ينظم مركز الفنون الدرامية والركحية بسوسة يوم السبت القادم 16 أكتوبر 2021 العروض الأولى لباكورة انتاجاته المسرحية ، عملين مسرحين الأول موجه للكهول وهو عمل ذاتي ينتجه المركز تحت عنوان “الزنقة” للمخرج حافظ الجديدي ويعرض على الساعة الحادية عشرة صباحا بدار الثقافة حمام سوسة، أما العمل الثاني الموجه للأطفال وهو إنتاج ذاتي أيضا ويحمل عنوان “ثمار المحبة” للمخرج محمد دغمان فيعرض على الساعة الخامسة مساء بالمسرح البلدي بسوسة.
- “ثمار المحبة” لمحمد دغمان :
مسرحية “ثمار المحبة” هي عمل موجه للأطفال تعالج قضية الصراع بين قيمة الخير المتمثلة في ثمار المحبة والشر العابث بالطبيعة.
وتظل المحبة ثمرة عذبة المذاق من شأنها أن تعدّل سلوك الإنسان نحو الإيجاب وتعيد الألفة والمحبة بين الناس فيسود بفضلها التسامح والحب أرجاء المدينة، و يبقى “صانع المحبة” صاحب تلك الثمار الحلوة. ومن خلال الصراع بين الشخوص بحثا عن شجرة ” ثمرة المحبة”، تدور أحداث المسرحية في إطار رمزي “داخل غابة” بحثا عن هذه الثمرة العجيبة التي ستكون منتصرة للخير على الشر.
أحداث يجسمها ركحيا فريق متكامل من الممثلين المحترفين على غرار محمد الجلاصي، مليكة الحبلاني، منير المخينيني، سنية غزال، آية الهرمي، نضال فرج ، سالم بتبوت، رجاء عطية وكذلك مجموعة هامة التقنيين المتمرسين.
“ثمار المحبة” تصور وإخراج الفنان محمد دغمان عن نص لاسكندر اللجمي باللغة العربية الفصحى وموسيقى لعبد الستار عبيد بتوزيع من الفنان خالد الكلبوسي، وهي من أولى انتاجات مركز الفنون الدرامية والركحية بسوسة لسنة 2021 بإدارة ابن الثقافة واحد إطاراتها بجهة سوسة السيد سامي عبد اللطيف.
- الرؤية الاخراجية لمسرحية “ثمار المحبة” :
بالعودة إلى أصل النص لمسرحية ” ثمار المحبة” نجد أنفسنا مجددا أمام العالم الرحب وهو الحكايات الشعبية والقصص العالمية. فكيف لنا أن نجسده على الركح في حين أنّ أصوله خيالية لا تخضع لقوانين الزمان والمكان؟ وإلى أي مدى يمكننا النجاح في ذلك وإدراك غاية النص ذاته خاصة وأنّ المتقبل لدينا هو الطفل الذي لا يعرف المجاملة؟
فمن هذا المنطلق انتهجنا نهجا متحررا جمعنا فيه العديد من فنون الفرجة والأداء الركحي تجميعا مدروسا حسب الحاجة و نوعية التوظيف، فاللجوء إلى خيال الظل مثلا كان ضروريا لتشخيص مشاهد يصعب إنجازها مثل مشاهد تجسيد الفيلة و الأرانب و الجراد و كذلك تجسيم بعض الديكورات حتى لا تكون عبئا ثقيلا على المشاهد…
وبالتالي كانت السينوغرافيا في مرجعيتها المرئية كتابا مفتوحا أساسها تربوية لما للكتاب من رمزية و لما له من أثر في تنمية الزاد المعرفي للطفل و بالتالي كل المشاهد هي عبارة عن صفحات بها مشاهد تقرأ قراءة مرئية و حركية بجمالية جذّابة تحترم الطفل في ذاته و مخيلته الخصبة و تحقق التواصل بينه و بينها بصفة مباشرة. ويتفاعل الطفل مع فنون الفرجة المتاحة في العمل انطلاقا من أداء تمثيلي لشخصيات واقعية مألوفة و مميزة بملابسها المتفردة و المميزة لكل شخصية ليتطور إلى تقنيات خيال الظل و مسرح العرائس… دون أن ننسى العنصر الموسيقي الغنائي الملحن خصيصا للمسرحية، فهو عنصر أساسي في العمل حرصنا على أن يمس وجدان الطفل و يجعل هذا الأخير يتغنى بقيمته و يرافقه من البداية إلى النهاية مع وظيفية اللحن في الأحداث و حركة الشخوص من خلال التوزيع المحكم لهذه الموسيقى. وبهذا التنوع التقني والفنّي تكتمل عناصر الفرجة ويحصل الإبهار تلقائيا.
- “الزنقة” لحافظ الجديدي :
مسرحية “الزنقة” لحافظ الجديدي هي عمل موجه للكهول تعالج قضية غسل الأدمغة وعمليات التسفير والإرهاب والاغتصاب والقتل غير المبرر وغير ذلك.
هي رحلة يدعونا إليها صحفي في محاولة كشفه عن هوية متطرف ديني وذلك بمعاضدة جهاز الاستخبارات… تنتهي أولا بالكشف عن درجة الدمغجة وغسل الدماغ لهذا المتطرف… وتتطور الأحداث وتتسارع من خلال محاولات استدراج باستعمال الفتاة “ماري” و محاولة اغتصابها ليقع الهدف في الشباك و يتم الإيقاع به و إيقافه.
هي قضية معاصرة تتكرر تباعا و تخرج الأحداث من فضاء الركح إلى فضاء أرحب وهو الرمزية.
عمل درامي يترجم من خلال أداء ركحي لثلة من الممثلين المحترفين على غرار طلال أيوب، مراد بوهلال، لمياء خليفة، نافع العرجون وسنية الدو وكذلك مجموعة هامة من التقنيين المتمرسين.
“الزنقة” دراماتورجيا وإخراج حافظ الجديدي، نص حسن الميلي باللغة الدارجة، موسيقى فرح الطرابلسي وهو عمل ذاتي من إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بسوسة لسنة 2021 بإدارة السيد سامي عبد اللطيف.
- الرؤية الإخراجية لمسرحية “الزنقة”
باعتبار أنّ النص المعتمد يتناول خرافة لصيقة بالواقع التونسي إثر أحداث 14 جانفي 2011، و تبعا لما أفرزته من تحولات في النسيج السياسي و الاجتماعي من بروز للحراك السلفي، ستعتمد الرؤية الإخراجية مبدأ التوليف كمنهج عام في جل التعابير و الحوارات الدرامية التي سنسعى إلى ترجمتها ركحيا في هذا المشروع و نعني بذلك (الأداء و اللعب الركحي و الفيديوهات التصويرية و المعالجة الفنية لإخراجها من المباشرتية إلى الرمزية، الفضاءات الدرامية للخرافة، الإضاءة، الموسيقى، الاكسسوارات و الديكور).
فكل الأدوار إنشائية تتطلب ذهاب الممثل بخصوصياته الفيزيونومية (الجسمية) والصوتية (نبرة و نسق و إيقاع صوتي) وفق أحداث المسرحية و التموضوعات التي تفرزها.
هي محاولة في توظيف تقنيات الفيديو (معالجة الألوان وتغييب تأثيث الفضاء أحيانا واعتماد البعد الواقعي للصورة). وجعل هذه التقنيات تنصهر في اللعب الحي للممثلين (كمشهد مسيرة المتظاهرين و مشهد قاعة المقهى بها بعض الحرفاء و مشهد المرأة الهاربة …