full screen background image
   الأحد 8 ديسمبر 2024
ر

مسرحية “الكونتاينر” العالمية في نسخة تونسية يقدمها المخرج حافظ خليفة حول الهجرة السرية

كثيرا ما تم التطرق لموضوع الهجرة السرية في المسرح التونسي في كل ما يخص الهجرة عن طريق البحر والقوارب ولكن لم نتنبه الى وجود هته الظاهرة وبقوة الى الجانب البري من الشرق على الحدود التركية والتي تعتبر بوابة كبيرة لكل المهاجرين واللاجئين الفارين من ويلات حرب العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن وغيرها من البلدان الغير العربية كافغانستان وباكستان والمناطق الفقيرة من اسيا الصغرى والشرقية.

في هذا الإطار انطلق المخرج حافظ خليفة في عمل جديد من خلال من خلال مسرحية “الكونتاينر” le conteneur بالفرنسية the container بالانقليزية “الحاوية” بالعربية ليقدم تجربة مسرحية ذات خصوصية متفردة على مستوى الاداء واللعب وحتى الاطار السينوغرافي الذي سيكون داخل حاوية بضائع, دون انارة مسرحية مفتعلة وسيتم الاقتصار على إنارة المصابيح الكهربائية الضوئية, حتى تكون المشاهدة بشكل واقعي وحقيقي.

المسرحية من انتاج المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بمنوبة ادارة تحت إدارة ايمن السعيداني بشراكة مع دار الثقافة محمد عبد العزيز العقربي بدوار هيشر و المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بمنوبة والمركز الثقافي والاجتماعي التونسي بروما ومنظمة العفو الدولية, ومنظمة اللاجئين الدولية يشارك في هذا العمل كل من البشير الصالحي ونادية تليش واميمة المحرزي ورمزي سليم وجميلة كامارا وعبد القادر الدريدي ويساعد في الاخراج آدم الجبالي وتتولى الملابس والماكياج مفيدة المرواني

وتقدم المسرحية خمسة لاجئين من بلدان عربية (يمني ,صوماليتان, تونسي, عراقية) يسافرون داخل كونتاينر في هجرة سرية وفي الاثناء يقع استغلالهم من طرف المهرب التركي وتنكشف معاناة كل واحد منهم,دون معرفة مصيرهم المتوقع.

هذا العمل يتمرد بخصوصيته عن نواميس الفرجة المسرحية المعهودة ويحمل الجمهور لمعايشة الحدث والفعل الدرامي بالمسرحية فالجمهور جزء من الحكاية و هو شاهد وكانه عنصر مهاجر بالكونتاينر او الحاوية, حتى تكتمل حالة التاثير والتطهير.

وقد سبق للمخرج حافظ خليفة أن اشتغل على هذه المسرحية في نسختها الايطالية قبل سنوات وإيمانا منه بأهمية هذه القضية الإنسانية الحارقة والدامية للقلوب قرر إطلاق النسخة التونسية من الكونتاينر.

وفي هذا الصدد يقول المخرج حافظ خليفة ” منذ أن تم نشر هذا النص العالمي للكاتبة الانقليزية كلاري سنة 2010, حتى لاقى اهتماما ونجاحا واسع النطاق ومنقطع النظير انطلاقا من انقلترا ثم بكامل اوروبا لما يطرحه من قضية حساسة الا وهي اللاجئين والهجرة السرية عن طريق البر ومن الحدود التركية تحديدا”.

ويضيف قائلا ” قد اخترت من خلال الاقتباس لهذا النص المهم الحارق تسليط الضوء عن حال بعض الشعوب بالتحديد من التونسي من خلال اصراره على العودة الى انقلترا و عدم الرجوع الى وطن لم يعد يعرفه على حد قوله, والفتاة اليزيدية العراقية التي تم اغتصابها من الدواعش والصوماليتين وهربهما من الحرب الاهلية ببلادهما واليمني الفار من براثن الميليشيات الحوثية”