سنة حميدة دأب عليها معهد الصحافة وعلوم الاخبار كل سنة تتعلق بفسح المجال ومرافقة طلبة السنة الثانية ماجستير مهني في الاتصال السياسي ضمن سلسلة من لقاءات تندرج في إطار التدريب والتدرب وتنظيم ورشات للإنتاج في المواد التحريرية المكتوبة والالكترونية، فاحتضن هذه السنة مدرج محمد علي الكعبي بالمعهد يوم أمس الخميس 24 نوفمبر 2022 جلسة نقاش حول الحرب الروسية على أوكرانيا وتداعياتها السياسية والجيوسياسية والاقتصادية الدولية والإقليمية وفي تونس، اثثها ضيف الطلبة وزير الشؤون الخارجية الأسبق وسفير سابق لتونس لدى أوكرانيا وروسيا خميس الجهيناوي بحضور خبيرين في الاقتصاد فتحي النوري ومعز حديدان ومديرة معهد الصحافة وعلوم الاخبار حميدة البور ومنظم البرنامج الأستاذ بمعهد الصحافة سفيان العبيدي.
وأجاب الجهيناوي عن الأسئلة المتعلقة بتداعيات الحرب الروسية على اوكرانيا في تونس وعن وجهة نظره من خلال تجربته الدبلوماسية بكل من البلدين المتنازعين، مؤكدا على ان العالم بصدد ازمة تأثيرها بالأساس على أوروبا وعلى العالم بصفة عامة، وعلى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وتعد تونس المرتبطة بما يحوم حولها من تطورات، قد طالتها هذه الازمة بتأثير مباشر في قطاعين أساسين وهما قطاع الأغذية بما انها تستورد ما يناهز50 بالمئة من حاجياتها من القمح، وقطاع الطاقة بما ان ارتفاع اسعارها تجاوزت التسعين الى مائة دولار، مما اثر على ميزانية الدولة التونسية التي حددت سعر البرميل في حدود خمس وسبعين دولار.
اما التأثير عير المباشر فهو على مستوى الأمني وعلاقة تونس مع الاتحاد الأوروبي وتركيزه على الضفة الشرقية على حساب التعاون مع جنوب المتوسط وكذلك تأثر النزاعات الإقليمية في ليبيا وسوريا واليمن، وعدم قدرة مجلس الامن اليوم على الاجتماع واخذ قرار دفع مسارات السلام لمختلف هذه النزاعات، لان دولة عضو قار فيه لها حق الفيتو يمكن ان توقف أي قرار لا تراه في مصلحتها. وبالتالي هذا الذي يجري هو تحول جذري هام جدا على الساحة الدولية من شانه ان يجعل تونس المنفتحة على العالم واقتصادها مندمج في الاقتصاد العالمي لابد ان تكون واعية بهذه القضايا وتعد العدة لمجابهتها من خلال تنويع علاقاتها وكشف ما يجري عندنا من تطورات وحاجياتنا لأصدقائنا وشركائنا لتحدي هذا الضرف الصعب.
الشاذلي عرايبية