها ضمن ما نقترح تسميته بـ “دراسات الشعبوية”.
ينقسم الكتاب الى خمسة فصول فكان فصله الأول بعنوان “الانعتاق من مصفوفة التفكير الأحادي كشرط مسبق للمغايرة”، والفصل الثاني بعنوان “شعبوية أم شعبويات؟”، والفصل الثالث بعنوان “بناء الشعب”، والفصل الخامس والاخير أرده الكاتب مدخلاً إيكولوجيّا للمساهمة في بناء شعبوية يسارية قادرة على بناء الاشتراكية الديمقراطية-الايكولوجية والخروج من المنوال الحضاري الرأسمالي القائم على الاستخراجوية والانتاجوية والاستهلاكوية وإنقاذ كوكب الأرض ومن عليه من الفناء والدمار الذي يتهدّدنا بفعل تعاظم الكارثة البيئية الكونية المتسبّب فيها مباشرة طغيان التصنيع الرأسمالي الملوِّث وحضارته الفردانيّة الهدّامة.
أمّا الفصل الرابع فقد خصّصه الكاتب لـ”نقد الشعبويات التونسية” الراهنة بتيّاراتها الرئيسية الثلاثة: 1)الشعبوية اليمينية الدينية العدوانية؛ 2)الشعبوية اليمينية-“الدستورية”؛ 3)”الشعبوية الازدواجية الثوريّة/المحافظيّة للرئيس قيس سعيّد”. وهو انتقال الكاتب من نقد-نقد-الشعبوية إلى نقد الشعبوية، وذلك بعد أن أزاح العقبات المعرفيّة والايديولوجيّة المانعة من تفكّر الشعبوية بتجرّدٍ وموضوعيّة، والتحرّر من الباراديغم النظامي الذي يحدّد حصريّا نطاق و”معقولية” الأسئلة والأجوبة النموذجيّة، وضبط من خارج هذا الاطار النمطي تعريفا موضوعيّا ينبني على الخاصيات المميزة للشعبوية بشكل عام والتي هي في الآن نفسه طريقة اشتغالها الخصوصية. ولقد أفضى تفكيك خطاب هذه الشعبويات إلى تحديد القاسم المشترك فيما بينها ألا وهو المحافظية المجتمعيّة (تكريس اللامساواة بين المرأة والرجل (الميراث) وعقوبة الإعدام وتجريم الحريات الشخصيّة ومنها المثلية الجنسية، الخ.)، مع تفرّد شعبوية قيس سعيّد بخطاب مزدوج يتأرجح بين المناداة بضرورة تثوير الثورة، من ناحية، وتكريس اللاعدالة المجتمعيّة والموروث اللاعقلاني الإسلامي، من ناحية ثانية. وبعبارة أخرى فإن نقد هذه النماذج الشعبوية المحلية يعادل نقد سكونيّة المجتمع العربي الإسلامي برمّته. ومن جانب آخر فإن رصد التعبيرات الشعبوية التونسية كشف لنا بما لا يدع مجالا للشك أفول اليسار، خاصّة الماركسي، ممّا يشكّل مفارقة لافتة مقارنة بغالبية التجارب الأخرى التي تشهد تلازم/تزامن الضدّين الشعبويين: ما من شعبوية يمينية رجعيّة دون أن يكون في مواجهتها شعبوية يسارية تقدمية.
نبذة عن الكاتب