شهدت المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة المنقضية تطورا كبيرا على مستوى تكنولوجيا الاتصالات والبث الفضائي بفضل ما وفّرته الشركة العربية سهيل سات التي تأسست عام 2007 والتي تمتلك القمرين الصناعيين “سهيل سات1″ و”سهيل سات 2”. تمكنت أقمار شركة سهيل سات من خلق ديناميكية جديدة لما يتوفّر على أقمارها من امكانيات تكنولوجية جد متطورة ولما تتميّز به هذه الأقمار من حيث التغطية الواسعة والتموقع المداري (نفس الموقع المداري لأقمار عرب سات) المسألة التي جعلت هذه الشركة تعدّ من أفضل شركات الأقمار الصناعية على المستوى العالمي عموما والعربي خصوصا. وبالإضافة إلى ما ذكرناه، فإن أقمار سهيل تتفوق في خدماتها على قريناتها من أقمار “نايل سات” و”عرب سات” باعتبارها تعتمد على أحدث التقنيات في مجالات البث الفضائي والاتصالات وخدمات الإنترنت وحماية المحتوى وتقنية عدم التشويش ممّا جذب أقوى شبكة رياضية عربية ونعني هنا “بي ان سبور” والعديد من القنوات العربية الأخرى التي فضلت أن تبث ارسالها عبر أقمار “سهيل سات” التي استمرت باستقطاب القنوات والمجموعات الإعلامية المرموقة مما يؤكد جودة الخدمات المتوفرة وبأسعار تفاضلية. ونظرا للنجاحات الكبرى التي حققتها هذه الشركة، فمن المنتظر أن تلتحق تونس بمختلف قنواتها التلفزيونية ومحطاتها الإذاعية بهذا القمر الصناعي خدمة للاقتصاد الوطني وللمشهد السمعي البصري وخدمة للتونسيين المقيمين بالخارج ممن لا يستطيعون متابعة ما تبثه الفضائيات التونسية حاليا بسبب ضعف تغطية الأقمار التي تتواجد عليها هذه القنوات، وهذا إشكال سيجد طريقه إلى الحل مباشرة إثر الاعتماد على أقمار “سهيل سات”.
منير الورغي